ســعدي يوســف لا أدري سبباً لشَـغَفِ جلال بشت آشان ، قِـرْبةِ الـفُساءِ ، بأن يُخرِجَ ريحَه الخبيثةَ في كل زمانٍ ومكانٍ ، كأنّ كنيفَــــه في المنطقةِ الخضراءِ ، لم يَـعُدْ يتحمّل ، أو كأنه امتلأ بما فيه ، فصار ينفثُ النتَــنَ نفثاً ، غيرَ عابيءٍ بما يسبِّــبُــه الغازُ السامُّ من تلويثٍ للجوّ ولسمعة البلد وأهلِ السياســة فيه . أقول هذا ، وأنا أتابِــعُ ، بمزيدٍ من الرثاء والرغبةِ في التقيّــؤِ ، إلحاحَ جلال بشت آشان على بقاء الاحتلال إلى أبد الآبدين ( الوقت المفتوح حسب تعبير قِرْبةِ الـفُساء ) . ومع أعراس جوني أبو زيد الصحافيــة ، لم يعُدْ أمام أبو حفصة الجعفري ، سوى أن يجاري ( بمعنى يُسابِق ) قِربةَ الـفُســاءِ ، فينطلق هو الآخر ، واهباً المحتلِّــين العراقَ وأهلَــه إلى أبد الآبدين … القوّات باقية . القوات مطلوبة . الحاجة إلى القوات دائــمة . لا جدولةَ . لا مواعيدَ انسحابٍ جزئيّ . * كنتُ أوردتُ أنني لا أدري سبباً لهذا الهراءِ كله : أن يقدمَ فردٌ ما ، بلداً ما ، هديةً إلى دولةٍ ما ! ربما كان ، ثمّتَ ، سببٌ واحدٌ : هو أن هذا الفردَ ليس فرداً ، بمعنى أنه ليس بشــيءٍ . أي أنه صِــفْــرٌ . والأصفارُ تتكاثر هذه الأيامَ بتكاثُــرِ مَن يهَبونَ المحتلينَ عراقاً ليس بأيديهم . * زعَــمَ الفرزدقُ … لندن 6/3/2006
|