أوراق الخريف: يوسف الصائغ مبتدِئاً |
|
|
ســعدي يوســف تلقيتُ خبر رحيل يوسف الصائغ ، عبر الإنترنت ، وأنا أستعدُّ للسفر إلى برلين في نشاطٍ ثقافيٍّ ما . هناك أبلغتُ فاضل العزاوي وســركون بولص الخبرَ . كان الصمت سيِّــداً . لم نتحدث عن الأمر ثانيةً . هل الصمتُ متّصلٌ بسيرورة حياةٍ ، أم بمسار شعرٍ … أم ماذا ؟ * آنَ تلقّيتُ رسالة أثير محمد شهاب حول الإسهام في إحياء ذكرى يوسف الصائغ ، أحسستُ بأني أدخلُ في الـممرّ الصامت ذاتِــه .
* كتب الصائغ قصيدته ، متأخراً ، على مشارف الأربعين تقريباً . قبلَها لم يكن ذا تاريخٍ حتى في محاولة الشعر ، لذا تعيَّــنَ عليه أن يبدأ متماسكَ الأداة ، جهيرَ الصوت … لكنْ ، أنّــى له ذلك ، وهو مَن هو … بلا أوراق اعتمادٍ ؟ إذاً ، فليعتمد الآخرَ : مالك بن الريب و " نشيد الإنشاد " … المرجعيّــتان ستشرحانِ صدرَه ، وتُيَــسِّــرانِ أمْــرَه . هكذا استُقبِلَ عملاه عن مالك بن الريب ، و " انتظريني عند تخوم البحر " ، استقبالَ الدهشةِ والحيرة في آنٍ . * الصائغ كان مغرَماً بالواجهة : في الشعر في الحزب الشيوعيّ في حزب البعث … لكن الواجهة في الشعر ليست وجهةَ الشعر . * بعد عودتي إلى العراق ، من الجزائر ، أوائل السبعينيات ، التقيتُ الصائغَ . سألني عن رأيي في " مالك بن الريب " ، و " انتظريني عند تخوم البحر " . بيّنتُ رأيي صريحاً . قلتُ له : العملان إنشاءٌ برّاقٌ ، ومجموعة استعاراتٍ ومأخوذاتٍ . طريقتك في الكتابة ليست طريقَ الشعر . ويا صاحبي ، يوسف : عليك أن تبدأ من الصِّــفر ! * بعد أشهرٍ … نشر ديوانه " سيدة التفّــاحات الأربع " : ديوانه الوحيد ! لندن 21/12/2005
|
اخر تحديث الخميس, 08 نونبر/تشرين ثان 2007 10:23 |