|
القاهرة 4 |
|
|
مقهى البستان لا أعرفُ مَن ســمّى هذا المقهى ، " البستانَ " و لا أدري سبباً ... أعرفُ أن المقهى يحتلُّ تقاطُعَ دربَينِ ذَوَي وِرشاتٍ للميكانيك وأكشاكٍ تَعرِضُ أضغاثاً متناثرةً بين السجّاد وأجهزةِ الهاتفِِ والخبزِ البلديّ ، وأعرفُ أن الفحمَ هو اللونُ هنا في هذي الزاوية الدكناءِ من العالَمِ ... أعرفُ هذا ، وأُسائِلُ نفسي : مَن ســمّى البلقعَ بستاناً ؟ مَن جاءَ بما يفترضُ البستانُ : زهوراً ، شجراً ، وطيوراً ، وإلخ ... ؟ الأشياءُ هنا متداعيةٌ حتى لم يَعُد المرءُ ليأمنَ كرسيّــا .ً والشايُ هنا أسودُ كالفحمِ إذاً أين البستانُ ؟ ................................ ................................ ................................ أقولُ لكم : إن " البستان " هو الحُلمُ الأوّلُ بالبستان ! لندن 28.02.2007 |
|
القاهـــرة 5 |
|
|
ستكونُ لي بيتاً … تلُفُّ رداءَها القطنَ المهفهفَ حولَ أضلاعي الرميمِ : ألم تجيءْ لتنامَ ؟ كم طوّفتَ في الآفاقِ حتى لم تَعُدْ تدري بأيّ سقيفةٍ انتَ ! البلادُ وسيعةٌ أبداً وضيّـقةٌ … وأنتَ تدورُ كالخذروفِ أنتَ تدورُ ترمي حبْلَكَ امرأةٌ إلى امرأةٍ إلى امرأةٍ وأنتَ تدورُ … فلْتهدأْ ! أقِـمْ حيثُ النواقيسُ الغريقةُ في مياه النهرِ حيثُ الصبحُ شمسٌ حيثُ اللوتُسُ الأبديُّ تمضَغُهُ الجواميسُ ؛ اقترِبْ مني … ولا تجفَلْ ألم تشعرْ بأن ردائيَ القطنَ المهفهَفَ حولَكَ ؟ الأبقارُ في الوادي وأنت على جلاجلِها تنـــام … لندن 28.02.2007 |
القـــاهرة 7 |
|
|
النادي اليوناني في حمّامِ النادي تسمع موسيقى اليونانيينَ وفي الصالةِ تسمعُ أغنيةَ المصريينَ ... وفي الصالة تنعقدُ الأبخرةُ : الأنفاسُ دخانُ سجائرَ سيجارٌ كوبيٌّ حتى لكأنّ الدنيا تطفو في الغيمةِ ... أولَ أيامِ الـخَلْقِ . وفي الصالةِ دمدمةٌ في الصالةِ غمغمةٌ في الصالةِ همهمةٌ في الصالةِ لا تسمعُ حتى صوتَكَ ... في الصالةِ تنسى أنك في الصالةِ تنسى أنكَ في النادي اليونانيّ ! لندن 01.03.2007 |
|
القــاهرة 6 |
|
|
" الدرب الأصفر" حجرٌ قديمٌ يرتدي أبهى ملابسِـهِ . المساءُ يجيءُ مرتطِماً بأبـخرةٍ ، ومرشوشاً على الدربِ ، المقاهي في الرصيفِ وأهلُها في الشــارعِ : التَّبِغُ المعسّــلُ . شايُها . والفولُ أخضرَ يُثْقِلُ العرباتِ تنتظرُ البناتُ الليلَ كي يُبْدِينَ ما يُخْفِينَ ... أطلبُ قهوةً سوداءَ . يسألُــني فتى المقهى : أظُـنُّكَ لستَ من مصرَ ؟ الكلامُ يطولُ ... أطلبُ قهوةً أخرى ، وأُصغي للفتى . كان المســاءُ يُقِــيْمُ حفلتَه التي لن تنتهي إلاّ مع الصّبحِ . الأغاني سوف تبدأُ ... ربّــما من سـَـحْبةٍ تُفْضي إلى دربٍ عجيبٍ ... قد يكون هناكَ خلفَ ستارةِ المقهى ! لندن 28.02.2007 |
عند شاطيء البحيرة |
|
|
سأمضي في المساءِ إلى غصونِ البحيراتِ التي عَرِيَتْ ، لَـعَـلِّــي أرى بين الغصونِ الريشَ ... حتماً سَـيُبقي الطيرُ لي خيطاً رهيفاً ألوذُ بهِ إذا التاثَتْ دَوانٍ علَيَّ ، فلم أجِدْ إلاّ حفيفاً أكادُ لهُ أُجَنُّ ... أليسَ عندي سوى هذا الحفيفِ ؟ أكانَ حُلْـماً إذاً ذاكَ السبيلُ ؟ أكانَ وهماً ؟ أَمِ الصَّقرُ الفَتِيُّ نأى بعيداً وخلَّفَ لي بقايا الريشِ ذَرْقاً ونَفْـنَفـةً ؟ أُحِسُّ الريحَ تدنو وتلمُسُ جبهتي : هدَأَ المساءُ الـخَفِيُّ ... اهدأْ ! لَعَلّكَ سوفَ تلقى عميقاً في مياهِ الليلِ صقراً يَرِفُّ ! اهدأْ ! وضَعْ تحتَ القميصِ الأناملَ ... هل تُحِسُّ رفيفَ صقرٍ ؟ لندن 07.03.2007 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 7 of 13 |