|
مَـشارفُ الرُّبْـعِ الخالـي |
|
|
" إلى عبد الله الحارثي ومحمد الحارثي " قد ترى البدويّاتِ يمشِـينَ ، مَـرَّ السحابةِ ( من أينَ جـاءَ السحابُ إلى الشاعرِ ؟ ) البدوياتُ يمشينَ ، بين البيوت التي قد أُقِـيمتْ على عـجلٍ ، والخيامِ الـمُـهلهَـلةِ ، الشمسُ قاسيةٌ ، والكلابُ الهــزيلةُ قد فارقَـتْـها خِـصالُ الكلابِ التي لن نرى . حَـجَــرٌ واحـــدٌ في مَـهَـبِّ الرمـالِ . تُرى … أهوَ النـــيــزكُ ؟ الأرضُ كانت هنا ، ربما قبل أن يعرفَ الـمَــرْءُ لونَ الســماءِ . السماءُ هــيَ الرملُ ، والأرضُ _ من قبلِ أن نعرفَ الأرضَ _ رملٌ . مَـضَـينا ( أمـامَ القـوافلِ ) ، لا نهتدي بالزمانِ ، ولكن بساعةِ رملٍ ونجمٍ … فهل سقطَ النجمُ ؟ هل صار نيـزكَــنا الماثلَ الآنَ بين البيوت التي قد أُقيمتْ على عجلٍ والخيامِ ؟ عظامُ الجِـمالِ التي قد ركبْـنا ، الجِـمالِ التي قد أكلْــنا ، غدتْ منذ أن بدأَ الكونُ رملاً … خرائطُـنا تَـمَّـحي في عروقٍ تَـمَـوَّجُ صفراءَ ، مُـذْهَــبةً ، وجبالٍ شــياطينَ . لكننا سوف نعبدُ هـذي الحماقةَ : نمضي لنلمُــسَــها ، أو نموتَ على خطوةٍ حسْـبُ منها . ولن نتأسّــى لأنّ الرميمَ اختفى كعظامِ الجِــمالِ . السحائبُ مرّتْ بنا حينَ كنا نفارِقُ أنفاسَـنا تحتَ شمسِ الإلهِ العجيبِ . فهل سمعَ الشاعرُ الحُــلـمَ ؟ هل أبصرَ الشاعـرُ الهلوساتِ الأخيرةَ للسائرين إلى حتفهم ؟ مَـن تُـرى أَبَــرَ النخلَ ؟ مَـنْ أمَــرَ النخلَ أن يتســـامقَ أعلى من الرملِ ؟ أعلى من القولِ ؟ كم قيلَ نحنُ الـبُــداةُ … وكم قيلَ ، نحن ، هنا ، البائدون … ………………. ………………. ………………. فإنْ كان ما قيلَ حقّــاً فـمَــنْ ابَــرَ النخلَ ؟ مَن ابصرَ البدويّــاتِ يمشِــينَ مَــرَّ السحابةِ ؟ مَــن أطلَــقَ الأغنيةْ ؟ لندن 20/4/2004 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:13 |
|
اســـتحضــارٌ |
|
|
ما مُـقامي بأرضِ لندنَ إلاّ … يا هَــلا ، يا أبا مُـحَــسَّـدٍ ، الشّـهْـمَ ، رفيقي وقائدي في فلاةِ العُـمْـرِ يا طالعَ الثنايا ، ويا راكزَ أرماحهِ ليعلنَ عن ضوءِ المعسكرِ … الليلُ يلتزُّ بطيئاً ودابقاً ، مطرٌ في غير عاداتهِ ، وبردٌ تمشّــى في عروق النباتِ . ليس لنا في قرية الإنجليزِ غير ما تهَـبُ القريةُ : هذا السكونُ ، هذا الســـكونُ … ما مُقـامي بأرضِ لندنَ إلاّ … يا هَــلا ، يا مُـحَـيِّـري ، يا أبا تمّـامٍ : الإستعارةُ انتـزعتْ أثـوابـَها عـندنا ، وصار المغَـنِّـي لا يغنِّـي إلاّ على ليلاهُ …لا بأسَ ؛ لكنّ ليلــى لم تـعُــدْ كالتي عرفْـنا زماناً . إن ليلى تُـطَـوِّفُ الليلَ ، مَـسْعىً بين خمّـارةٍ وأخرى ، ومَـلهىً بيـنَ حِـلْسٍ وآخرَ . الليلُ يمضي ، والإستعارةُ تمضي ، والسراويلُ أينعتْ لا الغصــونُ … ما مُـقامي بأرضِ لندنَ إلاّ … يا هَــلا ، أيـها الـنُـواسـِيُّ : هل جئتَ لتحيا القصيدةَ ؟ الليلَ والموكبَ المنادي ببابِ الدَّيرِ ، والراهبَ العجيبَ … ورَيحانَكَ ضِـغْـثاً من بعدِ ضِغْـثٍ ؛ لقد أسـرفتَ يا سيِّدي ! النهارُ هنا خمرٌ وأمرٌ ، والليلُ خمرٌ وأمرٌ . خَـلِّـنا من حديث رُهبانكَ ! الأحجارُ ما مَـسّـتْ سوى وابِلٍ ، فهل مَـسَّـتْكَ سَــرّاءُ ، أيّـهذا القـــرينُ ؟ ما مُـقامي بأرضِ لـندنَ إلاّ … يا هَـلا ، أيـها الـمُـطَـوَّبُ ، يا سـعدي ! سلاماً … لقد أتيتَ ، فـخُـذْني مـعـكَ ، اليومَ : سوف نمضي ســراعاً ، لنغَـنِّـي ؛ وسوف نـمضي بِـطاءً ، لنـرى أيَّ مَـذْأبةٍ كنا بها . الليلُ درعٌ ( لا تخفْ ) . والنهارُ حُـلْـمٌ طويلٌ ( لا تُفِـقْ ) . أيـها المطوَّبُ ، دعنا لا نكلِّـمْ في دربنا أحداً … دعْـنا نُـقِـمْ في الغناءِ ، حيثُ الجنونُ … لندن 21/4/2004 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:13 |
غارةٌ جويّـة |
|
|
في الضاحية القصوى ، حيث أُقيـمُ بعــيداً عن رئةِ الضَّـبُـعِ ، اهتَـزّتْ أشجارُ الدّغْـلِ وئيداً . أســرعَ طيرٌ يعــبرُ نافذةَ المطبخِ . قررتُ الليـلةَ أن أتركَ تدخيني . لكني ( شأنَ قراراتي الأخرى ) ســوف أدخِّـنُ حتماً . أشجارُ الدّغْـلِ تَـطَـوَّحُ أوراقاً وأماليدَ . البرقُ ( أراهُ الآنَ لـمَـرّتهِ الأولى ) هل كانَ حقيقةَ بَـرقٍ ؟لكنّ الرعدَ أتى . الريحُ تســوقُ غيوماً ســوداً ، وحبالاً من مــاءٍ ، وروائحَ ليستْ من هذي الأرضِ . أهرولُ ، أهبِـطُ درْجاتِ السُّـلَّـمِ ، ملدوغاً ، كي أفتحَ بابي للريحِ وللمطرِ … الساحةُ ( أعني موقفَ سياراتِ الضّـيعةِ ) تلمعُ تحتَ ســماءٍ مثقلةٍ بالـنُّـعمى . أهـتزُّ أنا ، وحدي، للرعدِ ... وأختَـضُّ وأختَـضُّ وأختَـضُّ …………… …………… …………… وفي وطني الآنَ ، الرعدُ : الطيَــرانُ الأميريكيُّ وبالحاويةِ العنقوديةِ ( كنّــا شاهدناها في بيروتَ زماناً ) يـنـقَضُّ على الكوفةِ والفلّـوجةِ والنجفِ … الطّـيَــرانُ الأميريكيُّ الليلةَ يـنـقَـضُّ عليَّ الآنَ … لندن 27/4/2004 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:12 |
|
من هواجسِ رجُلٍ ، ســنة2000 ق.م |
|
|
هبطَ الليلُ ، ســريعاً هذا اليومَ ، لأنّ الفصلَ تبدّلَ ، قالوا … ( يعرفُ هذا ، الكاهنُ ) لكني لا أعرفُ ماذا يعني هذا … لن تختلفَ الأشياءُ كثيراً : طسْـتُ الخبزِ السائلِ في الحانةِ ، والعسسُ الليليّ بأوّلِ منعطَفٍ بعد الحانةِ والبنتُ ستُدخلُني مخدعَها حينَ تُـلَـوِّحُ بالـقنديلِ الزّيتِ من الكُــوّةِ … لم اقصدْ أن أتحدّثَ عمّـا لم يختلف اليومَ عن الأمسِ ، فأرجو أن تعذرني كنتُ أحاولُ أن أسألَ ، سِــرّاً … ( أنتَ صديقي ) : الشعراءُ ، لماذا صمتوا ؟ وإلى أين التفتوا ؟ ما عدتُ أراهم في الحانةِ يرتجلونَ ويصطخبونَ … صحيحٌ أنّ غزاةً دخلوا ســومرَ ؛ أن المعبدَ يَستبدلُ بالتمثالِ تماثيلَ ، وأنّ بيوتَ الكُـتّـابِ أتاها كُـتّـابٌ جُدُدٌ … وإلخ … لكنْ ، أينَ الشعراءُ ؟ يقالُ ( ولستُ أُصَـدِّقُ ) إن كثيراً منهم يرتجلون الآنَ قصائدَ في مدحِ الـتّــجّـارِ الأشــرارِ وضُبّــاطِ الحاميةِ الأكديّــةِ… ( إنّ الليلَ عجيبٌ ! ) عذراً … قنديلُ الزيتِ يُـلَـوِّحُ في الكوّةِ ، عذراً … لندن 29/4/2004 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:12 |
الأشــياءُ تتــحـرّك |
|
|
الغيومُ الصَّــدفْ والغصونُ الزّمُــرّدُ ، والزنبقاتُ ، وأزهارُ " لا تنسَــني " والنوافذُ والمـُصطـلَـى والستائرُ والعـشْـبُ بين شــقوقِ الـمَـمَــرِّ وأعشاشُ نيســانَ حتى الـمحـطّــةُ في الـمُـنتأى _ كلُّـها ، الآنَ ، لا تتحرّكُ … ……………… ……………… ……………… لكنْ ( أتلمحُ أُذْنَــي حصانٍ على الـمَـرْجِ ؟ ) أَنـصِــتْ ! أ ترتشفُ الوشوشاتِ الشفيفةَ ؟ هل تسمعُ الــماءَ في القصبِ ؟ الريشَ ، في هَــبّــةٍ من طيورِ البُــحـيرةِ ؟ والنجــمَ حينَ الـخَـفاءُ ؟ الـمُـويجاتِ في القاعِ ، حيثُ الـمَـحارُ ؟ البحيرةُ موسوقةٌ بحقــائبها الآنَ تنتظرُ الليلَ … في الليلِ ، آنَ ننامُ جميعاً ، تســافرُ هذي البحيرةُ كي تبلغَ البحرَ في لحظةٍ وتفارقَــنا – بين جدراننا – نائمين … لندن 2/5/2004 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:12 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 8 of 11 |