الأربعاء, 24 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 531 زائر على الخط
الثقافة الوطنية بالمزاد : مائة ألف دولارٍ فقط ! طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف
 ما كنتُ لأسمِّيَ أحداً ممّن ينتسبون ، حقاً أو باطلاً ، إلى الثقافةِ ، وأضعه في موضعٍ شائنٍ ، لولا كلامٌ لا يمكن للمرء السكوتُ إزاءه .
أنا أفهم أن يكون الساسةُ أنذالاً ، خونةً ، ولصوصاً محترفين  ، فهذه هي طبيعتُهم منذ ابتُذلت السياسةُ كأهلها . لكني حين أجد المثقف ينحطّ إلى ما دون السياسيّ المنحطّ أساساً ، ويتماهى معه ، ويلعق حذاءه ، لا أتردّد في التسمية ، صريحةً واضحةً .
وقد حدث هذا آنَ سمعتُ الكلامَ وقرأتُه .
الكلامُ ، أكيداً ، ليس اختلاقاً مني ، بل هو صادرٌ عن فاضل ثامر ، عن شخصٍ يتحدّث باسم اتحادٍ للأدباء في العراق ، ويشكر مَن تكرّمَ بمنح الاتحاد المذكور ، أو غير المذكور ، مبلغ مائة ألف دولارٍ  ، لإقامة " الــمربد " ...
تُرى ، مَن تكرّمَ بالمائة ألف دولارٍ ؟  
إنه المرابي التافهُ في السيدة زينب ، بدمشق ، نوري المملوكي ، البغلُ الممتطَى ، خائنُ البلاد والعباد ، والمجرمُ بحقّ الشعب العراقيّ ، النكرة الذي لم يتورّعْ عن أي موبقةٍ ، عارُ الحزب الذي اتّكأ عليه ( حزب الدعوة ) ، المخلوقُ الذي لا يمكن للمرء المحايد إلاّ أن يبصق  عليه مراراً وتكراراً ، هذا المِسْخ ، يتلقّى الشكرَ من ناطقٍ باسم اتحادٍ للأدباء في العراق ،  لأنه قدّمَ هذا المبلغ ( المتواضع جداً مقايسةً بالنهب الرسميّ ) ، كي يقام " المربد " !
أيّ معنىً اكتسبه " المربدُ " طيلة تاريخه غير تكريس الطغيان ؟
اليوم نشهدُ الخزيَ نفسَــه .
اليوم ، نعود إلى النقطةِ الصفرِ ذاتها ...
كأن " المربد " نهايةُ العالَم ،  ومبتغاه الأقصى !
وكأن القائمين بأمر " اتحاد الأدباء " يرون في مربدهم الهديةَ مقدَّمةً إلى رئيس أوزار الاحتلال .
ليس عجباً أن يحصل هذا ، فالبائسُ الذي قدّم الشكرَ  باسمه إلى المجرم نوري المملوكي  في بيانٍ طويلٍ جداً  لا يتناسب والمبلغَ الدوانيقي  ، كان مع ياسين النصيّر ، مستشاراً لعديّ صدّام حسين في انقلابه على الاتحاد"  الشرعيّ " آنذاك ، وفي خدمة عدي صدام حسين ، وثـمّتَ الكثير من أمثـالهما:  هؤلاء الذين غدَوا في رمشة عينٍ أعداءَ لصدّام حسين ،كانوا أمضَوا حياتهم  التافهة ، في خدمة نظامٍ قدّمَ لهم أكثر ممّا يستحقّون . لقد كانوا مسلّحين بمسدّسات الحماية الشخصية لعديّ صدام حسين .
لستُ أدري تحت أي رايةٍ يستظلُّ القائمون على " اتحاد الأدباء " في العراق ؟
أهي رايةُ الثقافةِ الوطنية ؟
أم هي راية الحكومة العميلة ؟
إن كانوا يستظلون بهذه الراية ، حقاً ، فإن من حق الناس جميعاً أن يقولوا لهم :
أنتم أدباء الحكومة !
أنتم أدباء الاستعمار والاحتلال !
أنتم خونةُ الثقافة الوطنية !
تُرى ، أيّ مربدٍ هذا ؟
لكن للأمر سابقةً ...
فهؤلاء الأوباشُ  ، أنفسُهم ، قدموا درعَ الجواهري ، إلى أبو حفصة الجعفري ّ يوماً ما !
ولقد جزاهم الجعفري الوغدُ بما يستحقّون : المزيد من الاحتقار .
مَن خوّلهم هذا ؟
هل استأذنوا آل الجواهريّ ،  في الأقلّ ؟
ألم يرفّ لهم جفنٌ وهم يسلِّمون الجواهريّ إلى مَن سلَّـمَ وطنَ الجواهريّ إلى المستعمِر ؟
*
في البلد المحتلّ ، لا ثقافة إلاّ ثقافة المقاومة .
 
                                لندن 24.02.2007

 
Saadi-sketch.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث