|
الشمسُ التي لا تأتي |
|
|
في هذا الأحدِ المشدودِ إلى سفحِ الجـبلِ اشتقتُ إلى بلدي حيثُ الصيفُ يُطقطِقُ منذ الآن وحيثُ الشمسُ تُسَــلِّطُ بؤرتَها حتى في الظلِّ ( النخلُ بغيرِ ظِلالٍ ) ...
في هذا الأحدِ الـمُـبْـتَلِّ ككلبِ الراعي اشتقتُ إلى بلدي أنا منذُ الصبحِ أقولُ : اشتقتُ إلى بلدي . وهَنَ العظمُ ورأســي مشتعلٌ شَيباً ...
في هذا الأحدِ المقرورِ اشتقتُ إلى بلدي أمضيتُ صباحي في الساحـةِ والمقهى غمغمتُ على ضفةِ النهرِ الجبليّ صلاةً متأخرةً لكني أرتعشُ البردُ تَغلغلَ كالإبَرِ الثلجيــةِ في الدمِ ...
في هذا الأحدِ الـجَهْمِ اشتقتُ إلى بلدي لكني لم أدركْ إلاّ الساعةَ حين مررتُ بمقبرةِ القريةِ
أني ، المسكينَ ، بلا بلَــد ِ! فورتَــيسّـا 13.04.208
|
|
ســأنتظِــرُ ! |
|
|
لم أجدْ طيراً على غُصْــنٍ ولا نحلَ على الأزهارِ ... قلتُ : اليومَ لم يستيقظِ الكونُ على الكونِ ! وهذا النهرُ هذا الهادرُ المنحدِرُ الجارفُ كالثورِ ... ألا يهدأُ كي نلتقطَ الأصدافَ في القاعِ وكي نسمعَ من حوريّــةٍ أغنيةً ؟ ................... ................... ................... أُرهِفُ ســمعي : طائرُ أجهلُ ما يُـسْــمى ينادي مَن ينادي ؟ الصبحُ لم يفتحْ على الفندقِ بوّابتَـهُ ، بَعْـدُ وهذا الجبلُ الأسوَدُ يَــدَّثَّــرُ في ريشِ الغراب ...
فورتَيـسّـا 14.04.2008
|
الــــمَــوعِـــد |
|
|
قلتُ : أمشي إلى آخرِ البلدةِ ... الشمسُ ناعمةٌ والمحطّــةُ خاويةٌ ( أحَــدٌ ضائعٌ في المواعيدِ ) أبصرتُ منعطَفاً في البعيدِ انتهَيتُ إلى شِــبْــهِ منحدَرٍ يصِلُ النهرَ بالدربِ ... أهبِطُ أهبِطُ لم أبلُغِ النهرَ . ثَـمَّـتَ تنتظرُ الشاحناتُ : سيمضي الأحدْ مثلَ ما جاءَ ... أمضي أنا مثلَ ما جئتُ ... والفجرَ تستيقظُُ الشاحناتُ على ضفةِ النهرِ تنطلقُ الشاحنات !
فورتَيســّـا 14.04.2008
|
|
مدخلٌ سرّيّ إلى قلعة فورتيسّـا |
|
|
للعمالِ الذينَ يجعلون القلعةَ متحفـاً للأطفالِ والشعراِء : Stiegel Beer بيرة ستيجل Marlboro Cigarettes سجائر مارلبورو والجلاميدُ المسْوَدّةُ التي تنقلها الشاحناتُ المر سيدس المتوسطة لشــركة Wipptaler. Com والمياهُ الآسنةُ التي يدفعُ بها نهرُ إيساركو إلى أسوارِ القلعةِ الغرانيت . أمّا الكنيسةُ الصغيرةُ المحصّـنة في المدخل فقد هيّـأها العمّالُ قبل الأوانِ ، ليصلِّـي فيها ســواهُم . * القلعةُ ليست بعيدةً عن فندق : Posta-Reifer Hotel مثلَ ما أن القلعةَ ليست بعيدةً عن الذهب ... Burgomaster Josef Wild Owner of Posta-Reifer Hotel الـعُـمْـدةُ يوسف وايِلْد مالكُ فندق بوستا رايفَر لديه المفتاحُ الثالثُ إلى البوّابةِ الذهبية مع آمرِ القلعةِ الهتلريّ وممثلِ مصرف إيطاليا . * في الليلِ ، تختلطُ القطاراتُ السريعةُ ، وهي تهدُرُ ، بالمطرْ في الليلِ يختلفُ الشــجرْ ليكونَ بيتاً أو دخاناً . آنَـها يتآمرُ الضبّاطُ ... سوف تكونُ فورتَيسّــا مَزاغلَ للبنادق أو مَرابضَ للمدافعَِ سوفَ يأتيها قياصرةٌ ومحتالون . سوفَ تكونُ سجناً يخنقُ السجناءَ في حلقاتِ فولاذٍ وسَـدّاً للغناء ...
*
أســرى الحربِ الرّوس أسمعُهٌم في المطرِ الليليّ أسمعُ أصواتَ مطارقِهِم ومَجارفِهِم كان الأسـرى الروسُ يشقّونَ بقلبِ الجبلِ القاسـي نفَقــــاً وقبوراً من غيرِ شــواهدَ . اسمعُ أســرى الحربِ الروسَ يئِنّــون ...
*
رايةُ باريسَ مثلّـــثــةُ الألوانِ وجيشُ حُفاةٍ وصعاليكَ يدُقُّ على أبوابِ العالَــمِ كان يدُقُّ بقبضاتِ دمٍ وأناشــيدَ ُ وكان قياصرةُ العالَمِ يرتجفون ...
* لسنينَ ، ظلّت الشرطة الإيطالية تراقبُ ليشيو جَـيلِـي Licio Gelli فتّشوا منزله ، فيلاّ فاندا ، مراراً . أمّا هذه المرّة ، فلم يفتشوا الخزانةَ ، بل بحثوا في الشرفة ، داخل أصُصِ الأزهارِ . وهناك بين البيجونيا والجيرانيوم ... الأزهار الأثيرة لدى ليشو جَيلي، أيامَ شبابه ، ، عثروا على 162 كيلوغراماً من الذهب الخالص في سبائك من كيلو واحدٍ ، وعلى أربعين من قضبان الفضّةِ ، وقد نُقِشَ عليها ، أي اتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفياتية . حدثَ هذا في العام 1998 . CCCP *
" كان ليشيو جَـيلي ، عميلاً سرّياً مرموقاً لموسوليني والغستابو ، كما يبدو أنه اشتغلَ لصالح الكومنفورم الشيوعي ّ. إنه مصرفيٌّ ، صحافيّ ، كاتبٌ ، شاعرٌ ، حائزٌ على عدة جوائز أدبية هامّـة . لكن شهرته الكبرى هي
في رئاسته المحفل الماسونيّ المعروف ( بي 2 ) الذي ضمَّ نخبةً من أشهر موظفي الدولة والسياسيين والضباط ورجال الأعمال، ممّا منحه قدرةً سرّيةً على التحكم بالأحداث السياسية ، في السنوات الخمسين التي أعقبت الحرب العالمية الثانية . " *
قلعةُ فورتَيسّــا كانت تنهارُ قليلاً فقليلاً فوقَ رؤوسِ قياصرةٍ وجنودٍ وســماســرةٍ ولصوصِ سلاحٍ محترِفين .
قلعةُ فورتَيسّــا تُبْنى ثانيةً تحتَ ســماءٍ أخرى تُعْــلِنُ أن العالَمَ أجملُ دونَ قلاعٍ حتى لو كانت تلك القلعةُ : فورتيـسّـــــا !
فندق بوستا رايفر Posta-Reifer Hotel فورتيسّا 15.04.2008
|
تـَـهْــلِــيــلـةٌ |
|
|
سأرحلُ في قطارِ الفجرِ : شَعري يموجُ ، وريشُ قُـبَّـعَـتي رقيقُ تناديني السماءُ لها بُروقٌ ويدفعُني السبيلُ بهِ عُـــروقُ . سأرحلُ ... إنّ مُقتـبَــلِـي الطريقُ .
سلاماً أيها الولدُ الطليقُ ! حقائبُكَ الروائحُ والرحيقُ ... ترى الأشجارَ عندَ الفجرِ زُرقــاً وتلقى الطيرَ قبلكَ يستفيقُ
سلاماً أيها الولَــدُ الطليقُ ... ستأتي عندكَ الغِزلانُ طَوعاً وَتَـغْــذوكَ الحقولُ بما يليقُ .
سلاماً أيها الولدُ الطليقُ ! ســلاماً آنَ تنعقدُ البروقُ ...
فورتَيسّــا 16.04.2008
|
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 التالى > النهاية >>
|
Page 2 of 3 |