|
سأحاوِلُ ألاّ أقولَ شيئاً |
|
|
كانت غيومُ الصُّـبحِ باردةً ، مخلخَــلةً وكان الماءُ يصعدُ من حشيشِ الـمَـرْجِ نحوَ الغيمِ ، ثَمَّتَ ترتعي الخيلُ … الـمَراكبُ في القناةِ وفي الـمَراكبِ كان شايُ الصُّبحِ خيطاً من دخانٍ في الـمَداخنِ ؛ لا طيورَ هُنا . غرابٌ كان يَنقرُ ، باحتدامٍ ، جُـثّـةَ السنجابِ . والورقُ الذي قد كانَ حتى أمسِ بُـنِّـيّـاً على وجه الحديقةِ ، صارَ يَسْــوَدُّ . النوافذُ رُقِّطَتْ بِـنَـثِــيرِ بلّــورٍ . أيأتي الثلجُ ؟ سوف يدورُ في دفءِ القناني في جذورِ الكَـرْمِ والليلِ النبيــذُ … لندن 11.12.2006 |
|
قصــيدةٌ مبتلّــةٌ |
|
|
لثلاثةِ أيامٍ ، وثلاثِ ليالٍ ، ظلَّ المطرُ الصامتُ يدخلُ في الجِـلْدِ ، ويســـري في الدمِ ، حتى ابتلَّ إطارُ الألـمنيومِ وأوشكتِ الصورةُ - مجرىً جبليٌّ - أن تغرقَ . كان العشبُ يميلُ ويَخفُقُ ، كان يسيلُ . الغرفةُ باردةٌ . لا صوتَ ولا امرأةٌ . والغرفةُ باردةٌ تَلتفُّ بزُرقـتِها وتنامُ . السجّادةُ تُنْبِتُ أزهارَ البوشْناقِ الواسعةَ . الضوءُ الذّرِّيُّ يرشُّ على الأزهارِ غباراً ذهباً . تَسّاقَطُ أوراقٌ بيضٌ من سقفِ الـغرفةِ . والريحُ تدقُّ على الشبّاكِ . المطرُ الصامتُ ينطقُ . مـاءٌ في الـمرآةِ ، وماءٌ سِــرّيٌّ في العينيـــنْ . لندن 09.01.2007 |
في الـمَهَبّ |
|
|
ربما انقصفتْ دوحةُ الجوزِ في لحظةٍ … ربّـما انْـهَــدَّ سورُ البنايةِ أو ربّـما غرقَ الـمرْكبُ الضيِّقُ ؛ القنواتُ التي طالَ ما أغرقَتْها طحالـبُها ، الصيفَ تَعْــبرُ ، هذا الصباحَ ، مَمَــرَّ الـمُشاةِ … الرياحُ من الأطلسيّ الرياحُ شماليةٌ والرياحُ جنوبيةٌ والرياحُ لها أن تكونَ الرياحَ ، لها أن تُزعزعَ أن تُفزِعَ … ……………………. ……………………. ……………………. النبتةُ الـمنزليةُ منسيّةٌ ، بينما تتخاطفُ ألسِنةُ البرقِ في دوحةِ الكستناءْ . لندن 11.01.2007 |
|
الصــــورةُ الفوتوغرافيّــةُ |
|
|
الصــــورةُ الفوتوغرافيّــةُ صورتُكَ : الخصلة فاحمةٌ ، مُسْـدَلةٌ فوقَ جبينِكَ والعينانِ الواسعتانِ ، قميصُكَ ذاكَ المفتوحُ لِـريحِ الصيفِ وسروالُكَ غيرُ الـمَكْــوِيّ … وصورتُكَ : الـخُـصلةُ ثلجٌ والعينانِ هما الواسعتانِ ، لكنّ قميصَكَ لم يَعُد المفتوحَ ( قميصُكَ كَنْـزةُ صوفٍ مغلقةٌ سوداءُ ) وسروالَكَ أمسى مَكْـويّاً كالمسْـطرةِ … ………………… ………………… ………………… انتبِه الآنَ ولا تُطْبِقْ جَفنَيكَ … وصَــوِّرْ نفسَكَ صَـوِّرْها وتَصَــوَّرْها قبلَ مغيبِ الشمس ! لندن 17.01.2007 |
الـحــديقــةُ الســرِّيّــةُ |
|
|
ثَـمَّ طاولةٌ في الحديقةِ خضراءُ طاولةٌ ثُبِّتَتْ بعمودٍ حديدٍ إلى الأرضِ ، طاولةٌ سَـوَّرتْها الكراسِـيُّ واحتقرتْها الطيورُ … الحديقةُ موقوفةٌ لِلّـذينَ انتهَوا من غرامِ الحدائقِ ، موقوفةٌ لِـلّـذينَ استراحوا إلى الغُرُفاتِ الـخَـفِـيّـةِ ( حيثُ المشانقُ ) موقوفةٌ للعَماءِ … الحديقةُ خضراءُ ثَمَّتَ طاولةٌ في الحديقةِ خضراءُ والشمسُ ، مثل الكراسيّ ، خضراءُ والجالسون : وُجوهُهُمو المستديرةُ خضراءُ . ………………….. ………………….. ………………….. في بَغْـتـةٍ ، وبلا أن تُحِسَّ الوطاويطُ ، أو دوحةُ الكستناءِ وسُكّــانُها هبّت العاصفةْ رفعتْ كلَّ ما في الحديقةِ بل كلَّ مَن في الحديقةِ نحو الـمَزابلِ في آخرِ القريةِ … ……………….. ……………….. ……………….. الآنَ ، تلهو السناجيبُ في الريحِ ، مثلَ الطيــور ! لندن 18.01.2007 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 4 of 13 |