|
بعد قراءة روايةٍ عن القرن التاسع عشـر |
|
|
أمّــا الـمَـنْـفيّ فعليهِ ألآّ يملكَ من غالٍ ونفيسٍ إلاّ نفْـسَـــهْ ! أنا لم أقُل الفكرةَ ؛ جان جِيونو Jean Giono في " الفارس ُ فوق السّـطحِ " هــو القائل … كان جيونو يلبسُ ثوبَ عقيدٍ إيطاليٍّ شابٍّ يتخفّى في هيأةِ فلاّحٍ . كان على حَـدِّ السيفِ يسيرُ إلى الثورةْ أصحابي الـغُرباءُ الناجونَ بأنفُــسِـهِم من جَـفْــنةِ مَـحْـبِسِـهم كَـمْ هُمْ سُــعَـداء ! لندن 29/5/2005 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:38 |
|
معروف الرّصافــيّ |
|
|
أتذكّــرُ تمثالَكَ في الساحةِ ضخماً وثقيلاً مثل تماثيل الكولومبيّ الواخِـزِ : بوتيــرو … لكَ أن تتعالى في الساحةِ أن تُعلِـنَ وقفتَكَ …( النحّـاتُ ذكيٌّ ) لكَ أن ترفعَ عينيكَ وأن تترفّــعَ … ألاّ تبصرَ تلكَ الأعوامَ الخمسينَ : الضبّـاطُ شــريفيّــونَ الوزراءُ شــريفيّــونَ الشعراءُ شـــريفيّــونَ صحافيّــو كلِ سِــخامِ الورقِ المدفوعِ شــريفيّــونَ النوّابُ الأوباشُ شــريفيّــونَ وحرّاسُ ملاهي بغدادَ ، وحاراتِ دعارتِـها ، والتاجِ ، شــريفيّــونَ … ولكنّك ، تسندُ ظَهرَكَ للحائطِ : أنتَ تبيعُ سجائرَ لن يتنشّــقَها أحدٌ ، في الفلّــوجةِ … أنتَ تؤلِّفُ عن شخصيّـةِ مَنْ أســمَـيناهُ نبيّــاً أنتَ تُبَـلشِفُ تكشِفُ تكتشفُ العُــريَ صريحاً ، وتقولُ … ……………………. ……………………. ……………………. لنا أن نتباهى بكَ في الساحةِ يا معروفُ ! لنا أن نستقبلكَ اليومَ رفيقاً … أمّــا أنتَ فمن حقِّكَ أن تشتمَــنا من حقِّكَ أن ترفعَ عينيكَ وأن تترفّــعَ عنّــا ، أن تتعالى في الساحة… من حقِّكَ أن تحسبَ كلَّ الضباطِ وكلَّ الوزراءِ وكلَّ النوابِ وكلَّ الشعراءِ وكلَّ حُماةِ بيوتِ دعارةِ بغدادَ … ومنطقةِ التاجِ الخضــراءِ شَـــريفيّــين ! لندن 9/5/2005 |
مائدةٌ للطيرِ والسنجاب |
|
|
هـيّأتُ صباحَ اليومِ وليمةَ عيدٍ للطيرِ وللسنجابِ ؛ اليومَ ربيعٌ أوّلُ _ أعني أولَ يومٍ لا يثقلُكَ المـعطفُ فيهِ … _ أحسستُ بأنّ روائحَ تأتيني من قِــممِ الأنديزِ ومن أعماق الغوطةِ من أرباض نهاوندَ ، وقلتُ : أُبارِكُ ضَـوعَ العالَــمِ ، فلأنثرْ خبزي اليوميَّ ، ليأكلْ منه العصفورُ ، ويقضمْ منه السنجابُ ؛ مددتُ بساطَ العشبِ _ طريّـاً ونديّـاً كانَ _ وعدتُ إلى نافذتي … جاء الزرزورُ الأولُ فالثاني فالثالثُ … هبطَ السنجابُ خفيفاً من جذع الجوزةِ مختطفاً كِـسْــرةَ خبزٍ ، ليعودَ إلى مَـرْقَــبِـهِ في أعلى الدوحةِ . ……………..... ………………. ………………. كم كنتُ سعيداً ! لكنّ العقعقَ جاءَ وجاءَ الثاني فالثالثُ … في طرفةِ عينٍ فرِغتْ مائدةُ العشبِ … ………….. ………….. ………….. إذاً … ســأظلُّ : أُفَـكِّــرُ بالزرزورِ وبالسنجابِ … لندن 15/3/2005 |
|
تنويعٌ على سؤالِ رئيسِ أساقفةِ كانتربَري |
|
|
Variation on the question of the Archbishop of Canterbury قد طالَــما فكّــرتُ : إنْ كان الإلــهُ حقيقةً فَــلِــمَــنْ ، إذاً ، نحنُ ؟ السؤالُ : لأيّ معنىً نحنُ ؟ إنْ كان الإلــهُ ، القادرُ ، الحقَّ انتهينا منهُ ، أو مِــنّـا … أيُـعْـقَــلُ أنّ آلافاً مؤلَّــفةً من الأعوامِ تمضي هكذا؟ قتلاً وقتلى _ الأيدْز ، والطاعون ، والبركانُ والطوفانُ والـمارينـز في بغدادَ والذُّؤبان … ……………….. ……………….. ……………….. إنْ كان الإلـهُ حقيقةً فحقيقةُ الشــرِّ : الإلــهُ ؛ وليس من معنىً لِــما نعني ومَن نعني ســـواهُ … لندن 4/1/ 2005 |
في صباحٍ غائــمٍ |
|
|
الصباحاتُ غائمةٌ ، ليس من قبلِ عشــرينَ يوماً فقط … الصباحاتُ غائمةٌ ، منذُ عشــرينَ عاماً وأكثرَ ؛ إن الصباحاتِ غائمةٌ مُــذْ وُلِــدْنا . وفي عدَنٍ كانت الشمسُ في السّــمتِ فجراً تُؤجَّــجُ قحفةَ رأسكَ مثلَ الزجاجِ ، ولكنّ تلك الصباحاتِ غائمةٌ ! …………………. …………………. …………………. ربّــما في عواصفَ ثلجيّــةٍ يتجلّــى الصباحُ الـبَــهِــيُّ … لقد حَطّت الطيرُ ! عند محطة مترو الجنوب ، بموسكو انتظرتَ التي لم تجيءْ وانتظرتَ … انتظرتَ إلى حَــدِّ أن غَــمَــرَ الثلجُ شَـعرَكَ واقتاتَ عينيكَ ؛ قلتَ : الصباحاتُ غائمةٌ … وانكفأتَ . ……………………… ……………………… ……………………… السلالــمُ لا تـنـتـهي حينما ترتقيها ( غُـرَيفةُ باريسَ في الطابق السابعِ ) السَّــيْنُ ليس بعيداً وفي الصُّبحِ نفترضُ الشمسَ … لكنّ تلك الـغُــرَيفةَ لن تبصرَ الشمسَ إلاّ دقائقَ . إن الصباحاتِ غائمةٌ في غُــرَيفــةِ باريسَ أيضاً ! …………………..... …………………… …………………… · وماذا عن الـمَـشـهَدِ الآنَ ؟ - لا مشهدَ الآنَ . إنْ رُمتَ نوراً فَـخَـبِّــيءْ شـآبيبَــهُ في نبيذِ العروقِ ولا تنتظِــرْ أن يكونَ الصباحُ الـمُتاحُ بهيّــاً ... ســتشـهدُ كلَّ الصباحاتِ غائمةً ومدجَّــجةً بالعفونةِ حتى تمـــوت ! لندن 18/4/2005 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 2 of 11 |