الجمعة, 19 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 279 زائر على الخط
الشــيوعــيّ الأخير


يا لَـهذا العُـمْـرِ الذي طالَ ! طباعة البريد الإلكترونى

ســعدي يوســف

في يوم الأحدِ ، السادسِ من تشرينَ الثاني ، في الـــعام الـخامـسِ بعدَ الألفَــينِ   ...
وكان المــطرُ الصـامتُ
يدخلُ في القرميدِ ، كما يدخلُ زيتٌ صَدِءٌ  في خـشبِ المركبِ ،
في هذا اليومِ  ، تكونُ السنواتُ السِـتُّ هنا استكملَت الــعَــدَّ ، لكي تستقبلَ عامِـي السابعَ . ليس لديَّ ، و لا عندَ رفاقي ، ما يوجِــبُ أن نحتفــلَ . الليلةَ لن أتلـقّى باقـةَ ورْدٍ  أحمرَ حتى لو كانت ذاويةً ( أنتَ الأعرَفُ بالأمرِ ! ) . ولكني قد أتتــبَّـعُ أطـــولَ فِــيـلْــمٍ أمَــريكيٍّ يُـعْــرَضُ هذي الأيامَ ، بدارِ القريةِ  للأفلامِ المســتورَدةِ .
المطرُ الصامـتُ
يشــتدُّ الآنَ  ليغدوَ ذا صوتٍ  ، يشــتدُّ  لِـيُـنبِـتَ خَـمْـسَ  أكُـفٍّ تَـطرقُ كلَّ نـــوافذِ بيتي الرطبةِ . أنظــرُ : كان العالَــمُ  خارجَ بيتي ملتبِـساً ، لا يُقرأُ   ؛كان ركاماً  مِـمّـا انتعلَ الجُــنْــدُ الرومانيون ، ومـمّـا افتعَـلَ الأحباشُ وهُـــم ماضونَ إلى مـكّــةَ  . كان صيارفةُ الهيكلِ والتجّــارُ الأوغادُ  اعتمَـروا تيجاناً ذهباً وصفيحاً ذا لَــمَـعانٍ . كان الكتّــابُ مُـكِـبِّــينَ على ألواحِ الطِـينِ ( يُسَمّـى الواحدُ من تلكَ الألواحِ رقيماً )  ، كانوا ( أعني الكتّـابَ ) يُسَـمّونَ  أخِـسّـةَ سـادَتِهِمْ ذهَــباً ؛ أَمّـا الأوباشُ السادةُ  ( هل أذكُــرُهم ؟ ) فلقد كانوا مشدودينَ بحَـبْلٍ سُـرِّيٍّ يمتدُّ إلى روما وإلى إرَمٍ ذاتِ عِــمادٍ . يا عُــمـراً طالَ بلا معنىً أو مَــغْـنـىً :
هل تسمحُ لي لحَظاتٍ أن أُنصِــتَ للمطرِ ؟

لندن    6/11/2005

 
ارتِــبــاكٌ طباعة البريد الإلكترونى

ســعدي يوســـف
 
نهاري نهارُ الناسِ حتى إذا  دجا بيَ الليلُ  هَـبّتْ تنهبُ السـَّـهْبَ  مَــنْـهَــباً
عواصفُ شــتّــى : الثلجُ والنارُ  ؛ بينما أُحِــسُّ هفيفاً من جناحِ فراشـــةٍ
على هُــدُبي . ما أضيقَ الكونَ ! إنني أُسَــرِّحُ طَــرْفي في المـيــاهِ فلا أرى
ســوى صورةٍ بُــنِّــيّــةٍ . أهـيَ صــورتي أَم الأصلُ؟ هل كان الصباحُ
حـقيقةً ؟ وأين نهارُ الناسِ ؟ في مَـطْــلعِ الفجرِ عندما نظـرتُ من الشُــبّـاكِ
أبصرتُ ، بغــتةً ، غزالاً . وأوراقُ الخريفِ وثِــيرةٌ على الأرضِ . والعشبُ النديُّ
يَـرِفُّ في مرايا رهيفاتٍ . وكَــتّـمْتُ ، مُـصـغِـياً إلى الكونِ ، أَنفاســي .
الغزالُ كأنه غزالُ التماثيلِ . الشُّــجَــيراتُ مَـرْسَــمٌ . وما أفصحتْ عـنـه
العصافيرُ منطقٌ لــغيرِ العصــافيرِ . الحيــاةُ – كعهدِها – تريدُ حـــياةً ؛
أينَ مِــنّــا مياهُـها العمــيقةُ ، والجُــرْفُ الذي ليس دانياً ، ولو حُلُـماً ؟
يا لَـــلــغزال !

لندن 13/11/2005

 
العـــــودةُ طباعة البريد الإلكترونى

        ســعدي يوســف

قمرٌ ، مثلَ قِشــرٍ من الموزِ طافٍ على جَــفنةٍ من رصاصٍ مُــذاب
قمرٌ بارعٌ
قمرٌ باردٌ ، يصطلي بأظافرِنا وهي تخمشُــنا كالقطط …
أمسِ
حينَ دخــلْــنا المدينةَ ، قُــلْــنا انتهَــينا من الباديةْ
هكذا
وبلا أيّ لَـعـثــمةٍ
مثل ما يفعلُ الواثقون
مثل ما يفعل الغافلون
مثل ما يفعل الـمُــدمنونَ السُّــرى …
…………..
…………..
…………..
غيرَ أنّــا سنسكنُ ( حتى ولو عانَقَــتْـنا المدينةُ ) ليلَ القرى :
قمرٌ من تراب
قمرٌ من رصاصٍ  مُذاب
قمرٌ في البلادِ الخراب …

لندن  17/11/2005

 
خـــديــعــةٌ ؟ طباعة البريد الإلكترونى

ســـعدي يوســـف

أنا أسكنُ  ، حقّـاً ، في مأوىً لِكبارِ الســنِّ .
( لقد جاوزتُ السبعينَ )
ولكنّ مُـقامي ، يُــقْــرأُ : Sheltered House
ليس تمـاماً  ما كان يُـســَـمّى " دار العَـجَــزةْ " …
أعني أنيَ في منزلــةٍ بين الـمنزلــتَين  !

*
عجيبٌ !!!

*
إنْ كان مقامُكَ هذا ، فلماذا تخدعُـنا ؟
تكتبُ عن بيتٍ في الريفِ ( كأنكَ من عائلةٍ مالكةٍ ! )
وتداعبُ غفلتَــنا إذ تحكي عن مَـرْجٍ وحدائقَ
عن ثعلبِ فجرٍ
وغزالٍ  برِّيٍّ عبْــرَ سياجٍ
وسناجيبَ
وتكتب عن شُــرفاتٍ ونوافذَ
عن أشجارٍ غامضةٍ
وخيــولٍ تقتطفُ الزعترَ عِــلْــفاً
وبُـحيراتٍ يترقرقُ فيها سمكٌ ذهـــبيٌّ  ، وحَصـاً
ومراعي أشَــناتٍ  ، و… إلخ …
………………..
………………..
………………..
أنا أسكنُ ، حقّـاً ، بين الـمرئيّ  وما ليسَ يُرى .
أسكنُ في اللحظةِ
حيث الشــيءُ ســواهُ
وحيث الـمرأى لستُ أراهُ .

*
عجيبٌ !!!

*
هل لي أن أسألَكَ ؟
الناسُ ، جميعاً ، من أدنى البصرةِ ، حتى أقصى المغربِ
أدرى بكَ حتى منكَ …
إذاً ، فِـيمَ خديــعـتُــهُمْ ؟
ولماذا تمنح كلَّ نحاسٍ صدِءٍ  لوناً ذهَــباً ؟

*
أنا أسكنُ ، حقاّ ، في ما لا يُســكَــنُ أكثرَ من يومٍ …
وأنا – إنْ شئتَ الحقَّ – أغادِرُ  ما أنا فيهِ  ، اللحظةَ تِــلْــوَ اللحظةِ .
أي أني أحملُ تربةَ هذي الأرضِ إلى أرضٍ أخرى
أرضٍ  لا تخدعُــنا ؛
أرضٍ فيها ألوانُ مَــجَــرّاتٍ
وخيولٍ
وبحيراتٍ يترقرقُ فيها سمكٌ ذهبيٌّ  …
يترقرقُ فيها الناس !

لندن 27/11/2005

 
جبـــلُ الـنُّــوبان طباعة البريد الإلكترونى

ســـعدي يوســف

يهبِطُ الغيمُ حتى أعالي الشــجرْ
والجذوعُ الــمُعَــرّاةُ تلمعُ في الغبَشِ
الورقُ الهشُّ يقطرُ مثل الغسيل الصِــقِـلِّـيِّ
والكونُ يُقْـلِعُ …
يا مَــرْكــباً في الأعالي :
إلى شطِّ من يقْــرعُ الطبلَ خُــذني !

*
فجأةً …
بعدَ ساعةِ " سُــورَينَ "
 عندَ اقترابِكَ من سِــيفِ " شطِّ العربْ " ،
تلمُسُ الماءَ مرتفعاً في الهواءِ
الجدارُ الهُلامُ / الجدارُ الضّـبابُ / الجدارُ الذي يخنقُ النَفَـسَ
النفْـسَ
يصعدُ شيئاً فشيئاً ليبلغَ قاماتِـنا
ثم يعلو علينا
فنرتَـدُّ عن ســورِهِ  لاهِـــثين .

*
يهبطُ الغيمُ حتى ترى الزانَ أسودَ في زُرقةٍ ،
وترى ساحةَ القريةِ الإنجليزيةِ انكمشتْ عن تفاصيلِــها ،
والميازيبَ معشوشباتٍ …
كأنّ البذورَ ابتنتْ منزلاً في الســماءِ ؛
انتظرتُ التي ألِــفَتْ منذ شهرٍ تناسي مواعيدِها …
وارتضيتُ  ،  وقد هجرتْ دوحةَ الكستناءِ  العصافيرُ  ،  ذاكَ الغياب .

*
كنتُ ألهثُ في البصرةِ …
الشارعُ الساحليّ اختفى عند ضفّــةِ " شطّ العربْ " …
ليس إلاّ قلوعُ سفائنِ شــرقيّ إفريقيا
والنوارسُ ،
والنخلُ في الـــبُــعدِ …
والطبلُ في الــبُعدِ :
يا حبّــذا جبلُ النوبانِ من جبلٍ
وحبّـذا ساكنُ النوبانِ مَن كانا
وحبّـذا نفحاتٌ من يَـمانِـيةٍ
تأتيكَ من جبل النوبانِ أحيانا …

*
ليس في البصرة جبل . جبل سنام ؟ لكننا نُلْــحِــقهُ بالبدو .
بالكويت أو شبه الجزيرة . إلاّ أن أهل البصرة يبتدعون جبالَـهم .
كلُّ ما ارتفع ذراعاً عن الماء سُــمِّـيَ جبلاً . إذاً في البـصرةِ
جبالٌ ‍‍! جبل النوبان مثلاً …لكنه ليس جبلاً ، وليس مرتفعاً شبراً
عن الماء . إنه الجبل مطلقاً : الأرض التي يرتفعُ بها قَرعُ الطبـولِ
الإفريقية . أرضُ الزارِ والسحرِ . أرضُ سفينةِ النحاس التي ستكون
ذاتَ ليـلةٍ سفينةَ لوحٍ . سفينةَ نُوحٍ . ولسوف تعود بزنــوج
القــرن الثاني الهجريّ إلى إفريقيا …
………………………..
……………………….
……………………….
يهبطُ الغيمُ حتى أعالي الشـــجرْ !

لندن 1/12/2005

 
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 التالى > النهاية >>

Page 3 of 7
3cities-1.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث