الثلاثاء, 23 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 803 زائر على الخط
واحةٌ في قلبِ القاهرة طباعة البريد الإلكترونى

ســعدي يوسـف

عبد الوهاب البيّاتي ، الذي أقامَ في القاهرة طويلاً ، وعرفَ مسالكَها وممالكَها ، قال لي ذاتَ مساءٍ :
لنذهبْ إلى الجرَيّون ...
لم أكن أعرف عن المكان شيئاً .
على أي حالٍ ، أنا لم أعهد أن أتساءلَ عن مقاصد عبد الوهاب.
كنا في ميدان طلعتْ حرب الشهير ، في قلب القاهرة الهادر ، حيثُ للشجرِ لونُ أتربةِ الـمُـقَطَّـم. سرنا قليلاً لندخلَ درباً ضيّـقـاً في نهايته بابٌ يتوِّجُها شــجرٌ ونبْتٌ متسلِّقٌ.
قال البيّاتيّ : ها هوذا الجريّون !
وأضافَ : صاحبُ المحلّ عراقيٌّ صديقٌ .
اخترنا طاولةً ، وســرعان ما جاء صاحبُ الجريّون متهللاً : مرحباً !
تعارفْنا .

*
طالت السهرة ، وطالتْ ، وانضمَّ إلى الطاولةِ أصدقاءُ ، ثم طاولاتٌ .
قلتُ لعبد الوهاب هامساً : إلى متى يظل المكانُ مفتوحاً ؟
أجاب : الجريون لا يغلق أبوابه !
*
وبالفعل . الجريون لا يغلق أبوابه ...
مرةً ، مررتُ في الثالثة فجراً ، فوجدتُ سيف الرحبي وزاهر الغافري يشربان البيرة ويتجادلانِ جدالاً حادّاً !
للجريّون فضلُهُ ، إذ هو من الأمكنة النادرة الآن، في القاهرة ، للقاءات المبدعين .
وكم هي غنيّةٌ وآســرةٌ تلك اللقاءات ...
أتذكّر بالحرف الواحدِ ما رواه سليمان فيّاض عن صديقنا الطليعيّ :هشام قِشطة.
قال سليمان فيّاض :
ذهبَ هشام قشطة إلى معمل بيرة ستَيلاّ ، وقال :
أريدُ أن أنتحر !
قالوا له : هذا ليس مكاناً للانتحار ...
قال: بل أريد أن أنتحر!
 أدخِلوني في برميل بيرةٍ وأغلِقوا عليّ الغطاء ...
قالوا : إنْ أصررتَ فعلْنا ما أردتَ !
هكذا غطّسوا هشام قشطة في برميل بيرة ، وأحكموا عليه الغطاءَ ، ومضَــوا.
في الصباح جاؤوا ، وكشفوا الغطاءَ ، وإذا بالبرميل فارغٌ ، و هشام قشطة ليس فيه !
*
في آخر زيارةٍ لي إلى القاهرة ، دخلتُ الجريّون ، لكنه كان مكتظّاً بالناس والدخان ... إلى حدٍّ خانقٍ . كان الجالسون ، جميعاً ، يتابعون على شاشة التلفزيون ، مباراةً كبرى لكرة القدم !
لم أستطع أن أجد طاولةً ، ولم أُرِدْ أن أزعج أصحابَ المحلّ ...
اكتفَيتُ بالزيارة ، إطلالةً على صديقٍ عزيزٍ .

لندن 16.05.2010

 
awraqi_fi_almahabb.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث