نُزْل ترانس أتلانتيك – مكناس
سعدي يوسف
عُمْرُ هذا النُّزْلِ عمري :
عُمرُهُ خمسٌ وسبعون ، وبِضعٌ من حروبٍ .
ينهضُ النُّزْلُ على مشْرفةٍ تَصلُحُ أن تنصبَ فيها مدفعاً
يمكنُ أن يَقصفَ حيَّ العربِ ، الأسواقَ والتاريخَ والزُّلَّيج ...
كانت هيأةُ الضبّاطِ في الجيشِ الفرنسيّ ترى في النُزْلِ بيتاً أو مَقرّاً ،
من هنا يمكنُ للخيّالةِ السيرُ إلى " وجدةَ " ليلاً ،
ثم يأوونَ إلى بردِ تِلِمسانَ صباحَ الغدِ ...
كان العالَمُ المعروفُ في مُنبَسَطِ الكفِّ !
*
ولكني هنا
في البارِ ...
أبدو ضائعاً
مستنفَداً في ولَهي
إذ أسمعُ " العرْبيّ " يتلو أزرقَ الجازِ
وإذْ ألمحُهُ يغمزُ لي في آخرِ الأغنيةِ .
النُّزلُ الذي أعرفُهُ لم يَعُد النزلَ الذي أعرفُهُ .
........................
........................
......................
اللحظةُ كالقطّةِ :
أني أسمعُ ، البغتةَ ، خَطوي ، عبرَ ممشى العشبِ
إني أسمعُ الأوراقَ تَسّاقَطُ في الليلِ
حفيفَ الطير إذ يأويِ إلى عشٍّ بِلِيفِ النخلِ .
من صومعةٍ في البلدةِ انثالَ الأذانُ ...
العالَمُ استكملَ معناهُ .
وهذا النُّزْلُ أيضاً !
لندن في 02.04.2009
|