|
مُـتَــغايِـــرات 3 |
|
|
هذه الشّـقّـةُ في باريسَ ( أعْنــي في الضّـواحي الـحُـمْـرِ ) ، لم ألْـبَـثْ بها وقتــاً مـديـداً ... ( ربّــما عامَـينِ ) لكني ســقَـيتُ الوردةَ الـنّـضْـرةَ واطـْـمَـأْنَـنْـتُ للأشــجارِ والـمَـخبزِ والـحـانةِ فيـها ؛ واســتَـعَـدتُ القلَـقَ الباردَ في الـهدأةِ بل أرســلْـتُ ( هل تدري ؟ ) بريــداً وتَـلَـقّـيتُ بـريداً ... وتنسّـمتُ بها ، ضَـوعاً من الفردوسِ ، في آخِــرةِ الليلِ وصُـبْـحاً ياســميناً ... ( خَــلِّـنا من حـســرةِ الـذكرى ! ) ............. ............. ............. أقولُ الآنَ : إنّ الـمَـرءَ لا يَـأْلَـفُ إلاّ ما انتهى منهُ ... ألَـسْـنا نتـركُ النــهرَ إلى النبعِ؟ ألَـسْـنا نتـركُ النــومَ إلى الحُلمِ ؟ ألـسـنا نتـركُ الـنَّـهدَ إلى الرَّسمِ ؟ ........... ........... ........... أقولُ الآنَ : باريسُ أراها ، هكذا ... ، مَـنْـثورةً بـيـنَ يَـدَيّ ! لـندن – 11 / 7 / 2002 |
|
طـــبيعـة |
|
|
مثلَ ما تنعقدُ الأبخرةُ البحريّـةُ ، الظُّـهرَ ، على خِلْجانِ " بابِ المندِبِ "... استلقَى على الأشــجارِ ، في غربيّ هذي البلدةِ، الغـــيمُ . تُـرى، إنْ كان هذا الصيفُ ، صيفاً فلماذا يُـطْـبِـقُ الغيمُ على عينــيَّ أو يَـبْـلُـغُ ما تحتَ القميصِ ؟ ارتَـعشــتْ في الدوحــةِ الـرَّطْــبةِ أوراقٌ ... أ تأتي ، بَـغتةً ، فـاخِـتَـةٌ ؟ أنْـصِـتْ ! ســيهتَـزُّ، بِـما لا ينتهي، خَــيطُ الذّهـــول . لندن - 6 / 7 / 2002 |
دعــوة عشــاء |
|
|
هيّـأتُ مائدتي ( لقد حـلَّ المســاءُ ) وقُـلْـتُ : قد تأتــونَ... فـكّــرتُ ؛ الحيــاةُ طــــــويلـةٌ ولَـرُبّـما لا يســتحقُّ الأمرُ هذا الطّــــولَ ، فـلْـنجلـسْ قليلاً حولَ مائدةٍ لِـنَـنْسَ فَـداحةَ الأشــياءِ والبابَ الـمُـواربَ عندَ منعطَـفِ الطريقِ السـاحلـيِّ وبــاقةَ الزهرِ التي ذبُـلَـتْ ، لِـنَـنْـسَ كلامَـنا وتَـلَـكُّـؤَ الفَـتَـياتِ والأوراقَ والشــمسَ التي غـربَتْ ... ......... ......... ......... لقد هيّـأتُ مائدتي وقُـلتُ : لَـعَـلَّـكم تأتون ... لندن – 11 / 7 / 2002 |
|
إحساسٌ مضطــربٌ |
|
|
أمسِ ، قلتُ : انتهتْ ســنواتُ العذابْ أنا ظَـهري إلى حائطٍ والقبورُ أمامي بغَــربيِّ لندنَ والفجـرُ ، دوماً ، ضَـبابْ . ............ ............ ............ أمسِ ، قلتُ... ولكنّ تلكَ الصنوبرةَ المستقيمةَ في البُـعدِ ، لم تَـتَّـركْ لي ، ولو لحظةً ، شـاطئاً للتأمُّـلِ. تلكَ الصنوبرةُ استقدمتْ ،منذُ يومينِ كِـيزانَـها وثعالبَـها والسّـــناجيبَ والطيــرَ، واستقدمتْ غيمةً تسـتقـرُّ على جبهتي ، ثم نَـسراً بأجنحةٍ من هُـلامِ ، ومَـدّتْ على مَدخلِ البيتِ أغصـانَـــها وهي مضفــورةٌ كالـشِّـباكِ الخرابْ. انتظرتُ... الصباحُ انقضى. واسـتراحتْ على الشُّـرُفاتِ الظهـيرةُ. قَـلَّـتْ على الشارعِ الحافلاتُ.ولم يبقَ إلا المســـاءُ . اقتنعتُ بأني سـجينٌ ، وأنيَ لا أكرهُ الســـــجـنَ ( فالمرءُ يألَـفُ ) قالَ لنا المتنبِّـيءُ. في بغتةٍ ألمـحُ الشيبَ يَنبتُ في راحتَـيَّ. الكلامُ العجيبُ ، إذاً، قد تَـحــقّقَ. ها أنذا ألمحُ الشيبَ، فعلاً، على راحَـتَـيَّ،بلونِ التـرابْ. انتظرتُ... الصنوبرةُ استجمعتْ ، كالرياضيِّ، أنفاسَــها. والصـنوبرةُ اندفعتْ بثعالبِـها والسناجيبِ والغيمِ والطيرِ والنَّـسرِ .... وال...وال... وراحتْ تدقُّ على البابِ مجــنونةً ، تتــقاذَفُ كيزانُـها؛ والفــروعُ علـــى جبــهتي إبَـرٌ واضــطـرابْ. أنا ظَــهري إلى حائطٍ... والقبــورُ أمـامي بغــربيِّ لندنَ والفجــرُ ، دوماً ، ضــبابْ . لندن 17 – 4- 2002 |
حــــــوار |
|
|
قال لي آنَ كانت رياحُ الخريف تتناوحُ بين التلالِ المحيطةِ : هل نحن ، ياصاحبي ، صخرتان ؟ كم تناوحتِ الريحُ كم نابَـنا القَـرُّ والضُّـرُّ كم ضاعَ منّـا الرهان ... ولكننا ، ههنا ، الواقفان . ............. .............. .............. قلتُ : لا تبتئسْ نحن عينُ الزمان... لندن 27-6-2002 |
|
|
|
<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 التالى > النهاية >>
|
Page 5 of 7 |