سعدي يوسف
أواسطَ التسعينيّات ، آنَ كنتُ في عَمّان ، مقيماً على قلقٍ ، دأبتُ على زيارة محمود درويش في منزله بضاحية عبدون الغالية .
كان منزله يواجه سفارة " إسرائيل " .
يفتح نافذةً معيّنةً لتكون نجمة داود تطالعه !
*
في واحدةٍ من زوراتي ، قدّمني إلى شخص كان هناك . قال لي : أعرِّفُك على صبحي الفقير !
كان صبحي الفقير ، فقيراً بحقٍّ .
لم يكن متنافجاً بملبَسٍ أو ملْمَسٍ .
*
في ما بَعدُ عرفتُ دُعابةَ محمود :
صبحي الفقير هو صبحي المصري . أحد أغنى الأغنياء .
صبحي الفقير هو الذي اشترى شقّةَ محمود درويش في عَمّان ، تواجه السفارة الإسرائيليّة !
*
في واحدة من رحلاتي النادرة إلى الولايات المتحدة الأميركية ، التقيتُ بصبحي الفقير ، على الطائرة .
كان في الدرجة فوق الأولى !
في تلك الأيّام كنت مع فتحيّة السعودي .
قالت له : لِمَ لم تشترِ سيّارةً لمحمود درويش ؟
أجابَ: محمود رفضَ .
كان رائقاً .
كان يرتدي بيجامة ، ويسترخي في زاويته المريحة جداً .
*
عالَمٌ عجَبٌ .
والآن ، مرحباً بكَ ، طليقاً ، يا صبحي الفقير !
أستشهدُ بالبيت الشاهد من " ألفيّة ابن مالك " :
عدَس ْ !
ما لِعَبّادٍ عليكِ أمارةٌ ...
نجوتِ
وهذا تحملين طليقُ !
*
لِمَن لا يهتمّون بالنحو :
الشاهدُ هو في استعمال اسم الإشارة ، هذا ، اسماً موصولاً .
*
صبحي المصري
سلاماً !
لندن 17.12.2017
|