|
أحــدُ أصدقــائي |
|
|
ظلَّ ، كما كان ، شــيوعـيّـاً يعملُ في قَـبوِ الـمَـبنى ، ســرّاً ويُـسَـمّـى ( أي يتسـمّـى ) … سـينْ . يقـرأُ ما في الصحفِ الأولـى يسـتقريءُ تاريخَ العالَـمِ ، والـعمّـالِ ويطلبُ ما يَـتـقَـرّاهُ ولو في الصينْ … أحياناً يتذكّـرُ من ظلّـوا معه في الدربِ فيفرحُ حين يُـعَـدِّدُهم : أفذاذاً وملائكةً من أعلى عِـلِّـيّـينْ وأحياناً يتذكرُ من خذلوه بمنعطفاتِ الدربِ فيأسـى حين يُـصَـنِّـفُـهم : موتى ومُـرابينَ ، وأعواناً للمحتلّـينْ … ويقولُ : الدربُ طويلٌ والليلُ رتيبٌ ، تسكنه الوحشةُ في قبو الـمبنى رطبٌ وطويلٌ لكني صرتُ ، أخيراً ، أعرفُ كيفَ أُعَـلِّـقُ في الساعاتِ ( لئلاّ يخنقَني خيطُ الساعاتِ ) نجوماً من ورقٍ ، ورياحينْ … لندن 7/5/2004 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:11 |
|
زاويةٌ لـلـنـظــر |
|
|
" إلى لــــويز وارِن Louise Warren" أَبـصِــرْ ما ترسُــمُــه أنتَ ! ودقِّــقْ في ما ترســمُــهُ … إنكَ لن تغتفرَ الخطأَ الخطَّ المتعثِّـــرَ واللونَ الأصــليَّ … وما يتبدّى حول إطارِ اللوحــةِ من خَــلَــلٍ ( لستَ مَن اختلقَ الخللَ ) المشهدُ كانَ ، كما كانَ ، وفــي أيّ مكانٍ لكنكَ منذورٌ كي تلعبَ بالأوراقِ ملاييـــنَ ( أتحسَــبُـها مَـحْـضَ ثلاثٍ ؟ ) سـتُـغَــيِّــرُ هذا المشــهدَ كي تبصرَ ما ترسمُــه أنتَ فيغدو ما ترســمُــهُ أنتَ : الحَقّ … لندن 7/5/2004 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:11 |
مســاءَ انتهت اللعبــةُ |
|
|
في صمتِ مســاءٍ ما ، آنَ الغابةُ ، أيضاً ، غائبــةٌ في الـعَـتْـمةِ ... سـوفَ تفارِقُ هذي اللعبةَ حتى الأبــدِ ! السنواتُ تـمـرُّ على ألواحِ زجاجِ الشبّـاكِ عقوداً وعقائدَ واستحضارَ مَـشــاهدَ ؛ سوف تكونُ سعيداً لحظاتٍ … سوف تكونُ خفيفاً ، محمولاً فوقَ بساطٍ من ريشِ البجعِ الأولِ سوف تكونُ الطفلَ الأوّلَ ملتحفاً بالغيمةِ ملتحقاً بالكونِ يفارِقُ هذي اللعبةَ حتى الأبــدِ ! لندن 9/5/2004 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:11 |
|
مُـعـذَّبو الســماء |
|
|
عراةً ســنمضي إلى اللهِ أكفــانُـنا دمُــنا ، ونيوبُ الكلابِ التي اسـتذأبتْ هي كافورُنا … الزنزانة التي كانت مغلقةً ، كهربائياً ، انفتحتْ فــجأةً ، لتجيءَ الـمُـجنّـدةُ . عيوننا المتورِّمةُ لم تتبيّـنها واضحةً . ربما لأنها من عالمٍ غامضٍ . لم تقل الـمجنّـدةُ شيئاً . كانت تسحبُ وراءها ، مثل حصيرٍ مهتريءٍ ، الجسدَ الـمـدمّى لشقيقي . وحفاةً ســنمشــي إلى اللهِ أقدامُــنا أنتنتْ بالقروحِ وأطرافُــنا أُثخِـنَتْ بالجــروحِ هل الأميركيون مسيحيون ؟ ليس لدينا في الزنزانة ما نمسحُ به الجسدَ المســجى . ليس في الزنزانة إلاّ دمُـنا المتخثِّـر في دمنا ، وهذه الرائحة الآتية من قارة المسالخ . لن تدخلَ الملائكةُ هنا . الهواءُ يضطربُ . إنها أجنحةُ خفافيشِ الجحيم . الهواءُ هامدٌ . انتظرناكَ ، يا رَبُّ … كانت زنازينُـنا أمسِ مفتوحةً - نحن كنّـا على أرضها هامدينَ – ولم تأتِ يا ربُّ … لكنـنا في الطريق إليك . سنعرفُ السبيلَ إليكَ حتى لو خذلـتَـنا . نحن أبناؤكَ الموتى أعْـلَـنّـا قيامتنا . قُلْ لأنبيائكَ أن يفتحوا لنا الأبوابَ ، أبوابَ الزنازينِ والفراديسِ . قُـلْ لهم إننا آتون . صعيداً طيِّـباً تيَـمَّـمْـنا . المـلائكةُ تعرفنا واحداً واحداً … لندن 10/5/2004 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 17:29 |
الأســماء |
|
|
ننســى أسماءَ الأشجارِ اللائي كنَّ ســماءَ طفولـتِـنـا ( حتى لو كانت بضعةَ أسماءٍ ) ننساها ( رِحلـتُـنا طالت … تعرفُ هذا أنتَ ! ) ولكنّــا لم نتعلَّــمْ أسماءَ الأشجارِ على طُرقِ الرِّحــلةِ … ( كان علينا أن نتعلّـمَ أسماءَ العجلاتِ على الطرقاتِ الـقَـفْـرِ وأســماءَ الخاناتِ بأرباضِ المدنِ ) ؛ القدماءُ يقولون ( وأحسَبُ ما قالوا حقّـاً ) : إنّ السِّــدرةَ روحٌ والنخلةَ روحٌ والصفصافةَ سبعةُ أرواحٍ ( كالقطّـةِ ) …………. …………. …………. ها نحن أُولاءِ الآنَ بلا شــجرٍ ؛ انكونُ ، إذاً ، قد فارقْـنا منذُ زمانٍ ، صبَـواتِ الروح؟ لندن 21/5/2004 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:10 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 9 of 11 |