الجمعة, 19 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 256 زائر على الخط
رَمْــلُ دُبَـيّ أيــضاً طباعة البريد الإلكترونى

ســعدي يوســف

آنَ نشرتُ قصيدتي " رملُ دُبَيّ " المهداةَ إلى أدونيس  ( ليست المرة الأولى التي أهدي فيها قصيدةً إلى الرجل ) ، جوبهتُ بتعريضٍ فيه من اللؤم ، كثيرٌ .
كان القصد من التعريض ، الدفاع عن دُبَيّ ورملِها ، بافتعالِ خصومةٍ ( مبتغاةٍ ) بيني وبين أدونيس ، تُبعِدُ ما استهدفتْهُ القصيدةُ
عن القاريْ ، أي نقدَ ظاهرةِ دُبَيّ الشــرّيرة .
أمّا المهرِّجُ الأعلى زعيقاً ، في هذا المبتَذَل الصحافيّ ، فقد كان كُوَيهِناً في خدمة الحرمَينِ الشريفَين ، طامحاً إلى العمل صَبّاغاً في خيمة دُبَيّ ، ذاتَ يومٍ .
اللعنة!
النخّاسُ السوريّ ؟
لكن أدونيس محرِّرٌ في الشعر والفكر .
كيف يستوي الأمرُ ، إذاً ؟
دارةٌ باريسية ؟
لكن أدونيس يسكن شقّةً متواضعةً في باريس ، لا دارةً .
لِمَ النخّاسُ السوريّ ؟

لأن هذه الحرفة كانت قديمةً في سوريا منذ الرومان ، و لا أظنّ الأســرى الذين اســترَقّهم الإمبراطور تراجان وجاء بهم حتى حدود إيقوسيا ليبنوا جداره القائم حتى الآن ، أقول لا أظنهم وصلوا الجزيرة البريطانية بلا نخّاسينَ من البلادِ نفسها ، أعني سوريا .
*
قصيدة " رمل دُبَيّ " ليست تعريضاً بأحدٍ ، بل ليست تعريضاً حتى بالشعراء المساكين الذين ظلوا يطْلون وجه الـمشْيَخة بتطرياتٍ لن تنفع أبداً .
كل ما أردتُه كان الإشارة إلى خطورة نسيان الـمُـثُــل العليا التي يقوم عليها ، وبها ، الفنُّ . مثلٌ من بينها نُشدانُ الحريةِ وكرامة الفرد والجمال .
*
مشْيخةُ دُبَيّ :
مبغىً للعالَم .
مستعمرةُ عقابٍ للعمّال .
جنّةٌ للشعراء العرب ...
*
كتب وليَم رِجواي قائلاً إن 30 بالمائة من دخْل دُبَيّ ، مصدره الدعارة.
وزارة الخارجية الأميركية أدرجت المشيخة ضمن أسوأ مناطق المتاجرة بالأجساد  ، حيث عشرة آلاف امرأة يمارسن الحرفةَ القديمةَ ، مستقدَمات من جنوبيّ الصحراء ( الإفريقية ) ، وأوربا الشرقية ، وجنوب شرقيّ آسيا ،  وإيران والعراق والمغرب .
*
أيّ بلادٍ هذه ؟
76 بالمائة من السكان هم أجانب ، أوربيون وآسيويون .
مائة ألف بريطانيّ يعيشون حياةَ بذخٍ لا مثيل لها ، بينما العمّالُ يعيشون في شظفٍ لا مثيلَ له .
العامل يتقاضى 600 درهم  في الشهر ، أي 160 دولاراً أميركياً . من الدراهم الستمائة ينفقُ 180 على الطعام .
العاهرة تتقاضى 150-200 دولار عن الساعة الواحدة !
*
مرصد حقوق الإنسان ، وصفَ  ظروف عمل العمال في المشيخة بأنها مُهلِكة .
Deadly working conditions
العمالُ ( آسيويون في الغالب ) يعملون في درجة حرارةٍ تبلغ 50 درجةً مئوية .
لا يحقّ لهم زيارة عوائلهم إلا مرةً واحدةً كل سنتين.
غالباً ما يتعرّضون إلى حوادث عمل.
ممنوعون من دخول الملاعب والمخازن والفنادق الكبرى.
الإضرابُ والعمل النقابيّ ممنوعان منعاً باتّاً .
في العام الماضي أضربَ العمالُ في " جبل علي " مطالبين بتحسين ظروفهم .
المضربون طُرِدوا من العمل والبلاد .
وقد وصفت وزارة العمل الإضراب بأنه  " بربريّ " !
*
مبغىً للعالَم .
مستعمرةُ عقابٍ للعمّال .
جنّةٌ للشعراء العرب !

لندن 05.04.2009

 
Bristol.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث