ســعدي يوسـف كان واضحاً ، منذ أن استكمل الجنرال بترايوس ، عديدَه ، أن الضربة سوف توجَّــه إلى جيش المهديّ . كان الحديث صريحاً ، من جانب سياسيين أميركيين ذوي نفوذ في الكونغرس وخارجه ، ومن جانب معلِّقين ذوي معلومات . ليس في الأمر سرٌّ ، أو مفاجأة . بل لقد تمَّ التمهيدُ ، ببطءٍ ، وبُرودةِ دمٍ . وفي تلك الاستعدادات ، حذّرَ معلِّقون معيَّنون من أن إخضاع مدينة الثورة ( الصدر لاحقاً ) سيُلحِق بالأهالي خسائرَ أكثر من تلك التي لحقتْ بأهالي الفلّوجة ، ومن أن الأميركيين ستلحق بهم إصاباتٌ أكثر . لكن الاحتلال ، في محاولته إخضاعَ الشعب العراقي ، لا يعرف لقوّته أو قســوته حدوداً . جورج دبليو بوش مغادرٌ البيت الأبيض ، ويتعيَّن عليه أن يُلحِق بالشعب
العراقيّ المزيدَ من تجلّيات القتل . إنه يمهِّد الأرضَ لخليفته الجمهوريّ الدمويّ ، ماكين ، ويضع العراقيل أمام الرئيس الديمقراطيّ المحتمَل . ثم أن مقتدى الصدر أدّى دورَه . لقد ساعدَ في إنهاكِ المقاومةِ ، وفي تقسيم بغداد على أسسٍ طائفية ، وفي فرضِ التخلُّفِ طريقةَ عيشٍ . أمّا المساكين ، الحفاة ، الفقراء ، الذين صدّقوا دعوتَه أو دعواه ، فسوف يُقتَلون ويُحرَقون ويُمَثَّل بجثثهم . ولقد جرى ذلك فعلاً ، في سوق الشيوخ والبصرة ومدينة الثورة . هل سيُقَدَّم مقتدى الصدر إلى محكمة صوريّة ؟ محكمةٍ أعدّت الحكمَ بالإعدامِ سلَفاً .... لا أستبعدُ ذلك . لندن 23.04.2008
|