قصائد
الحديقة
العامة
|
تـَـهْــلِــيــلـةٌ |
|
|
سأرحلُ في قطارِ الفجرِ : شَعري يموجُ ، وريشُ قُـبَّـعَـتي رقيقُ تناديني السماءُ لها بُروقٌ ويدفعُني السبيلُ بهِ عُـــروقُ . سأرحلُ ... إنّ مُقتـبَــلِـي الطريقُ .
سلاماً أيها الولدُ الطليقُ ! حقائبُكَ الروائحُ والرحيقُ ... ترى الأشجارَ عندَ الفجرِ زُرقــاً وتلقى الطيرَ قبلكَ يستفيقُ
سلاماً أيها الولَــدُ الطليقُ ... ستأتي عندكَ الغِزلانُ طَوعاً وَتَـغْــذوكَ الحقولُ بما يليقُ .
سلاماً أيها الولدُ الطليقُ ! ســلاماً آنَ تنعقدُ البروقُ ...
فورتَيسّــا 16.04.2008
|
|
الدّرسُ الأوّل |
|
|
قالَ : لم يبْقَ شــيءٌ . بلادٌ هوتْ مثل كوخٍ من القصبِ المتقادِمِ في الريحِ . والقتلُ صارَ الحياةَ . الموائدُ عامرةٌ بالجماجمِ والنارُ ترفضُ أن تكتفي بالهشــيمِ ... * إذاً ؛ قلتَ : لم يبقَ شــيءٌ ! رفيقي الذي لم تعُدْ مثلَ ما أنتَ ... إنْ أنتَ قدَّرْتَ ، فَـلْـيَـكُنِ ! الأمرُ أبعَدُ منكَ ، ومنّي . أ نجلسُ في حانةِ البحرِ تلكَ التي علّمَـتْـنا الأغاني لنستقبلَ النأمةَ – المستحيلَ ؟ * الحياةُ ستأخذنا ، مثل طفلَينِ ، ثانيةً كي تقولَ لنا : ما أشَـقَّ الحياة ! مـا أدَقَّ الحياة ! ما أحَقَّ الذي لم يَـعُـدْ ... بالحياة !
لندن 11.04.2008
|
أســـرارٌ بســيطـــةٌ |
|
|
أُسِــرُّكَ : نحنُ ، الرجالَ الوحيدينَ ، نفعلُ ما ليس يمكنُ أن تتصوّرَ كي لا نظلَّ رجالاً وحيدينَ ... خُذْ مثَلاً : إنني أتهيّــأُ في الفجرِ ، أُرهِفُ سمعي لأوّلِ طيرٍ . تقولُ : وماذا ؟ انتظِرْ لحظةً يا صديقي !
وأمسِ ، بمفترَقٍ للقطاراتِ ، قبّلتُ ناديةَ القُبلةَ المتعجـلةَ ، النارَ ... كان نبيذُ الظهيرةِ ( من أستراليا البعيدةِ ) محتدِماً في العروقِ وفي شفتَيها ... وكنتُ أراهنُ أني سأمضي إلى بيتِها ذاتَ يومٍ ! غريبٌ . مُغَنٍّ وحيدٌ وقيثارةٌ كهربائيّـــةٌ ... وحينَ وقفتُ ببابِ المحطةِ جاءَ الــمطرْ ...
أُسِــرُّكَ : إني أشِــذِّبُ ، ظُهراً ، حديقةَ بيتي وأقتلِعُ الضارَّ من عُشبِها وآتي لها بالسمادِ وبالـحَبِّ كي يهبطَ الطيرُ فيها . أقولُ : لآدمَ أن يحتفي بالأديـمِ ...
وثالثةً ، يا صديقي ، أُسِــرُّكَ : بعدَ غدٍ سوفَ أمضي إلى الساحةِ الرايةُ الفوضويّــةُ ُ لي ... سوف أرفعُها ، عالياً ، في مهَبِّ الرياح !
لندن 15.05.2008
|
|
بَـدْلــةُ العاملِ الزرقــاءُ |
|
|
على مقاســي كانت البدلةُ ! حتى أنني لم أختبِرْها لحظةً في غرفةِ التجريبِ ... كانت بَدلتي حقّـاً ... وها أنا أرتديها ؛ لا أفارقُ قُطْــنَـها الـمُزْرَقَّ حتى في الفراشِ ! تقولُ صديقتي : ما أنتَ ؟ عُمّالُ المدينةِ لم يعودوا يلبسونَ البدلةَ الزرقاءَ ... عمّالُ المدينةِ لم يعودوا يَدَّعونَ بأنّهم يُدْعَونَ عمّالَ المدينةِ ! أيها المجنونُ حتى في الفراشِ ، البدلةُ الزرقاءُ ؟ هل تُصْغِي إليّ !
لندن 19.05.2008 |
طــائرُ الـتَـدْرُج The pheasant |
|
|
أمُرُّ بالغابةِ ... الأغصانُ مثقلةٌ بصمتِها وظِلالِ الـخُضرةِ . ابتعدتْ عني الأرانبُ ، كان الدربُ مُنْفَسَــحاً بينَ الحوائطِ والأعشابِ أدفعُها دفعاً رقيقاً لأمضي والأصيلُ بهِ رعشاتُ بَرْدٍ ، وأمضي . فَجأةً وبلا صوتٍ ، يباغتُني طيرٌ ، ويوقِفُني ... يا طائرَ التَّدْرُجِ الـحَيرانَ إنْ سَـلِمَتْ رِيشــاتُكَ اليومَ ... لا تأمَنْ ، فلستَ ترى مثلي كثيراً ... فتىً كالطيرِ منخطِفــاً !
لندن 20.05.2008 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 9 of 10 |