سعدي يوسف مقتل العبد الواحد ، ثم سحر الحيدري ، من منتسبي وكالة " أصوات العراق " ، أثارَ من التساؤلِ مثلَ ما أثار من الأســى . ذلك ، لأن العبد الواحد ، وسَــحَراً من بعدِه ، سقطا ضحيةً لتبادلِ نيرانٍ معيّنٍ . الإثنانِ ، بعد مقتلهما ، كانا إعلاناً عن واقعٍ قذرٍ في الإعلام ( العراقيّ ) الراهن . واقعٍ تجتهد جهاتٌ عدّةٌ على إخفاء حقيقته ، حقيقة أنه إعلامُ احتلالٍ ، أو إعلامٌ خاضعٌ بالضرورة لشروط الاحتلال . " أصوات العراق " مؤسسةٌ بأموالٍ أميركية ، يتولّى شأنَها شــيوعيٌّ عراقيٌّ كان مقيماً في لندن . هذه المؤسسة كانت اتّخذتْ من القاهرة مقراً لها ، بعد أن قدّرتْ ، حقاً ، أنها لن تكون آمنةً في بغداد . الصحافة المصرية نشرت مقالاتٍ تندد بـ " أصوات العراق " ، وتطالب بطردها من مصر ، لأن " أصوات العراق " حسب هذه الصحافة ، كانت تعمل لصالح الموساد . وهكذا ، خوفاً على مُطْـمأنِّ عيشٍ ، أو خوفاً على حياةٍ ، تركتْ " أصوات العراق " ، القاهرةَ الـمُـعِــزيّة ، مؤخراً ، لتتخذ من عينكاوة ، بالشمال العراقيّ ، مقراً . القائمون على شأن " أصوات العراق " آمنون في عينكاوة المحروســة : يقبضون أجورهم من الاحتلال ، وينامون رغداً ... بعد أن تمشّــوا في ما كان يُدعى شارع العشاق ! أمّا العاملون ، ميدانياً ، أمثال العبد الواحد ، و الحيدري ، ممّن ليست لهم علاقةٌ بالصفقة القذرة ، فهم معرَّضون للموت المجانيّ ، للموت العنيف . لندن 11.06.2007
|