|
أمْـــــنيــةٌ |
|
|
أنتَ أغمضتَ عينَيكَ أغمِضْـهُـما ... ولْتَظَـلَّ طويلاً ، كما أنتَ ، مسترخياً مغْمَضَ المقلتَين . إن كرسيّكَ الخيزُرانَ مُريحٌ ، أريكةَ غيمٍ . فأغْمِضْ ... لماذا تحاولُ إرهاقَ عينيكَ ؟ ماذا ترى لو فتحتَــهما ؟ هل حننتَ إلى قريةِ النملِ والذّلِّ والقتلِ والمرأةِ الباردةْ ؟ هل حننتَ إلى تيهِ يومِ الأحدْ وجنونِ البلدْ ونخيلِ البلدْ ( حيثُ يستهترُ الخائنون ) ؟ هل حننتَ إلى الطلْقــةِ الواحدةْ ؟ ............ ............ ............ أنتَ أغمضتَ عينيكَ أغـمِـضْــهما . هل سمعتُكَ تهذي : سأُغْـمِــضُ عينيَّ حتى الأبدْ ! استكهولم 08.04.2011 |
|
أواخرُ أيلول |
|
|
وهاهوذا الغيمُ ، تَدفَعُ قُطعانَ حِيتانِهِ والخيولِ التي تترنّحُ ، ريحٌ شماليّةٌ والطيورُ تهاجرُ منذ الصباحِ الطيورُ تهاجرُ منذ أن خلَقَ اللهُ تلكَ السماءَ ، الطيورُ تهاجرُ ... ما كان قبلَ دقائقَ بحراً مُحِيطاً تَدافَعُ حيتانُهُ والخيولُ استوى حاجزاً من دخانٍ وماءٍ ثقيلٍ ولكنّ تلك الطيورَ التي بدأتْ في الصباحِ تهاجِرُ ظلّتْ تهاجرُ . هل تبصرُ الطيرُ ما نُبصرُ : البحرَ ؟ حيتانَه والخيولَ وذاكَ الدخانَ وماءَ السماءِ الثقيلَ ؟ وهل تعرفُ الطيرُ أنّا هنا ، سجناءُ منازلِنا الحجريّةِ ذاتِ الحدائقِ ؟ أنّا هنا ، الموثَقونَ إلى طينِ أجسادِنا ؟ وهل تعرفُ الطيرُ أنّا هنا الزائلون؟ لندن 20.09.2010 |
ترنيمــةٌ للميلاد |
|
|
أطْبِقْ جَفنَيكَ لتســمعَ . أطبِقْ جفنَيكَ لتفتحَ باباً سِــرِّيّـاً في القلعةِ . أطبِقْ جفنَيكَ لتدخلَ بستانَ الخشخاشِ البـرّيّ ... الليلةَ لن تَـتَـنَزَّلَ روحٌ لن تأتيكَ ملائكةٌ في هيأةِ طَـيرٍ لن تسمعَ قيثاراً أو أجراسَ لُـجَـينٍ في الماءِ ولن تلمحَ غزلانَ الرنّــةِ في السهْبِ الأبيضِ ... هذي الليلةَ تُطْـبِـقُ جفنَيكَ لِـتُـبْـصِــرَ . أطبِقْ جفنَيكَ ولا تستيقظْ إلاّ عندَ صياحِ الديكِ الذهبيّ ! لندن 24.12.2010 |
|
تفصيلٌ في الكآبة |
|
|
هل تكونُ السماءُ مناوِئــــةً ؟ ربّما ... آنَ لا تَمْرُقُ الشمسُ فيها آنَ لا يَمْرُقُ الطيرُ فيها آنَ يبدو الشجرْ حَجَــراً ... آنَ لا ترتدي امرأةٌ غيرَ معطفِها . آنَ آوي إلى البردِ إذ يتقاســمُـني والســرير ... .............. .............. .............. السماءُ مناوِئةٌ ! حَـسَـنــاً ! إن ذلك عهدي بها ، منذُ أنْ خلَقَ اللهُ هذي السمـــاء ! استكهولم 07.04.2011 |
تَـــنــاوُباتٌ |
|
|
سعدي يوسف الشمسُ التي غابتْ لم تُـتِممْ ساعتَينِ . ربما لأننا لم نَـعُـدْ نهتمُّ بأنفسِنا . الشمسُ التي غابتْ لم تَقُلْ : وداعاً . ليس لأنها لن تعود . نحن قد لا نعود إليها وإلى النافذة المخطّطةِ بالستارة المعدنية. ومن الغابةِ التي استضافتْ عاصمةً ، سوف يدخلُ ارتجاجٌ من قطاراتٍ سريعةٍ . قطاراتٍ ترمي بنا إلى حيثُ لا ندري أو نريدُ . ليس في الحقيبة التي تحمل رسمةَ حيوانٍ مفترِسٍ زادٌ أو قصيــدةٌ . ً الأخضرُ بنُ يوسفَ ، الجالسُ كالمقرورِ في غرفتِهِ ، في طرَفِ استكهولْمَ ، لايعرفُ ما معنى الجلوسِ الـمَحْـضِ. حيناً يرتدي ما كان يوماً دِرعَه : بُرنُسَــه الصوفَ ، وحيناً يسألُ البائعةَ الحسناءَ أن تُلبِسَــه شالاً من الكشميرِ . لكنّ ثيابَ الأخضرِ الجالسِ في الغرفةِ ليستْ كالثيابِ . الأخضرُ الجالسُ يُلقي دُفعةً واحدةً كلَّ الذي كان له ... أو ربّما ... كان عليهِ . الأخضرُ ، الآنَ ، طليقٌ مثلَ ما كانَ . ولن يجلسَ مقروراً هنا في غرفةِ استكْهولم. البحرُ ليس بعيداً . البحرُ قريبٌ كالغابةِ . البحرُ قريبٌ من رئاتِنا التي أثقلَها استنشاقُ الرملِ المسمومِ . لن نبحثَ عن السمكةِ الذهبِ . لن نبحثَ عن صندوقِ الـمُســافرِ. لن نبحثَ عن اللؤلؤ . نحن أسرى سلالةٍ تنقرضُ . نحن السّلالةُ التي تنقرضُ . أمسِ على الشاطيء الذي لم يَعُدْ فيه قراصنــةٌ كانت قِطَعُ الثلجِ الطافيةُ تحملُ ما لم يَـعُدْ يترقرقُ تحتَ قمصاننا : الشمسَ التي تُفْرِزُ قوسَ قُزَح.
الأخضرُ بنُ يوسفَ ، استنشَــقَ ، في غرفتِهِ التي غابت تماماً ، ضوعَ غصْنٍ صندَلٍ . نفحةَ نَدٍّ ... هَـفّـةً من ثوبِ مَنْ كان أحَبَّ . الأخضرُ استعملَ ما كانَ يُداريهِ قديماً : أن يَرى في لحظةٍ خاطفةٍ ما لا يُرى . فـلْـيتركِ الغرفةَ واستكهولمَ ، والمبنى ، وهذا البحرَ ، والغابةَ ، والثلجَ الذي يطفو ... ليخرجْ مرّةً واحدةً من جِلْــدِهِ ، ولْـيَـندفِــعْ في لُـجّــةِ الثورةْ !
استكهولم 05.04.2011 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 التالى > النهاية >>
|
Page 3 of 9 |