ســعدي يوســف في أكثر من إشارة ومناسبة ، وفي حديثه الصحافيّ الأخير ، بخاصّة ، بيّنَ المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما ، أنه " سيُنهي حرب العراقِ ، في ستة عشر شهراً " . معنى ذلك أن جلاء القوات الأميركية سيتمّ في ستة أشهر . وقد أوردَ أوباما أسباباً لضرورة إنهاء الحرب ، منها ، الأضرارُ التي لحِقتْ بالاقتصاد والجيش الأميركيين ، وتلك التي لحقتْ بمكانة الولايات المتحدة في العام . وممّا يؤكد اعتزامه سحبَ القوات قوله في الحديث الصحافيّ الأخير : لم يكن العراق مكاناً مثالياً ، وليس من مسؤوليتنا أن نجعله هكذا !
* من زياراتي المتعددة للولايات المتحدة ، وأحاديثي مع الناس العاديين ، وسواهم ، لمستُ ، بوضوحٍ ، الحرجَ الأخلاقي الذي يحسّ به المواطنُ الأميركي إزاء العراق . وقد وضُحَ الأمرُ ، أكثرَ ، مع تصويت الشعب الأميركي لصالح الديمقراطيين ، وتمكينهم من السيطرة على الكونغرس . وكم من مرةٍ قال لي مواطنون بسطاء في نيويورك : لا ندري كيف انتُخِبَ بوش ! * الآنَ ، أمامَنا المشهدُ الآتي : شعبُ تحت الاحتلال ، جائعٌ ، منهَكٌ ، مقاوِمٌ . جلاّدون محليّون ، مازوشيّون ، أنذالُُ ، وخوَنةُ ، يسومون هذا الشعبَ سوءَ العذاب ، كأقصى ما تعرّضَ له ، طوال تاريخه المؤلم ، من تنكيلٍ وقتلٍ وانتقام . جلاّدون محليون ، بلغ منهم الفسادُ مبلغاً ، هو الأقصى في إحصاءات الأم المتحدة . جلاّدون محليّون ، جهَلةٌ ، لم يصدِّقوا أنهم سيُفرَضون حكّاماً ، فتمسّكوا بوضعهم تمسُّكَ مسمارٍ غليظٍ في لوحٍ خشبٍ . * الشعبُ العراقيّ ، المغلوبُ على أمره ، والمنهَك ، ليس قادراً في ظروفه الموضوعية على إزاحة هذه الطغمة الظالمة الآن . * الشعبُ الأميركيّ سيكون عونَ الشعب العراقيّ ! الشعب الأميركيّ اختارَ أن " يُنهي حربَ العراقِ " ويسحبَ جنودَ الاحتلال . * أمّا الطغمة المسَلّطة ، المتسلّطة . أمّا الطغمة الفاسدة المفسِدة . الطّغمةُ التي كوّنتْ قوامَ الجلاّدين المحليين ... فسوف يتهاوى أفرادُها ، أعجازَ نخلٍ خاويةً ، حتى قبل مهبّ الريحِ ... ريحِ الانسحابِ الأميركي . أين الـمَـفَــرّ ؟ بولزانو ( إيطاليا ) 18.07.2008
|