|
الصديقة في الخمسين … |
|
|
ســعدي يوســف قالت: هل تعرفُ أني أمسيتُ ، وضبطاً في العاشرةِ ، الليلةَ ، في الخمسين؟ قلتُ: ستنبتُ لي الآنَ أصابعُ خمسونَ ، فأُشـعِـلُها شــمعاً ! * قد تفقدُ سـيِّدةٌ في الخمسين ما تحسَــبُهُ بعضَ نضارتِها : مثلاً ، ذاك البرقَ اللاهثَ في الـخُصلةِ فوقَ جبينِ الفضّــةِ أو تكويرةَ نهدينِ أو المرجانَ الذائبَ في الشفتَينِ إلخ … قد تتذكّــرُ أياماً وليالــيَ كانت مائجةً ، كالسَّــورةِ في نهرٍ جبَــليٍّ ؛ قد تتذكّــرُ عشّــاقاً هجرتْــهم أو هجروها … أو تركوا مِيسَــمهم وشْــماً في تفصيلِ الجسدِ الســرِّيّ . * لكني سأظلُّ أحبُّكِ… حتى لو زدتِ على خمسينِكِ خمســين ! لندن 9/12/2005 |
|
الــمـتــاهــــة |
|
|
ســـعدي يوســف أين أذهبُ في مهبِــطِ الليلِ ؟ قد هبَط الليلُ : ليلٌ طويلٌ ( وفيــهِ امرؤ القيسِ ) ليلٌ عريضٌ ( ونابغةٌ فيــهِ ) ليلٌ / رصاصٌ / ثقيلٌ … ………………… ………………… ………………… قليلٌ من الليلِ يكــفي . * إلى أينَ أذهبُ ؟ في حانة القريةِ ، الآنَ ، يدعو الزبائنُ أشــباهَـهم ويغَــنُّونَ أغنيةً للمعســكرِ ، أو للنساءِ اللواتي انتهَـينَ … * اســتَــرِحْ لحظةً ولـنُـفَـكِّــرْ قليلاً : إلى أين تذهبُ ؟ ثمّتَ ، في أسفلِ التلِّ ، تلمحُ ضوءَ الــمحطّــةِ ؛ إن القطاراتِ تَـصْـفِـرُ والضوءَ يَـصْـفَــرُّ والمطر الـنّـزْر يرسُــمُ لألاءهُ في الزجاجِ الــمُضاعَفِ … ما أجملَ الســفرَ ! * الليلُ يجلسُ ، كالمتسوِّلِ ، يرفو ثياباً مبلّــلــةً وقطاراً مضى منذ عشــرينَ عاما ! ………………………. ………………………. ………………………. إلى أين تذهبُ ؟ في الــبُـعـدِ بين الجذوعِ التي تتقطّــر ماءً وعشــباً تلوحُ ضفافُ البحيرةِ … إن البحيرةَ تُفضي إلى النهرِ والنهرَ يفضي إلى البحرِ ؛ ما أجملَ الرِّحــلةَ ! الســلّــةُ الــخُــوصُ تدنو من القصبِ اللدْنِ والسـلّـةُ الخوصُ تدنو هي السلّـةُ الخوصُ تدعو تناديكَ … ما أجملَ الرِّحــلةَ ! ……………………….. ……………………….. ………………………. السلّـةُ الخوصُ … حقّـاً ولكنْ ، أتحسَـبُكَ الطفلَ ؟ * ثَـــمَّ ســـماءٌ ســماويّــةٌ هي أبعدُ من جامعِ القيروانِ ومن ســورِ مُـرّاكشِ اللانهايةِ أبعدُ من زنجبارِ البهــــارِ ومن كلِ شـــاطيء شـــرقيِّ إفريقيـــا ومن مَرْكَبِ الهنـــدِ … إنْ شِـــئتَــها جِــئتَــها ، ولكنّــها ، يا بُــنَــيَّ ، العزيزةُ مَن ليس يُــنْكِــرُها ليسَ يدخــلُــها ... فاتَّــئِــدْ يا بُــنَـيّ ! واتَّـــئِـدْ يا بُــنَــيّ … لندن 23/12/2005 |
موعدٌ في الـجَــنّــةِ |
|
|
ســـعدي يوســـف كلَّ مساءٍ أذهبُ كي آخذَ كأسَ الـجُـعَـةِ السوداءِ ( وأعني : البيرةَ ) في حانة قريتنا . أنا أذهب حين تكون الساعةُ خامسةً ودقائقُها خمسينَ وخمساً : 555 5.55 ………………. ……………… ……………… فأنا بريطانيُّ الجنسيةِ والمتجنِّسُ قد يحرصُ أكثرَ من أبناءِ القدِّيسِ على باب كنيستهم ، ولهذا اخترتُ الساعةَ خامسةً ودقائقَها خمسينَ وخمساً : 555 5.55 * ستقول : ولكنّ الـجُـعةَ السوداءَ تجيءُ إلى الحانةِ من إيرلندا ! حسناً … لكنّ العالَمَ صار صغيراً وكذلك موعدُنا : 555 5.55 * عجباً ! ولماذا لا تستأخرُ أو تستقدمُ ؟ مَن قالَ بأن الموعدَ : 555 5.55 في باب الحانةِ يعني الجنّــةَ ؟ إن دكاكين الخمّــارينَ سمادُ الأرضِ سماءُ الأرضِ … فإنْ فاتَكَ موعدُ 555 فالعالَمُ ملآنُ مواعيــدَ … وخمّـاراتٍ وجواريَ من فارسَ أو أرضِ الصّقلُبِ والبوشناقِ وقرغيزيا ، وعمائمَ أيضاً إنْ شِــئت … لندن 28/12/2005 |
|
في عيد المــيلاد |
|
|
ســـعدي يوســف كم ساءلَـتْني ، مثلكِ ، امرأةٌ : هل استمتعتَ بالميلادِ ؟ أينَ ذهبتَ ؟ هلْ…؟ يا صوتيَ الآتي إليَّ ، مُطــوَّحاً ، بردانَ ، من طرفِ المدينةِ أنتَ تسألــني ( الحقيقةُ أنتِ ) هل لامستُ نجماً في نهارِ العيدِ ؟ تِـبْـراً أو لُــباناً … هل مررتُ ببيتِ نارٍ كي أُزَمزِمَ ؟ هل بكيتُ بحائطِ الــمـبغى لأدفعَ عنهُ أحجاراً ورَجّــامينَ ؟ هل أشــرعتُ نافذتي ليدخلَــها غناءُ السائرينَ إلى خنادقِــهم ؟ وهل …؟ يا صوتيَ الآتي إليَّ : أقولُ ، في الميلادِ كنتُ أسيرُ وحدي في الضواحي ؛ استوقَــفَــتْـني ، ثَــمَّ ، عابرةٌ وقالت لي : غريبٌ أنتَ ؟ لا امرأةٌ ، ولا ولَــدٌ لديكَ … لتعرفَ الميلادَ عندهما … فَــكُــنْ عندي تكُــنْ في بهجةِ الميلادِ والأعيادِ … كنْ عندي لتعرفَ أن مائدةَ الفقيرةِ خيرُ ما في الكونِ كنْ عندي لتعرفَ أنّ ما يُدْعى الضــياعَ هو السبيلُ وأنّ نجماً ليس يطلُــعُ من فراشـــي ، مستحيـــلُ . لندن 4/1/2006 |
مقامرة(N) |
|
|
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 التالى > النهاية >>
|
Page 4 of 7 |