|
نصيحةٌ متأخــرةٌ |
|
|
قالَ : إنْ ضاقتْ بكَ الغرفةُ ، فلْـتنظرْ عميقاً في السماءْ أنتَ لن تخســرَ شيئاً ؛ فالخساراتُ التي حدّثـتَـني عنها ( وكنّـا نقطعُ الغابةَ ) صارتْ عَـجـنـةَ الصلصالِ في كـفّـيكَ ... صارتْ خطوةً تاليةً . ما نـفْـعُ أن تجلسَ في الغرفةِ مقروراً ؟ وما نفعُ الأغاني آنَ ما تسمعُـها وحدَكَ ؟ أنصِـتْ لأعالي الشجرِ الأجردِ أيّـانَ تهبُّ الريحُ ، أنصتْ للشبابيكِ التي توصَــدُ يوميّـاً ولا توصَــدُ أنصِــتْ للسكون ... ............. ............. ............. أنتَ من عـلّــمَـني هذي الأحابيلَ فما طَـعْـمُ الكلام ؟ لندن 10 / 1 / 2003 |
|
نارُ الحطّـابين |
|
|
منذُ ثلاثةِ أيامٍ ، يَـتَـنـزّلُ هذا المطرُ … الشجرُ الأجردُ يلبسُ ثوباً أســودَ / أخضــرَ ، حتى اســمُ الشارعِ في اللوحةِ يمحوهُ الطحلبُ ؛ ماءٌ في القرميدِ وشمسٌ في المخطوطاتِ وفي كتبِ اللغةِ … الليلةَ زارتني أرواحٌ إغريقيّـاتٌ : قُــمْ ! وانفضْ عنكَ دثارَكَ … واحملْ في التيهِ المائيّ ، عصاكَ اركضْ ! ......... ......... ......... ثمّـتَ ، في ذاك الـمَـرْجِ ، مرايا ذائبةٌ وفِـراءٌ وخيولٌ ترعى أعشــابَ القاعِ ؛ اركضْ ! سوف ترى يوماً ما ـ حتى لو كانت رَجْـما ـ نارَ الحطّــابينَ ... اركضْ ! لندن 20/ 1 / 2003 |
رقصـــةُ الفالاشـــا |
|
|
نحن فالاشــا والقرنُ الواحدُ والعشــرونْ سيكونُ لنا نحن ، ذوي الصّــلعةِ والـعُـثْـنونْ نحن فالاشــا نضربُ في الأرضِ : نغـنِّــي حينـاً نفتحُ دكاناً حيناً ونبيعُ النفسَ وأوراقَ التينْ ... نحن فالاشـا والكونُ بضائعُ نحن بضائعُ لا فرقَ لدينا إنْ بِـعنا بلداً أو صرنا في منزلِ ضاحيةٍ قَـوّادينْ نحن فالاشــا لا أرضَ لنا ، لا عِـرضَ ولكنّـا نسمعُ عن أجدادٍ وتماثيلَ وعن بلدٍ بين النهرينْ ... نحن فالاشـا والأيامُ الآنَ لنا : الريحُ مواتيةٌ ... من أرصفة نيويورك إلى الأشجار بشـرقيّ الصينْ الريحُ مواتيةٌ سنكون قباطنةً أو غسّــالي خِــرَقٍ ودفاترَ في ســفنِ النـخّـاسينْ نحن فالاشــا نســكرُ في حانِ الأمواتِ ونسكنُ فـي خانِ السُّـعلاةِ ولا نعرفُ عَـكّـةَ من مـكّــةَ ... لكنّــا سنصيرُ عـراقيين ! لندن 23 / 1 / 2003 |
|
طبيــعةٌ صامتـــةٌ |
|
|
الشجرُ الأجردُ صارَ تماثيلَ شــجرْ حَـجـراً يتشكّـلُ تحتَ ســماواتٍ هابطةٍ يهتــزُّ ، وئيداً ، في الريحِ ليعلنَ عن أغصانٍ كانتْ أغصاناً … أو يعلنَ عن أنفُــسنا في الغرف العليا . ثمّـتَ موسيقى ؛ في الموسيقى يســـري الـنُّـســغُ وئيداً ســريّـاً منســرباً من ركن الغرفةِ ، نحو زجاجِ النافذةِ … الموسيقى تتشبّـثُ بالقرميدِ وبالسقفِ وبالغيمِ الهابطِ … ........... ........... ........... مَـن منحَ الأرضَ فُـجاءتَـها ؟ من منحَ الأحجارَ غصوناً خضراً ؟ من زيّــنَ نافذتي بالنبتِ المتسـلِّـقِ في لحظةْ ؟ لندن 26 / 1 / 2003 |
الأســماك |
|
|
منذ يومينِ ، وهذا الثلجُ يهوي ، هادئاً ، منتفشاً كالريشِ لم أعرفْ لماذا هبطَ الطيرُ من الأغصانِ كي ينْـقرَ في ثلج الطريقِ ... اللوحةُ ؟ الأســودُ والأبيضُ ... أمْ أنّ نثيرَ الـحَبِّ تحت الثلجِ ؟ ........... ........... ........... أيّـانَ تطلُّ الشمسُ ؟ كانت نبتةُ المنزلِ في الركنِ تُــدَنِّــي رأسَــها نحوَ الزجاجِ ؛ الغابةُ الســوداءُ في الـبُـعدِ ، وفي البعدِ البحيراتُ التي تَـزْرَقُّ تحت البردِ أيضاً ... كلُ شـيءٍ ســاكنٌ لكنّ في مضطرَبِ القاعِ وفي الأعماقِ أســماكَ الذهبْ ! لندن 1 / 2 / 2003 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 التالى > النهاية >>
|
Page 6 of 7 |