الخميس, 18 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 166 زائر على الخط
بابانِ لِـبيتِ الـلّــهِ طباعة البريد الإلكترونى

 ســـعدي يوســف
في الثاني من كانون ثاني 2005 ، كنتُ أغادرُ ، مع صديقتي ، مرفأ بورتسموث الهائل ، و الجميل أيضاً إذا قارنتَــه بساوثهامبتِن ، متجهَينِ إلى ســالزبري Salisbury  ، بلدة الكاثدرائية الشهيرة  التي بُـنِــيتْ أوائلَ القرن الثالث عشـــر ( الميلادي طبــعاً ) .
كان زلزال البحر الآســيويّ يضع مِــيْــسَــمَــه على كل شــيء هنا : التلفزيون ، حديث المقاهي والمشارب ، الصحف ، الإذاعة …

  إحدى قنوات التلفزيون كانت بثّتْ  في ساعات الصباح الأولى ، نبأً موجَــزاً  يفيدُ بأن رئيس أساقفة كانتربري لم يعُــد يؤمنُ بالله  بعد التســونامي !
أخبرتُ صديقتي الخبرَ .
كنا أمضينا ساعةً أو نحوَها في متحف بورتسموث ، وعرفتُ أن تشارلز ديكنز مولودٌ هنا ، وأن أيام اللورد نيلسون الأخيرة كانت هنا أيضاً ، كما عرفنا أن بورتسموث كانت أربعاً من البلداتِ يوماًما  … إلخ  .
دخلنا مخزناً فيه صحفٌ . اشترينا نسخةً من الصنداي تلغراف ، إذ أن حديث رئيس أساقفة كانتربري كان منشوراً فيها !
الدكتور روانْ ويليَــمْــزْ  Dr Rowan Williams  رئيس أساقفة كانتربري  قال:
" المسألة هي … كيف بمقدوركِ أن تؤمنَ بإلــهٍ يسمحُ بمعاناةٍ على هذا النطاق ؟ "
مضيفاً أن الصلاة لا تقدم حلولاً ســحريةً !
قبل هذا الكلام بشهورٍ ، أعلنَ رئيسُ الأساقفةِ رأيه صريحاً ، ضد الحرب في العراق  ، قائلاً إن الله سيحاسبُ من اختارَها  ســبيلاً .
*
بلغْــنا سالزبري عصراً .
تركنا السيارةَ في مرآبٍ قريبٍ من الجادّة العامّــة ، واتّـجهنا  إلى  الكاثدرائية .
غريبٌ كيف تتماثلُ الـمدنُ والبلْــداتُ !
مدن الجامعات تتماثل . مدن الكاثدرائيات تتماثل أيضاً . هنا في سالزبري  ، الكثيرُ ، ممّـا يجمع بين البلدة وبلدةِ كاثدرائية شهيرةٍ أخرى ، هي كاثدرائية كانتربري ، الـمـحـجّ ، ومقام الدكتور روانْ وِيلـيَــمز الذي لم يعد يؤمن بالله …
تدخل كاثدرائيةَ ســالزبَرِي  ، لتدخل في صبوةٍ من صبوات الإنسان :
البناء مرهَفٌ  ، حتى ليبدو رقيقاً ، والزجاج المعشَّــقُ أبهى من أن يوصفَ وصفاً عابراً .
أهمية كاثدرائية سالزبري أنها تحتفظ بنسخةٍ من " الماجنا كارتا " الشهيرة ، وبختْــمِ الملك جون الذي أصدرَ  الوثيقة ، في العام 1215 الميلادي ، باللغة اللاتينية ، واضعاً الأساسَ للتطور الديمقراطي في المملكة المتحدة .
ثمّتَ ، في الكاثدرائية ، قاعةٌ مخصصةٌ للماجنا كارتا  ، تدعى The Chapter House ، وتعتبَـر الإنجازَ الأكثر اكتمالاً للعمارة القوطيّـة بإنجلترا .  ويعود تاريخ بنائها إلى أواسط القرن الثالث عشــر  ، وتعتمدُ مبدأَي الإنتظام الهندسي والنباتي في آنٍ .
قُـبّــةُ القاعة ترتفع على ما يشبه أغصاناً تفرّعتْ  ، منتظمةً ، من جذعٍ في منتهى الرقّــة .
كل شــيءٍ يَـشِـفُّ كأنه من زجاجٍ … حتى الرخام يشِــفُّ .
إن روح الماجنا كارتا تتبدّى هنا  ، كأنها في انبثاقها الأول .
الماجنا كارتا ، بابٌ في كاثدرائية سالزبري .
*
قبورٌ لا تتعدى العشرة تحيط بالـمُـصَـلّـى حيث  المصاطبُ .
هذه القبور لا تشكِّـلُ  نقيضاً  ، فهي تكاد تَــخفــى .
أحد هذه القبور استلفتَ انتباهي .
كان لفارسٍ شــابٍّ  ، مُــدَّرِعٍ ، بكامل ســلاحه  ، هكذا يقول تمثالُــهُ المتمددُ  فوق الضريح .
وأقرأُ :
وليم لونغسيبي الأصغر      Williem Longsepee The Younger
ابنُ إيرل سالزبَري             Son of The Earl of Salisbury
قادَ الفرسانَ الإنجليز ، في الحملة الصليبية السابعة ، في الهجوم على المنصورة بمصر .
وسقطَ قتيلاً بطلاً في العام 1250
دُفِــنَ في عكّــا .
*
إنه الباب الثاني للكاثدرائية !
أيُّ البابَــينِ هو الأوســعُ  في عالــمنا المضطرب هذا ؟ 

                                                       لندن 4/1/2005

 
alaan.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث