|
محطّــةُ الشّــمال |
|
|
La Gare du Nord قبلَ أن نتحمّلَ عِبْءَ المحطةِ ،بين الحقائبِ والسائرين إلى حتْفِهِم دون أن يَعْلَموا ، كنتُ أعرفُ أنّا ( وأعني أنا والتي كنتُ أحـبَـبْـتُها ) سائرانِ إلى سكّــةٍ لن تصِلْ. كنتُ أعرفُ أنّ محطّة باريس ، سوفَ تكونُ الأخيرةَ . لن نعرفَ الفجرَ ثانيةً ، بينما نحن معتنقانِ على قهوةٍ بالحليبِ ، وخُبزِ الأهِلّةِ ... ذاكَ المساءَ الأخيرَ ( وأعْني الذي قبلَ صُبحِ المحطةِ ) ألقيتُ نفسي ، ثقيلاً كلَوحٍ ، على مَتْنِ ذاك الفِراشِ بفندُقِنا ... ثمّ نِمْتُ . لم أكُنْ أتصَوّرُ ، لم أكُنْ أتصوّرُ جِيزيلَ كانت تريدُ ... ولكنّ جيزيلَ تعرفُ كم كنتُ أضعفَ من نملةٍ ! إنّ جيزيلَ تعرفُ كم كان أرهقَني الحفْلُ : تلك القراءةُ ذاك الأســى وإلى آخرِ الحفْلِ ... ....................... ....................... ....................... والآنَ من بَعْدِ سَبْعٍ سأذكرُ أنّا افترقنا ، بلا سببٍ ، في المحطّةِ . لندن 19.11.2010 |
|
الآتــون |
|
|
سـعدي يوسـف أنت لن تبصرَنا في الـمَنْزَهِ السادسِ لن تسمعَ في " شارع باريسَ " أغانينا التي تبكي ولن تلمُسَ في قِرطاجَ جمرَ الجوعِ والـحُـمّى ... لقد ضاقتْ بنا الدنيا إلى أن عَذُبَ الموتُ إلى أن أصبحَ الـمَقْتُ هواءً أيّ ورْدٍ سنرى في وجنةِ الطفلِ الإلهيّ ؟ فهل نستمطِرُ الصخرَ ؟ وهل نعصِرُ ممّا جَفَّ من أعراقِنا كوبَ حليبٍ ؟ غيضةُ الزيتونِ باعوها فأمستْ حطباً للموقدِ ... البحرُ لقُرصانٍ وأعنابُ البلادِ اعتُصِرَتْ خمراً لسوّاحٍ صليبيّينَ أوباشٍ وها نحنُ أولاءِ الناس منسيّينَ منفيّينَ في أحوازِنا ، لكننا آتونَ ... لندن 12.01.2011 |
الرِّسُّ الـنّـغْــلُ |
|
|
قالوا : أكنتَ تريدُ أن تغدو الشهيرَ وأنت تعزفُ أسطوانتَكَ " الشيوعيّ الأخير ... ؟ " لقد ملَلْنا ! منذُ أن دُفِنَتْ لينينغراد في صحراءِ نيفادا تبدّلت الأمورُ ولم تعُدْ ، أبداً ، معادَلةَ الشيوعيّين ضدّ الرأسماليّين ... قالوا: أيّها الـمُدَّثِرُ المقرورُ قُمْ وانظُرْ تَرَ العجَبَ ... .................... .................... .................... البسيطةُ أتلَعَتْ رِسّــاً جديداً ليس من أصلٍ ولا فَصْلٍ ، لهُ ... رِسّــاً لـئيماً يقتلُ العمّالَ حتى في مناجمِهم ... يُبيدُ نباتَ هذي الأرضِ ، شعباً بعدَ شعبٍ مِلَّةَ الإســلامِ زولو أُمّةَ الأزتيكِ والمايا عراقيّين صابئـةً ، بَهائيّينَ ، أنباطاً فلسطينيّةً ... يا أيّها الـمُـدَّثِّـرُ المقرورُ غَـيِّـرْ أسطوانتَكَ الأمورُ تغَيَّرَتْ ! لندن 21.11.2010 |
|
الزيّاديّــة |
|
|
ستبقى هنا ، تتأمّلُ ساحةَ ثلْجٍ وموتَى وأغْرِبةٍ . للفصولِ قراءاتُها وكذلك للنبْضِ ... لكنّك الآنَ تُطْبِقُ ما كتبَ الثلجُ تُطْبِقُ ما كنتَ تكتبُ أو تتفكَّرُ . أنت ، الـمُـقَـلْـقَـلُ ، تركضُ : شطُّ العربْ غيضةُ الكَرْمِ في النهرِ أبناءُ خالتِكَ ... الآنَ تركضُ ، مُهْراً ، على الشاطىءِ. الآنَ تلْقي بنفسِكَ في الماءِ ، ذاكَ الدفــيءِ وتمضي بعيداً إلى حيثُ تدخلُ قَـصْــبــاءَ أنتَ تُغافِلُ حُرّاسَ إيرانَ .............. .............. .............. ساحةُ ثلجٍ وموتى وأغربةٍ ... ثمّ يأتي الشميمُ : لقد كنتَ ترقدُ تحت الغصونِ الكثيفةِ دوحةُ تينٍ ظهيرةُ صيفٍ ... شــراعٌ وحيــد ! لندن 25.12.2010 |
الــمُـحـاكَــمــة |
|
|
للّذينَ ارتضَوا أن يكون العراق فندقاً عائماً لا بلاداً . للّذين ارتضَوا أن يكون العراق جبلاً من دشاديشِ غرقى. للذين ارتضَوا أن يكون العراق سوارَ العشيقةِ ... أن تمسيَ البصرةُ الأُمُّ مبغى الخليجِ وأن تتنصّلَ بغدادُ من إسمِها ... للّذين ارتضَوا أن يكونوا الأدِلاّءَ أن يَهَبوا كلَّ ما كنَزَتْ أرضُنا للغريبِ المدجَّجِ أن يعبِدوا أبرَهةْ أن يقولوا : العراقَ انتهى ... ............ ............ ............ هؤلاء سوف أجمعُهم ، ذاتَ فجرٍ ، بمقهىً على جَزْرةٍ بالفراتِ وأحفرُ أسماءَهمْ في جماجمِهِم وهمُ الصاغرون ... لندن12.11.2010 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 التالى > النهاية >>
|
Page 1 of 9 |