سعدي يوسف أنصار الرئيس الأميركي جورج . دبليو . بوش يلقِّـبونه " الحازم" ، أمّا خصومُـه ، فيلقبونه " الـحَرون " ، والحقُّ أن هذا اللقب الأخير اللائق بحمارٍ ، ينطبق انطباقاً عجيباً على الرجل المتمترسِ بالبيت الأبيض ، ليطلق النار ، جزافاً ، وبكل اتجاه ، علىكل مــن يتحرك ... كأن منعاً للتجول ، عامّاً وشاملاً ، قد أُعلِن في كل مكانٍ من الكرة الأرضية . وإلاّ ، فما معنى خطة النقاط الأربع التي يجري الحديثُ عنها مؤخراً في دوائر البيت الأبيض الضيّقة ؟ أيّ معنىً لهذه الخطة المشؤومة ، بعد أن حصل ما حصل ، وبعد زلزال الانتخابات الأخيرة ؟ أيّ معنىً لهذه الخطة بعد أن صار الفشل التام النـتيجَ المحتوم للحلّ العسكري في العراق ؟ ما تسرّبَ من معلومات يفيد أن الخطة تشتمل على أربع نقاط معلنة ، وعلى خامسةٍ غير معلنة . النقاط الأربع المعلنة هي : 1- إضافة عشرين ألفاً إلى عديد القوات الأميركية ، لغرض تأمين بغداد ، والسماحِ بتموضعٍ للقوات الأميركية في أماكن أخرى من العراق . 2-التركيز على التعاون الإقليمي ، مع عقد مؤتمرٍ دوليّ ، وإسهام الكويت والسعودية في هذه المساعي ، وكذلك ، بصورة خاصّـة ، في إعادة إعمار العراق . 3-إحياء المصالحة بين الأطراف العراقية ( حسب القراءة الأميركية : سنّة – شيعة – إلخ ) . 4- إقناع الكونغرس بزيادة المخصصات المالية ، لأغراض تدريب قوات الأمن العراقية وتسليحها . أمّـا النقطة الخامسة غير المعلنة فهي : تأجيل الحديث عن تطبيق الديمقراطية إلى حين استتباب الأمور . * أوساطٌ معيّنةٌ ، مقرّبة من البيت الأبيض ، تسمّي هذه الخطةَ ، الإندفاعَ الأخير . The last push أي أن جورج بوش ، الـحَرون ، كحمارٍ ، مصِـرٌّ على تكبيد الأميركيين والعراقيين مزيداً من القتلى ، قبل أن يشــرع ، راغباً أو كارهاً ( مكرَهاً ) ، في الانسحاب . * التنفيذ الفعليّ لخطة " الإندفاع الأخير " سيكون ذا تفاصيل كثيرة ، متشعبة ، تُلحِق مزيداً من الجراح بالجسم العراقي الذي لم يبقَ به موضعٌ خالٍ من الجراح . هذا الإندفاع الأخير هو مؤشــر اليأس ، المبشرُ بالخلاص . لندن 16.11.2006
|