|
ســعــادةٌ |
|
|
سعيدٌ في الصباحِ أنا ... الغيومُ الخفيفاتُ احْتَـنَـيْـنَ علَيَّ ، إني أسيرُ مظلّلاً بالغيمِ ... شَعري تَمَوَّجَ ، والقميصُ به نثارٌ من الطَلِّ الحمامةُ سوف تأتي إليَّ بعودِها الريّانِ ... ضَوعٌ تَحَدَّرَ من سياجِ الآسِ . كانت فتاتي هيّأتْ لي خبزةً... يا رفيقي هل نكونُ معاً ؟ أنمضي ســراعاً في الصباحِ إلى قطارٍ به راياتُنا الحمراءُ تعلو ورشّاشاتُنا والدينامِيتُ الـمُعبّـأُ في صناديقِ الندى ؟ مَن يُنادي: من يجيءُ معي ؟ ................. ................. ................. أُنادي رفاقي ... مَن يجيءُ معي ؟ أُنادي ... لندن 09.03.2007 |
|
حـــريرٌ ســاخنٌ |
|
|
مَـرِّغْ عينيكَ وجبهتَكَ ... ادخُلْ في طيّاتِ حريرٍ لم تنسجْه يدانِ وأدخِلْ هُدبَيكَ الجنّــةَ . أنتَ اللائبُ واللاعبُ أنتَ المتمرِّغُ في عشبِ الليلِ المتحدِّرُ في السيلِ وأنتَ المنجرِفُ ، الضائعُ ، في أمواجِ حريرٍ لا تهدأُ ... أنت ، الآنَ ، تحسُّ بأن رطوبتَها الساخنةَ التصقتْ بكَ . أنت ، تحسُّ بأنّ حريراً دبِقاً أوشكَ أن يجعلَ جسمَكَ نوراً وحريراً . هل تتأكّدُ ؟ هل تشعرُ أنكَ ناءٍ ، تتفصّدُ ؟... هل تشعرُ أنكَ ناءٍ وسعيدٌ ؟ ما أجملَها ! ما أجملَها من طيّاتِ حريرٍ نسجتْـهُ ، ورائحةَ الخمرِ القرويّ ، يدانِ إذاً ، بَدَنان ... لندن 13.03.2007 |
الأنفوشـــي |
|
|
" منطقة شعبية من شاطيء الإسكندرية " شِباكُ الصيّادينَ تجِفُّ على بضعةِ أطوافٍ وقواربِ صيدٍ والقلعةُ تدخلُ في المشهدِ ... ثَـمَّ سِـقالاتٌ عند المسجدِ ، ثَمّتَ إعلانٌ عن موقعِ غوصٍ لسفائنِ نابوليون َ . وأكوازُ الذُّرةِ المشويةِ تأتي ببيوتِ الفلاّحينَ إلى الشــاطيءِ . تأتي بقُرى الدّلتا . لن يصلَ الكورنيشُ هنا ... الفتياتُ المصريّاتُ ( بناتُ البلدِ ) احْـتَطْنَ بما يكفي . الفتياتُ المصرياتُ منحْنَ الشاطيءَ حريّــتَهُنَّ منحْنَ الشاطيءَ حُــريّــتَهُ ... هذا الشاطيءُ للناسِ فلا سوّاحَ هنا ، لا قوّادينَ هنا ... ..................... ..................... ...................... شمسُ المتوسطِ ناعمةٌ وشِباكُ الصيّادينَ تجِفُّ ... لندن 10.03.2007 |
|
العودة إلى البارِ الإيرلنديّ |
|
|
كان البارُ الإيرلنديّ ، وأعني حانةَ فيتزجيرالدَ انتقلَ الليلةَ من دَبْلِن كي يفتحَ ذاتَ البابِ الضيّقِ في لندن ... لي أن أحسَبَ كلَّ الأمرِ هُراءً أو معجزةً ؛ قُلْ ما شئتَ ولكنّ البارَ هنا بالفعلِ : مقاعدُهُ الخشبُ العَتْمةُ في العُمْقِ وأسماءُ زبائنِهِ والزهرةُ تَنبتُ في رغوةِ بيرتِهِ السوداءِ كأنّ كتابَ خيالٍ عِلْـمِيٍّ أدخلَــني مختبَراً وكأني في أرضِ عجائبَ ... ........................... ........................... ........................... هل كان البارُ الإيرلنديُّ ، هوَ ، البارَ الإيرلنديَّ ؟ أكنتُ الجالسَ حقّاً عند البابِ ؟ وهل كان زبائنُهُ أشخاصاً بشــراً ؟ ومقاعدُهُ الخشبُ ؟ هل كانت خشباً أمْ محضَ ضَبابٍ ؟ هل كانت تلك الجدرانُ الملأى بالإعلاناتِ حوائطَ من قرميدٍ أم كانت ورقاً في الريحِ ؟ وتلك المرأةُ ذاتُ الثوبِ الأسودِ ... أهيَ الساحرةُ ؟ * الضوءُ الباهتُ يَبْهُتُ أكثرَ عندَ أريكةِ مالكةِ البارِ ومن زاويةٍ لم أعهَدْها جاءَ الكلبُ الألمانيُّ الراعي بعصا ، من زاويةٍ أخرى جاءتْ فاختةٌ ... ثم أتى رجلٌ يحملُ أفعى تلتفُّ على يُســراهُ . العَـتْمةُ تشتدُّ ومالكةُ البارِ تردِّدُ أغنيةً لقراصنةٍ غرقوا في مرجانِ الكاريبيّ ... العَتْــمةُ تشتدُّ الألوانُ تغيمُ وعيناي تغيمانِ . ...................... ...................... ...................... البحرُ بعيــــد . لندن 28.03.2007 |
كنيسة سان جون وود St. John's Wood Church |
|
|
أوّلَ نيسانَ دخلتُ كنيسةَ سان جون وُود ... زهورُ حديقتها تتألّقُ تحت أشعةِ شمسٍ فاترةٍ ومَماشيها تتداخلُ والعشبَ النضِرَ ، الأطفالُ يدورون على أحذيةٍ ذاتِ دواليبَ مخبّأةٍ وخدودُ الفتياتِ تدورُ مع الشمسِ كعَبّادِ الشمسِ ... وفي أوّلِ نيسانَ دخلتُ كنيسةَ سان جون وود : فلسطينياتٌ يتحدّثْنَ بأصواتٍ خافتةٍ ( خائفةٍ ؟ ) عن دِير ياسين ... قساوسةٌ يستمعون إلى القرآنِ وأطفالٌ لا يبكون . كنيسةُ سان جون وود تُشَـيِّدُ دير ياسينَ عميقاً في الأرغُنِ . ..................... ..................... ..................... في الثاني من نيسان كان فلسطينيٌّ آخَرُ ينتظر الصَّلْبَ ... لندن 02.04.2007 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 8 of 13 |