|
فنُّ الشِّــعر |
|
|
وتقولُ لي : " عيناي واسعتانِ تدخلُ فيهما الأشياءُ كي تمسي إذا حلَّ المساءُ شــريطَ ألوانٍ " ، أقولُ : " إذاً ، أرفّـةُ هُدبكِ الزرُّ الذي يصلُ الشجيرةَ بالتصوّرِ ؟ هل إذا أغمضتِ جفنَـكِ سوف ينفتحُ التّـفَـكُّـرُ ؟ أمْ هما العينانِ واسعتانِ دوماً ؟… " ……………… ……………… ……………… يا فتاةً حرّةً إني أجرِّبُ ما تقولينَ … الضَّـبابُ يشوِّشُ المرآةَ لا الأشجارُ تبدو في البعيدِ كما هي الأشجارُ نعرفها ولا تلك البنايةُ ؛ إن لي عينينِ واسعتينِ أيضاً … غير أن الزرَّ مفقودٌ ، هنا ، في اللحظةِ الصمّـاءِ هذي . …………….. ……………. …………… يا فتاةً حرةً مَـن لي بعينيكِ ؟ التفكُّــرُ سوف يدخلُ سوف يقتلني ؛ وداعاً… لندن 10/12/2003 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 17:24 |
|
أيُّـهذا الحنينُ ، يا عدوِّي |
|
|
لي ثلاثون عاماً معكْ نلتقي مثل لصّينِ في رحلةٍ لم يُـلِـمّـا بكل تفاصيلها ؛ عرباتُ القطار تتناقصُ عبرَ المحطاتِ والضوءُ يشحبُ ، لكنّ مقعدك الخشبيّ الذي ظلَّ يَشغلُ كلَّ القطارات ما زال محتفظاً بثوابتهِ بـحزوزِ السنين بالرسوم الطباشيرِ بالكامرات التي لم يعد أحدٌ يتذكر أسماءَها بالوجوهِ وبالشجر النائم الآنَ تحت الترابِ… استرقْـتُ إليك النظرْ لحظةً ثم أسرعتُ ألهثُ نحو المقاعدِ في العرباتِ الأخيرةِ ، مبتعداً عنكَ … …………… …………… …………… قلتُ : الطريقُ طويلٌ ؛ وأخرجتُ من كيسيَ الخيشِ خبزاً وقطعةَ جبنٍ … وإذْ بي أراك تقاسمني الخبزَ والجبنَ ! كيفَ انتهيتَ إليَّ ؟ وكيف انقضضْتَ عليَّ كما يفعلُ الصقرُ ؟ فاسمعْ : أنا لم أقطعْ عشراتِ الآلافِ من الأميالِ ولم أطَّـوَّفْ في عشراتِ البلدانِ ولم أتعرَّفْ آلافَ الأغصانِ لكي تسلبني أنتَ … الكنــزَ وتحبسني في زاويةٍ ! فاترك المقعدَ الآنَ ، واهبطْ ! قطاري سيســرعُ بي ، بعد هذي المحطةِ فاهبِـطْ ودعنيَ أمضي إلى حيثُ لن يتوقّفَ يوماً قطارْ … لندن 11/12/2003 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:02 |
الرعْــيــانُ |
|
|
قد تعني الأرضُ ، لمن يُنْـبتُـها البقلَ ، كثيـراً أمّـا نحنُ فإنّ الأرضَ لدينا متطايرةٌ وهشــيمٌ أخضرُ حيناً ، أصفرُ حيناً ورمادٌ في الريحِ… صحيحٌ ، نحن وُلِـدنا في مُـرْتـبَـعٍ ما في يومٍ ما، لكنا ســربُ جرادٍ والأرضُ كذلك ســربُ جرادٍ ؛ نبلغُـها فتطير … لكنّا أبصرْنا ، اليومَ ، قوافلَ فولاذٍ تبحرُ في الرملِ فلا تغرقُ أبصرْنا في الجوِّ نسورَ حديدٍ وصواعقَ ، قيلَ لنا : الأرضُ لمن يفتحُـها … عجباً ! نحن هنا منذ قرونٍ : لم نملِكْ لم نُـمْـلَـكْ . أحسسنا ، اليومَ ، بأنّ الأرضَ لها معنى … لا يملكُ واحدُنا غيرَ عباءتهِ الصوفِ يُـفضـفضُـها صيفاً كي يلتفَّ بها ، مثلَ الكبشِ ، شــتاءً ؛ ومع السنواتِ مع الريحِ مع المطرِ المتبدلِ والمرعى سوف يكون اللونُ أخفَّ يكون الصوف أخفَّ تكون خيوطُ الصوفِ ملائكةً … إذّاكَ يفارقُ واحدُنا عُـمْـرَ عباءتهِ ، ليموت… لندن 13/12/2003 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:02 |
|
كــانون أوّل |
|
|
لن أفتحَ نافذتي … الريحُ البحريةُ تُغرِقُ حتى سيقانَ العشبِ ، وتهتزُّ الأشجارُ معَ المطرِ ؛ الغرفةُ ســاكنةٌ ( مزدوجٌ كلُّ زجاجِ المنزلِ ) أسمعُ دقّـاتِ الساعةِ : تكْ تكْ تكْ تكْ تكْ أســمعُ في الـبُعدِ مُـوَيجاتِ الـبُرْكةِ ، في القُـرْبِ ، مويجاتِ أناملَ … هل عادتْ ، بعدَ سِـفارٍ ، مَن أحببتُ ؟ أَم اللوحةُ تنتظرُ ؟ الأزهارُ الصُّـفْـر‘ مبكِّــرةٌ جدّاً عندَ مَـمَــرِّ البيتِ و لا زائرَ يطرقُ بابي … حتى الطيرُ تَــدَبَّــرَ مُـلتَـجَأً ؛ لكنّــا ، أنا والسنجاب ، نحاولُ أن نمسكَ شيئاً ! لندن 20/12/2003 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:03 |
مسْــكن البحيرة |
|
|
تتناوحُ الريحُ التي تأتي من البحرِ ، المســاءُ يقـيمُ والزانُ المرنَّـحُ في البعيد يغـيْــمُ … حتى الخيلُ لن تجدَ الصباحَ على المروجِ كأنّ شــميمَ ثلجٍ في الهواءِ ؛ كأنـما نبتتْ على الريحِ الأصابعُ … أيَّ بابٍ سوف أفتحُ ؟ أيَّ نافذةٍ … وايَّ الطيرِ أُطْـلِـقُ في مهبِّ الريحِ أُطْــلِـقُـهُ لأسكنَ في الفضــاء ؟ لندن 21/12/2003 |
اخر تحديث الأربعاء, 07 نونبر/تشرين ثان 2007 18:03 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالى > النهاية >>
|
Page 4 of 11 |