قصائد
الحديقة
العامة
|
احـتِـرافٌ |
|
|
لَـكَم حاولتُ أن أبقى طويلاً ... ولأقُلْ خمساً من الساعاتِ أو سِـتّاً بذاك البارِ في الـحَـيّ القديمِ ، مجاورَ الباستِيلِ ... كَم حاولتُ أن أبقى هناكَ ! سجارتي الجِـنِّـيّـةُ الملفوفــةُ : الـجِـيتانُ في ورقٍ من الذُّرَةِ . النبيذُ الـمنزليُّ بِدَوْرَقٍ ، واللحْمُ يؤكَلُ نَـيِّـئاً في صَحْـفـةِ الـتَّـتَـرِ ... الدخانُ يظلُّ منعقداً وأزرقَ . كنتِ أنتِ ، بهيّـةً ، تنجابُ عنكِ سحابةُ الجِيتانِ فارعةً وضاحكةً كأنكِ لم تكوني منذُ أن طلعَ الصباحُ وراءَ هذا البارِ ... كم حاولتُ أن أن أبقى طويلاً ! قلتِ لي : عُدْ في المســاء ... ................... ................... ................... ولم تعودي ! لندن 24.03.2008 |
|
ليسَ مِن تَـلاعُبٍ |
|
|
لِـمَن أكتبُ الآنَ ؟ لا شأنَ لي بالعراقِ ، ولا بالعواصمِ . لا شأنَ لي بالصداقاتِ فاترةً أو بالنساءِ اللواتي تَخَـلَّـيْنَ عني . و لا شأن لي بالبنادقِ والطائراتِ الـمُـغِـيْرةِ ، لا شأنَ لي بنوادي الرياضةِ لا شأنَ لي بانتخابِ الرئيسِ ولا بالـمَـصارفِ ، لا شأنَ لي بالعناوينِ في صُحُفِ اليومِ لا شأنَ لي بالطعامِ الذي أتناولُ أو بالقميصِ الذي كنتُ ألـبَسُــهُ أمسِ لا شأنَ لي بالبريدِ ولا بالحديدِ الذي قد يفُلُّ الحديدَ ... و لا شأنَ لي بالكتابِ وأهلِ الكتابِ .... ......... ...... ................ ................ لِـمَنْ أكتبُ الآنَ ؟ * أكتبُ كي لا أموتَ وحيداً ! لندن 25.03.2008 |
ســماءٌ مُوازيــةٌ |
|
|
" إلى جليل حيدر " الطريقُ التي تجعلُ العرباتِ الـجَموحاتِ يَدْرُجْنَ في شبهِ مسْـبِحــةٍ وصنوفُ الشجرْ والمقاهي التي تتوازى مع الأرصفةْ وانطباقُ الشفةْ والحدائقُ إذ تستطيل وخطوط القميص وسترةُ باريسَ ، تلك التي لاتزال تحِنُّ إليها وتَدفأُ في صوفِها اللدْنِ والماءُ في برزخِ البحرِ وسْطَ المدينةِ والرفُّ في غرفةِ الفندقِ التلفزيون والشُّرُفاتُ التي لاتزال فرنسيةً بَـعْـدَ حربَينِ تلك خطوطُ الستائرِ كانت خطوطُ الحديدِ بأقصى المحطّةِ مبْتلّــةً مثل أعمدةٍ سقطتْ من سماءِ الربيعِ المبكِّــرِ كانت صفوفُ الكراسي تواجِهُ خطّاً من العازفينَ على مسرحٍ مزعجٍ . عبْرَ أرضيةِ القاعةِ الخشبِ ... انزلَقَ الماءُ . بحرٌ قريبٌ وجسرٌ إلى قارةٍ سوف تَبلُغُ بحراً بعيداً . ستأتي إلى البارِ أُولى النوارسِ . سحْــبةُ قوسِ الكمانِ ... السفينةُ تطفو على الصحنِ . نهبطُ من سُــلَّـمٍ درْجةً درْجةً لنكونَ على ساحلِ البحرِ ... ثَـمَّ الشِّباكُ التي نُشِرَتْ تحت شمسٍ بلا وقدةٍ . والصناديقُ ، تلك التي ضَوعُ أسماكِها في المطابخِ . كلبٌ تَـمَـدَّدَ ... والعرباتُ التي حملَتْها صباحاً تنامُ إلى الفجرِ . كان المؤَذِّنُ ينشرُ آياتِهِ في سماءٍ محايدةٍ ... لن تكونَ القلاعُ المدينةَ . بُرْجٌ وبرجٌ وبرجٌ وسربُ حمامٍ يطيرُ إلى الغربِ كالخيطِ ... أفْقٌ يضيعُ . السفائنُ مقلوبةٌ كالصراصيرِ . موجةُ مِلْحٍ . رذاذٌ . بلادٌ أقامتْ تضاريسَها تحت أثوابِها . هل تكونُ السماءُ التي نرتجيها مضاعَفَةً كالسماءِ ؟ النوافذُ قد غلَّـقَـتْها ستائرُ بيضاءُ والأرضُ منسيّةٌ تحتَ قارٍ ثخينٍ . ...................... ...................... ...................... سألتُكِ : مُدِّي ذراعَيكِ مبسوطـتَينِ . انشُرِي في مَهَبِّ الصباحِ عباءتَكِ . ابتَهِلي ... لي ... ولِي ابتهِلي ... لي ... ولي . وَلْوِلي ولوِلي ولوِلي ! مالْــمو ( السويد ) 06.04.2008 |
|
قــــلــعــةُ الســماءِ البيضاءِ Fortezza |
|
|
يأتي الربيعُ متأخراً . ليس لأن الشتاءَ طـــويلٌ. الربيع يأتي متأخراً لأنه سيكون ثلاثةَ فصولٍ . ثلوجُ نيسان لن تذوبَ كالآيس كْرِيم . البحرُ الأسودُ يُـلَـوِّحُ لها من بعيدٍ : اذكُـريني . الدانوبُ سيظلّ مترقرقَ الحصا . والفتياتُ يَغْدونَ أجملَ . الصنوبرُ في الوادي سوف يصعد إلى السفح. أسـمعُ في الليلِ المطرَ المتناوِبَ والثلجَ وأسمعُ في الليلِ الريحَ تئِنُّ على الشُّبّاكِ وأسمعُ في الليلِ الصمتَ . الساحةُ أصغرُ مِن أن نُبصرَها . والقِمّةُ أقربُ والفندقٌ أحمرُ حتى الأذُنَين !
الجســرُ الذي يحــفَظُ وحشيةَ الصخورِ والغابة من إنسِـبْروك إلى فورتَـيـسّا كيلومتراً بـــعدَ آخرَ ، هذا الجســرُ يُتابِعُ القطارَ الـمٌـجهَدَ ، الجسرُ يشهقُ لامِعاً مثلَ سِــوارٍ فضّـةٍ اســتقامَ في يدِ السـاحرةِ . الجسرُ ألقى شِباكَه على الجبل ، واصطادهُ كما يصطادُ يابانيٌّ نحيلٌ حوتاً في البحار الجنوبية . أٌبصِــرُ ، أحياناً ، ما لا تبصرهُ القطّةُ . هل أنّ محطَّة فورْتَـيسّا كانت آخرَ ما أبصرَهُ موسوليني الهاربُ؟ هل أن محطةَ فورتَـيسّا آخـرُ هذا الكونِ ... لتأتي بملائكةٍ ومجانينَ وتُلقي من عرباتِ السفرِ الضيّقةِ القرنَ الحادي والعشرين ؟ القطارُ يمضي شمالاً . فيرونا تشتطُّ بنا إلى قارةٍ أخرى. القطارُ يسعل مثل راكضٍ شيخٍ في ماراثون . النبيذ المحلّـيّ خفيفٌ ، صافٍ . سنملأ كؤوسَنا ونتأمّلُ في الزجاجِ المُـضَـبَّب . القطارُ يمضي شمالاً . والذين يقرأون عن الأديِرةِ ، مسافرينَ ، لن تخدشَ خدودَهم المتورِّدةَ سـعْـفةُ نخلٍ جفّـفَها يورانيومُ القذائفِ . أُحِسُّ بالعصافيِرِ في الرابعة ( صباحاً بالطبع ) . احسُّ بالقطار الأولِ في الخامسة ورُبْعٍ . أُحِسُّ بأني أرتعشُ... 12.04.2008 فورتيـــسّـا |
ســوقُ السبت في بولزانو Bolzano |
|
|
الدربُ الضيِّقُ من عندِ رصيفِ محطّتِها حتى ما كان سيُدعى كاثدرائيّــتَها كان السوقَ ( وأعني سوقَ السبتِ ) الثاني عشرَ من نيسانَ ولم تكن السوقُ مَعاشاً كانت ، وكما أوهَـمَني مَن في السوقِ ، مَتاعاً ...................... ...................... ...................... الناسُ أقاموا في الدربِ مآدبَهم : حفلاتِ الكوكتيلِ ... إلخ . أمّا الفقراءُ فليس لهم حتى في سوقِ السبتِ مكانٌ . * إفريقيٌّ أسْـودُ كان المتطفِّلَ : ظلَّ يقولُ بصوتٍ مختنقٍ : أنا جائعْ أنا جائعْ .... بولزانو 12.04.2008 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 7 of 10 |