|
الشيوعيّ الأخيرُ يرفضُ عملاً |
|
|
قال الشيوعيُّ الأخيرُ : حقيقةً ، إني بلا عملٍ ... ومنذُ سنينَ أبحثُ ؛ غيرَ أني أرفضُ العملَ الذي حدَّثـتَـني عنهُ ... · الصباغةُ مِهنةٌ ... - لكنها ليستْ تناسبُني ... كأنك لم تصافحْني ، ولم تعرفْ هواءَ رفوفِ مكتبتي ، كأنك لم تكنْ يوماً رفيقي في الخـلِـيّــةِ ! ( نحن كنّا آنذاكَ نقودُ إضراباً ... أتذْكرُ ؟ ) كيفَ يا ولَدي ... أصَـبّـاغَ الوجوهِ تريدُني ؟ لو شِئتَ أن أمضي لأصبغَ كلَّ بيتٍ في العراقِ مضَيتُ ... لكنْ ، كيفَ أصبَغُ أوجُهاً خَزِيَتْ وأقنِعةً وحشْداً من رؤوسِ الوحْلِ والرَّوثِ الطريّ ؟ تريدُني أن أُخفِيَ الأشياءَ ؟ أن أُرخي القناعَ حقيقةً ؟ أن أخدعَ الأبصارَ ؟ ................... ................... ................... حقّـاً ... نحن نمشي في حديقةِ ساحراتِ الموتِ ؛ لكني الشيوعيُّ الأخير ... لندن 14.07.2006 |
|
الشيوعي الاخير يدخل الجنة |
|
|
كان الشيوعيّ الأخيرُ مؤرَّقاً في ليلةِ الأحدِ ، الصديقةُ غادرتْ ظُهراً إلى باريس ، والمطرُ الخفيفُ يجيءُ أثقلَ ، لحظةً من بعدِ أخرى . والنبيذُ الأستراليّ الذي قد كان يكرعهُ بأقداحٍ كبارٍ كادَ يصرعُهُّ ! وجاءته المصيبةُ عند بطّاريّةِ السيّارةِ. الأشياءُ قد همدت؛ فماذا يفعلُ الآنَ ؟ الشيوعيّ الأخيرُ مضى يُنَقِّبُ في الرفوفِ العالياتِ ... وثَمَّ أتربةٌ على الكتبِ العتيقةِ. ثَمَّ نسْجُ العنكبوتِ ، وما تبَقّى من جناحَي نحلةٍ. لكنه استَلَّ الكتابَ وراحَ يقرأُ : أمْرُنا عجَبٌ ! مَلاكٌ جاءَ يصطحبُ الشيوعيَّ الأخيرَ إلى جنانِ الخُلْدِ ... قالَ له : لقد طوَّفتُ في الآفاقِ سَبْعاً ، كي أصادفَ طاهراً . كان الذين رأيتُهم قوماً عجيبينَ ... الصلاةُ وكلُّ شـيءٍ. غير أني كنتُ أسألُ عن عقيقِ سَجيّتَينِ : الطُّهرِ والعدلِ. السماءُ تفتّحتْ ... فلْننطلِقْ ، لتكونَ في الفردوسِ بعدَ دقيقةٍ ! كان الشيوعيّ الأخيرُ مكوَّماً فوقَ الأريكةِ هاديءَ الأنفاسِ مبتسماً ... كأنّ روائحَ الفردوسِ تُفْـعِـمُ قصرَهُ الليليَّ حقّاً ! لندن 2006.05.28 |
اخر تحديث السبت, 08 ماي/آيار 2010 09:41 |
الشيوعي الاخير يذهب الى باريس |
|
|
" لا تهجريني ... " قالَ جاك بْرَيلْ: Jacques Brel Ne me quitte pas وهاأنذا أقولُ : رفيقَنا كنتَ ... الحياةُ جميلةٌ إنْ لم تكُنْ في Pere La Chaise الحياةُ جميلةٌ إن كنتَ تبحثُ في الضواحي عن فتاةٍ أخلَفَتْ بالأمسِ موعدَها ... وتسألُني : وما دخْلُ الضواحي بالشيوعيّ الأخيرِ ؟ أقولُ : مهلَكَ ! لستَ تعرفُني ، إذاً ... أنا الـمَـعْـنيُّ بالمعنى ، بما تهَبُ الحياةُ أنا الشيوعيّ الأخير ! لندن 28.05.2006 |
اخر تحديث السبت, 08 ماي/آيار 2010 15:37 |
|
الشيوعيّ الأخير يريد أن يكتب شعراً |
|
|
من أين جاءت نخلةُ البِصريّ كي تُرخي جدائلَها عليه ، وتأمرَ الأطيارَ أن تشدو قليلاً باسمِهِ ؟ كان الشيوعيّ الأخيرُ ينامُ تحتَ النخلةِ : الشعراءُ قد صمتوا ! عجائبُ ... كيف يصمتُ عن أنينِ النخلةِ الشعراءُ ؟ كيف يكونُ أوّلُهم ، كآخرِهِم ، أصَـمُّ ، وأبكـمُ ؟ اندلعتْ حرائقُ مثلَ أشـرطةِ القيامةِ وامّحَتْ مُدُنٌ ، وذابتْ تحتَ صِخريجِ القذائفِ واللظى أضلاعُ عاصمةٍ ... وغابتْ نسوةٌ في وحشةِ الصحراءِ يَدْفُنَّ البلادَ مولوِلاتٍ ذاهباتٍ في السوادِ ... عجائبُ ! الشعراءُ ، أوَّلُهُم ، كآخرِهِم ، أصَـمُّ ، وأبكَــمُ . ............................... ............................... ............................... انتبَهَ الشيوعيُّ الأخيرُ : لقد كتبتُ ! لندن 17.06.2006 |
الشيوعيّ الأخيرُ يَخرجُ متظاهراً |
|
|
قالَ الشيوعيُّ الأخيرُ : اليومَ أخرجُ في مظاهرةٍ لِطَـرْدِ الإحتلالِ وصَحْـبِــهِ ... ومضى إلى السوقِ ؛ اشترى مترَيْ قماشٍ أبيضَ استلَفَ الطِلاءَ الأحمرَ الوهّاجَ من رسّامةٍ كانت تحبُّ يدَيهِ ، ثمّ استعملَ المنشارَ كي يتنصّفَ اللوحُ الدقيقُ ... وهكذا ، خَطَّ الشِعارَ وجَرَّبَ ... الأشياءُ مُـحْـكَـمَـةٌ تماماً ! وهو مندفعٌ ، وأهوَجُ ، مثلَ عصفورٍ يطيرُ الـمرّةَ الأولــى ... وهاهوذا ! تباطأَ عند بابِ البيتِ لَفَّ شِعارَهُ ، وطواهُ ، مثلَ مِظلّةٍ في يومِ صَحْـوٍ ثم قال لنفسِهِ : حسَــنــاً ! لِنَفْرِضْ أنّ شخصاً جاءني مستفسِــراً ... " مِن أيّ حزبٍ أنتَ ؟ " كيفَ أرُدُّ ؟ أحزابُ المدينةِ ،كلُّــها ، قد وقّعَتْ بأصابعٍ عَشـرٍ : يعيشُ الإحتلالُ ومرحباً بجنودِهِ وبُـنـودِهِ ! ............................. ............................. ............................. سأقولُ : إني حِزبُ نفســي إنني أُدْعَى الشيوعيَّ الأخيــر ! لندن 17.07.2006 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 التالى > النهاية >>
|
Page 3 of 6 |