ديوانان جديدان للشاعر ســعدي يوســف |
|
|
من " منشورات" الـجَـمل ، التي يتولّى شأنَها الشاعر خالد المعالي
صدرَ قبل أيّامٍ ببيروت ، ديوانان جديدان للشاعر سعدي يوسف .
الديوان الأول يحمل عنوان " الديوان الإيطاليّ " ويقع في حوالَي تسعين
صفحة
تضمّ القصائدَ التي كتبَها الشاعرُ في إيطاليا عن المشهد الإيطاليّ ، ومن
بينها قصيدتان طويلتان
إحداهما بعنوان " قصائد فورتَيسّــا " عن قلعة فورتيسّا الحدودية الشهيرة
بين إيطاليا والنمسا.
والأخرى بعنوان " شِعاب جبليّة " تحتفي بالمشهد الريفيّ في جبال الأبنين.
من قصائد الديوان الإيطاليّ :
شجرةُ الـحَـوْرِ التي أراها
شجرةُ الحَور التي أراها من النافذة الكبيرة في الغرفة الصغيرة ، شجرةُ الحورِ هذه ظلّت تقاوم الخريفَ حتى هذا اليوم الثامن عشــر من أكتوبـر . فجأةً اصفَرَّ نصفُ أوراقِها بينما ظلَّ النصفُ الآخرُ على خضرته الشاحبة . اختفت الجبالُ ومنازلُها حتى أضواءُ المساءِ المبكِّــرِ لم أعُدْ ألمحُها. ......................... ......................... ......................... مطرٌ ضَبابٌ يهطلُ على القريةِ. العصافيرُ وحدَها سعيدةٌ بما يَحدُثُ.
كوستا دي مورسيانو 18.10.2008 * الديوان الثاني هو بعنوان: في البراري حيثُ البرقُ ويقع في ستٍّ وتسعين صفحةً تضمُّ خمسين قصيدةً ، تتناولُ الشوكَ والوردَ ، وما يجعل الحياةَ حياةً . من بين قصائد هذا الديوان : اســتقالةُ الشــيوعيّ الأخير
قال الشيوعيُّ الأخيرُ : سأستقيلُ اليومَ لا حزبٌ شيوعيٌّ ، ولا هم يَحزَنون ! أنا ابنُ أرصفةٍ وأترِبةٍ ومدرستي الشوارعُ والهتافُ ولَسعةُ البارودِ إذ يغدو شميماً ... لم أعُدْ أرضى المبيتَ بمنزلِ الأشباحِ ، حيثُ ستائرُ الكتّانِ مُسْدلةٌ وحيثُ الماءُ يأْسَنُ في الجِــرارِ ، وتفقدُ الصوَرُ المؤطَّـرةُ الـملامحَ ... ....................... ....................... ...................... أستقيلُ وأبتَني في خيمةِ العمّالِ مطبعةً ورُكْناً ... سوف أرفعُ رايتي خفّاقةً في ريحِ أيلولٍ مع الرعدِ البعيدِ ، ومَـدْفَقِ الأمطارِ ، أرفعُها ولن أُدْعى الشيوعيَّ الأخير ! * الليلُ يأتي. لندنُ الكبرى تنامُ كعهدِها ، ملتفّةً بالمعطفِ المبلولِ أمّا في الضواحي ( ولأَقُـلْ هَـيْـرْفِـيْــلْـد) حيثُ يقيمُ صاحبُنا الشيوعيُّ الأخيرُ فقد أقامتْ ربّــةُ الأمطارِ منزلَــها عميقاً في العظامِ ... اللعنةُ ! انتفضَ الشيوعيُّ الأخيرُ : إن استَقَـلْتُ ، فأينَ أذهبُ ؟ إنّ ثمّتَ منزلاً لي ، فيه عنواني المـسَـجَّـلُ ... ولْـيَـكُـنْ بيتاً لأشباحٍ ! سأسكنهُ وأسكنُهُ لكي أُدْعى الشيوعيَّ الأخير ! 02.09.2008 لندن
|
اخر تحديث الأربعاء, 10 فبراير/شباط 2010 17:41 |