ســعدي يوســف في 20/11/2003 كتبتُ الآتي : الآن ، وبعد سبعة شهورٍ من اجتياح بغداد ( مهلة الخديج من المواليد ) ، يوقِّع جلال الطالباني وثيقةَ الاستسلام التي لا تشبهها وثيقةٌ على مدى التاريخ الاستعماري منذ القرن الثامن عشر . أي حقٍ لجلال الطالباني في توقيع وثيقة الاستسلام هذه ؟ إنه ليس امبراطور اليابان ، ولا المارشال بيتان ( في الأقل ) . يقول إنه رئيس مجلس المحكومين … ألا يعتقد جلال الطالباني أن هذه الوثيقة ستكون الإعلانَ الأساسَ لحربٍ أهليةٍ ؟ السؤال الآخر : أيّ حقٍ لجلال الطالباني في العراق العربي ؟ * لكننا الآن في 2006 ، وقد قبض قِـربةُ الـفُساءِ ، الملقّبُ جلال الطالباني ، ثمنَ الخيانةِ ، حين نصّبه المحتلّون رئيساً. ( رئيساً على ماذا ؟ ) هذا السياقُ مفهومٌ كلُّهُ ، ومعروفٌ . لكن من غير المفهوم ، أن تنصِّبَ امرأةُ قِربةِ الـفُساءِ ، نفسَها ، سيدةَ العراقِ الأولى ! هيرو ابراهيم أحمد . هيرو الطالباني . هيرو هيتو ! هيرو خان ( اللقب الرسمي الذي اختارتْـه أخيراً ) – على وزن جنكيز خان ! * يبدو أن هيرو ، وصيفةَ كوندوليزا رايس ( الوصيفة امرأة سوداء في خدمة امرأة بيضاء في الموروث الشـعبي العراقي – لكنّ التقابلات معكوسةٌ هنا ) في حيرةٍ من أمرها : كيف تختار اسماً لسيدة العراق الأولى ؟ هي ترفض اسمَ أبيها ، المناضل ، ورائد القصة القصيرة في الأدب الكردي الحديث ، ربما لأن فيه الـمزيد من العربية الممجوجة … وهي ترفض لقب الطالباني ربما للسبب ذاته ، أو لأسبابٍ أخرى لا نعرفها ، وليس لنا حقٌّ في معرفتها . إذاً ، فـلْـتأتِ بالعجبِ : هيرو خان ! على وزن جنكيز خان … هكذا يستقيم الأمرُ ، دُفعةً واحدةً . غزاةٌ ، وخدمُ غُزاةٍ … والمثلُ الأعلى جنكيز خان ! * الانقضاضُ على بغداد هو ما يجمع بين جنكيز خان ، وهيرو خان … مع دخول الدبابات الأميركية الأولى بغدادَ ، دخلت هيرو خان … ومن سيارةٍ عسكريةٍ أميركيةٍ ، أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون ، هبطتْ هيرو خان . ودخلت مع جنود الاحتلال مبنى الإذاعة والتلفزيون ، هيرو خان . ونصّبت نفسَها مديرةً للإذاعة والتلفزيون ، هيرو خان … طردت العاملين ، وجاءت بمن جاءت … مِن عراقيات أميركا وعراقييها ، هيرو خان … سيدة العراق الأولى : هيرو خان ! لندن 30/5/2006
|