|
الـنّســـر البْروسِــيّ |
|
|
كم قِيلَ : نَـسـرُ بْروســيا قد طارَ ! ....................... ....................... ....................... منذُ نهاية الحربِ الأخيرةِ طارَ عن برلين . لا ندري إلى أيّ الممالِكِ طارَ ، أسحمَ في المســاء . وهل بنى بالصخرِ والفولاذِ والذّهبِ الـمُـخـبّـأِ وكرَهُ ؟ وبأيّ طيرٍ أو طرائدَ كان يقتاتُ ... المدينةُ ( وهي برلينُ العجيبةُ ) أغلَقَتْ حتى السّــماءَ ، وبابَ بوّاباتِها : بْـرانْـدِنْـبَرْغ ، والجســرَ القديمَ . ولن يعودَ النّـســرُ نسْـرُ بْروسِــيا ... * واليومَ ... في الصيحاتِ في الأبواقِ في الراياتِ في ما تنفثُ الكُرةُ البعيدةُ ، تلكَ ، من إفريقِـيا أبصرْتُ ذاكَ النســرَ أسحمَ مرهَفَ الـمنقارِ مبسوطَ الجناحِ إلى النهايةِ ، كان نسْــرُ بْروسِــيا يختالُ ، في المرسيدس السوداء ، كالجنرالِ في برلين ... برلين 10.07.2010 |
|
الــزاويةُُ البــريطــانـيّــةُ |
|
|
إذاً ... اكتمَـلَ الأمرُ ، وصارتْ لكَ في هذا الكوكبِ زاويةٌ. حقّاً ، إنكَ لا تعرفُ أسماءَ الأشجارِ و لا ما نطَقَ الطيرُ وإنكَ لا تعرفُ فيها أحداً ( تلكَ رؤوسٌ من حَجَـرٍ ، ووجوهٌ من قارٍ ... ) ولسوفَ تُحشرِجُ إنْ قلتَ : إلى أينَ تؤدِّي السككُ ؟ الأغربُ أنكَ لم تدخلْ بيتاً لسواكَ فلا جارَ ولا أخبار و لا حتى كلماتُ " صباح الخير ... " وإنْ كانت كاذبةً . ................. ................. ................ لكنك تأوي ، مثلَ سواكَ ، إلى زاويةٍ وقد اكتملَ الأمرُ وصارتْ لكَ في هذا الكوكبِ زاويةٌ ... فلماذا تشكو؟ أ لأنّكَ ما صافحتَ ، هنا ، أحداً ؟ أ لأنكَ ما صافحتَ ، هنا ، حتى نفسَك ؟ برلين 13.07.2010 |
مـــع مؤيَّــد الراوي |
|
|
كلّما حللتُ ببرلين زائراً ، التقيتُ مؤيّداً . أنا حريصٌ على الأمر ، لأن في لقاء الرجل تجديدَ صداقةٍ ، واستمتاعاً بأحاديث ، ومقاربةَ دعابةٍ . السبت الماضي أمضيتُ معه أربع ساعاتٍ . التقَينا في منطقة ببرلين الشرقية ليست بعيدةً عن محطة مترو " وارشــو " ، منطقةٍ للمقاهي والمطاعم ، وأهلِ الفنّ . كان الناس يتابعون كرة القدم . أمّا نحن ، الأثنين ، فلم نكن مسَمَّرَينِ إلى شاشة التلفزيون العريضة جداً . كان حديثنا مختلفاً. مؤيد الراوي يتساءل عن " أيّوبيّات " بدر شاكر السياب . أتحملُ معنىً دينيّاً ؟ هل المعنى الدينيّ في نصوص بدر الأخيرة مقصورٌ على فترة المرض ، أم أن له تاريخاً أسبقَ في نصوصه؟ يقارن مؤيد بين بدر وناظم حكمت ، وكيف أن ناظم حكمت ظلَّ قويّاً حتى النهاية ، بينما كانت الرياح ، حتى الخفيفة منها ، تتقاذفُ بدراً . يبدو أن المسألة ذاتُ إلحاحٍ . ما السبب؟ مؤيد الآن يعاني من وطأة السّكّريّ. بدأ بصرُه يَكِلُّ . ومشيتُه تضعُفُ . صارت الكتابةُ عسيرةً ، بل شبه مستحيلة . اقترحتُ عليه أن يملي على فخرية البرزنجي ، رفيقةِ حياته . قال : لا أستطيع . يجب أن أكتب ! * لمؤيد الراوي فضلُ وضعِ قصيدة النثر ، في وقتٍ مبكرٍ ، على المسارِ الجادّ ، مع ديوانه المرموق " احتمالات الوضوح " الصادر في العام 1974 . لا أحدَ يعود إلى هذه المعلومة. " شعراء" المكتب الثاني للجيش ، حوّلوا الأمرَ ( أعني أمرَ قصيدة النثر ) إلى مهزلة عامّــة مُـعَـمّـمـةٍ . برلين 13.07.2010 |
|
مَـنْـظرٌ صــباحيّ |
|
|
كان عندَ البحيرةِ مستسلماً لانعكاسِ الغصونِ على الماء. أخضرُ ماءُ البحيرةِ والطيرُ أخضرُ حتى كراسـي السفينةِ في الـجُـرْفِ خضراءُ . ناقوسُ تلك الكنيسـةِ ، يُعلِنُ، وقتاً طويلاً مجـيءَ الصباحِ. المطارُ القريبُ استعدَّ ليستقبلَ الطائراتِ المبكِّــرةَ. الآنَ ، تلمُسُ صفصافةٌ بجدائلِها كَـتِـفَـيَّ ، وأهجِسُ أنّ أناملَ تضْـفِــرُ إكليلَ آسٍ بأزهارِ دُفلــى. ..................... ..................... ..................... البحيرةُ ليستْ بلادَ طيورٍ مهاجرةٍ . بجعٌ أزرقٌ ظَلَّ منزلِقاً في مياهٍ بلا موجةٍ أو طحالبَ. فاختةٌ تتهجّى اسمَها في مجاهلِ حُرْجٍ بعيد... برلين 14.07.2010 |
انتهيتُ من تدوينِ هذه القصيدةِ الشاملةِ |
|
|
صباحَ الرابع عشر من شهر تمّوزَ العميقِ أبداً ، في العام 2010 . وكنتُ في زيارةٍ لابنتي شيراز دامت شهرَين كاملَينِ بين الأول من حزيران والأول من أيلول 2010 هذه البانوراما البرلينيّة ، فيـها تقديرٌ ومَحَـبّـةٌ للحاضــرة الألمانيّةِ التي اتّسَعَتْ وتَحَمّلَـتْ . وفيها ما يجعلُ الرِّحلةَ الدائبـةَ أهَمَّ من تمتماتِ فَـرْدٍ ، اسمُهُ : ســعدي يوسـف برلين 14.07.2010 |
اخر تحديث الخميس, 23 دجنبر/كانون أول 2010 20:26 |
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 10 of 10 |