|
من ساحة الجمهورية إلى الطُرُق الأربعة |
|
|
De La place de La Republique a Quatre Chemins ينتصفُ الليلُ بطيئاً أبطأَ من آخِــرِ كأسٍ تأخذُها قبل رحيلِكَ من دفْءِ البيتِ إلى الشارعِ ؛ أحياناً تخرجُ مطروداً في أدَبٍ جَــمٍّ … مثلاً تسمعُ من صاحبِكَ : الـمترو يتوقّفُ بعدَ قليلٍ ، أو أن امرأةً ما سوف تجــيءُ … ……………………. ……………………. ……………………. عليكَ الآنَ مغالَـبةُ السُّـكْـرِ ودقّـاتِ الساعةِ والجوعِ … عليكَ الآنَ فداحةُ أن تبدأَ خطوتَكَ الأولــى في الليلِ الباريسـيّ ، عَدُوِّ الفقراءِ ؛ الليلِ الباريسـيّ ، بُحَـيرةِ أَحْلاسِ الليلِ ، وحُرّاسِ الليلِ وأَبعادِ الليلِ وقد صارَ الكيلومتـرُ الواحدُ إثنينِ … فأيّــانَ ، إذاً ، تبلغُ تلكَ الطُّرُقَ الأربعةَ ؟ الطُرُقَ الأربعةَ … الغرفةَ حيثُ حَـشِـيَّـتُكَ الـمُـتْـرِبةُ الـمُنعطَفَ الـمعتِـمَ حيثُ الـقَـتْــــــــــــــــل ! لندن 27/5/2005 ــــــــــــــــــ * المقصودان هنا : ساحة الجمهورية ومنطقة الطرق الأربعة بباريس . |
|
قصيدةُ مَـــديحٍ |
|
|
مبارَكٌ يومُكَ ، يا سـيِّـدَ هذي الـغَـيْـضـةِ : الـمَرْتَعِ للسائل والمحرومِ واللصِّ ، مبارَكٌ ما كنَـزَتْ عيناكَ من نورٍ وما قد أنبَـتَتْ كَـفّاكْ من زَهرٍ … مبارَكٌ لكَ الوِســادُ ناصعاً مبارَكٌ لكَ المبيتُ في القَـفْــرِ مبارَكٌ كلْـبُكَ بالوصيد باسطاً مثلَ التماثيلِ ذراعَــيهِ مبارَكٌ ما تشتهيه امرأةٌ عندَكَ في الفجرِ مبارَكٌ صوتُكَ في تَـأْتأةِ الحقِّ مبارَكٌ قميصُكَ المقدودُ مِن قُـبْلٍ مبارَكٌ بابُكَ مُـشْــرَعاً مبارَكٌ مَـفْــرِقُكَ التاجُ مبارَكٌ ضَياعُكَ ، القولُ بـِ : " لا " ، مبارَكٌ … مبارَكٌ رِسـْـغُكَ مغلولاً إلى الصَّــخرِ مبارَكٌ هذا الدمُ النافرُ من عِـرْقِكَ كالنبيذِ المنتهى مبارَكٌ كالبدْءِ والصمتُ مبارَكٌ كالقولِ … يا سَــيِّدُ يا عَـبْــدُ ويا رَبُّ ، مبارَكٌ منَ يجهلُ الدربَ … مبارَكٌ من طافَ في متاهة الروحِ بلا عكّــازةٍ ؛ مبارَكٌ مَن وَدَّعَ الجمــيع ! لندن 20/5/2005 |
طُـــهْــرٌ |
|
|
لِـ" كَـسْـتناءِ الحصانِ *" اشتقتُ في سَــفَـري لا نخلةُ اللهِ شــاقَـتْني ولا الأَثَـــــــلُ ولا ذوائبُ لبلابٍ ولا سَمَـكٌ يُلاعِبُ الماءَ … قالوا : ثَـمَّ فاختةٌ تأوي إليكَ مســاءً ! قلتُ : مُـنْـتَــبَــذي مأوى العذارى ذواتِ الريشِ ؛ لا امرأةٌ قد آنَــسَــتْني ولا ليلى تُرَطِّبُ لي مَـتْنَ الفِراشِ فلا نُعْــمى ولا قُــبَلُ … كأنّ قُطْـنَ فِـراشي حينَ ألـمُـسُــهُ سجّــادةٌ بالبياضِ الـمَحضِ تحتفــلُ . لندن 19/5/2005 ـــــــــــــــــــ · كستناء الحصان : شجرةٌ تزهر في الربيع كؤوساً بِيضاً ، أو بُـنِّــيّـةً . في حديقة منزلي ، بضواحي لندن ، دوحةٌ منها ، تأوي إليها الطيورُ ، وتتّــخذُها السناجيبُ مسكناً وملعباً دائمَـينِ . |
|
اســـتِــجــابةٌ |
|
|
في الساحة ينهمر المطرُ منذ ثلاثة أيامٍ ينهمرُ المطــرُ حتى عَـرِيَتْ دَوحةُ تُــوتٍ في أعلى البســتانِ وكَــفَّ الصفصافُ الباكي عن شُــربِ الماءِ من البِــرْكةِ ، لا عصفورَ ولا عَـقْـعَـقَ لا ســنجابَ ولا قطّــةَ … أحياناً يأتي النورسُ ، منفرداً ، من جهةِ البحرِ كأنّ العالَــمَ ، كلَّ العالَــمِ ، بحرٌ … …………………..... ……………………. ……………………. أتُـرانا الــــغَرقى؟ أَمْ أنّــا نغرقُ فعلاً … أمْ أنّــا قد نُـنْـبِـتُ أجنحةً فـنَـطِــيرُ ! لندن 4/10/ 2004 |
نظــرةٌ جانبيّــةٌ |
|
|
حين تنظرُ عبرَ الزجاجِ المواربِ نظرتَكَ الجانبيةَ تبصر أن الغيومَ ارتدتْ ورقاً من غصونٍ زجاجيّــةٍ … هل تمادى الرذاذُ على مَسكن النملِ؟ هل هجستْ سـلّـةُ الزهرِ سنجابَـها يترجّـحُ ؟ هل كنتُ أهذي بأسماءِ مَن رحلتْ أمسِ تاركةً مخدعي بارداً يتنفّسُ ؟ ……………………… ……………………… ……………………… كان القطارْ مسرعاً بين قُصوى محطّــاتهِ والمطار … انتبهتُ إلى أنني لم أكن في دمشقَ ؛ ولا أنا في القاهرةْ ’ وانتبهتُ إلى أن أمطارَ آبٍ حقيقيّــةٌ مثلَ ما أنني جالسٌ لِصقَ نافذةٍ … أسمعُ الآنَ صوتَ الرذاذِ الذي صار في لحظةٍ مطراً أسمعُ الطائراتِ … الصواريخُ تنقضُّ ؛ …………….. …………….. …………….. إني أُقِــيمُ الصّــلاة . لندن 20/8/2004 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 8 of 11 |