الأربعاء, 24 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 216 زائر على الخط
بناتُ آوى في العرس الناريّ طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف
كان على بريمر أن يفعل ما يشبه المستحيل ، ليُقِيمَ أطرافَ معادلتِه : برلمان يختار حكومة .
كان يريد هذا  ، فقط ، يريد العبارة فقط ، ليضع العبارة في فم رئيسه جورج دبليو بوش ، و بين الشفتين الغليظتين لكوندوليزا رايس .
اختار المكسيك ، أوّلاً ، مكاناً  يدرِّبُ فيه جواسيسه ومزوِّريه ، على تلفيق الإنتخابات في العراق . والمعروف عالمياً أن المكسيك لم تجرِ فيها انتخاباتٌ حرّة طوال تاريخها الحديث ، الذي تلا الحرب الأميركية – المكسيكية . كانت المكسيك مدرسةً أصيلةً لتخطيط وتزوير العملية الانتخابية . وقد تخرّجَ في هذه المدرسة ، وبنجاحٍ فائقٍ ، أعضاءُ ما يسمّى الهيئة المستقلة للانتخابات في العراق ، إن كان هذا اسمها الدقيق .
وبعد أن تخرّجَ هؤلاء ، نُقِلوا  بالطائرات العسكرية الأميركية إلى المنطقة الخضراء ، وقد أصدر بريمر أوامره المباشرة بتعيينهم ، واجهةً يتستّر وراءها جيشٌ أميركيٌّ كاملٌ
من فقهاء التزوير  ، ومدبِّري الصفقات والمكائد .
أمّا " المرشّحون " فلقد تمّ اختيارُهم بعد تدقيق وتمحيصٍ ، وموافقةٍ شخصيةٍ من بريمر .
وهكذا ، وجدنا  أمامَنا ، مِسْخاً يثير السخريةَ أكثر ممّا يثير  الرثاء أو الغضب .
وجدنا أمامَنا مَن لا يعرفون إلاّ قولَ " نعم ... "  جهيرةً ، أو خفيضةً .
وجدنا أمامَنا عرساً لبنات آوى ، عرساً دائماً ،  بينما الشعبُ العراقيّ يُقتَل ، ويُغتصَب ، وتباعُ ثروتُه وأرضُه ، ويُهَدُّ كيانُـه ، وتُستباحُ حرُماتُ ترابه الوطنيّ .
يَحْدُثُ هذا كلُّــه  ،  مع تلك الـ " نَعَم " الكريهة التي تمسّكَ بها نوّابُ بريمر ،  حتى لكأنها  العروة الوثقى .
واليوم ، إذ تصلُ النارُ  إلى حومة الدار ، حيث كانت تقام أعراسُ بناتِ آوى ، فإن المرء ليشعر ، حقاً ، بالرثاء ، لأولئك البائسين الذين ارتضَوا لأنفسهم هذا المصير
الذي لا يحسدُهم عليه أحد .

                           لندن 12.04.2007

 
alaan.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث