السبت, 20 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 319 زائر على الخط
القصيدة : أتتحمّلُ التخطيطَ ؟ طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف

منّا مَن يتذكّرُ قولةَ الفرزدق : واللهِ لَقَلْعُ ضِرْسٍ مني أهونُ عليّ من قول بيتِ شِعر  ...

وقولةَ مَن ردَّ عليه : يا هذا ، لقد شققْتَ على نفسِكَ . إن الشِعرَ لأيسَرُ ممّا تظنُّ .

أستعيدُ هذه الواقعة ، وأستعيرُها مدخلاً لحديثٍ عن القصيدة والتخطيط .

*

أنا في هذا المنزل بالضاحية اللندنية منذ خمسة عشر عاماً . في هذه الأعوام كتبتُ كثيراً ، وقرأتُ أكثرَ ، وراكمْتُ أحلاماً وخططاً .

المصادفةُ المحضُ جعلتْني أعثرُ على كرّاسٍ مجلّدٍ  جلداً أخضرَ خفيفاً ، فتحتُ الكراسَ ، وإذا بي أمام خطّةٍ عجيبةٍ لعملٍ شِعريّ لم أنجزْ منه حتى بيتاً واحداً !

الآن أظنني خطّطتُ للعمل غير المنجَز ، بعد قراءة متأنيةٍ لديوان ديريك والكوت " أوميروس " ، منذ سنواتٍ عشرٍ .

*

الخطة كانت كالآتي :

الأوذيســة

- تقع الأوذيسة في 500 صفحة.

- تضمّ الأوذيسة 10 كتُب.

- كل كتاب يبلغ 50 صفحة.

-الصفحات الخمسون تقسَم إلى5 أقسام.

- في كل قسم 10 صفحات.

-في الصفحة الواحدة 30 بيتاً.

- عدد أبيات القسم الواحد 300 بيت .

- 300×5 =1500 بيت في كل كتاب.

- 1500بيت×10 = 15000 بيت ( عدد أبيات الأوذيسة )

الكتاب الأوّل

أ- النهر - القرية.

ب- البحر.

ج- العاصفة.

د- شاطيء الهند.

ه- المعركة والأسْر.

*

وهكذا يمضي التخطيط العجيب حتى يبلغ نهاية العمل المتخيَّل في الكتاب العاشر !

*

قلتُ إنني لم أُنجزْ حتى بيتاً واحداً ممّا خطّطْتُ له بدمٍ باردٍ .

ولستُ متأكداً من قدرتي على إنجاز العمل .

*

في تجربتي الأقلّ مَطْمَحاً ، وجدتُ أن القصيدة تتحمّل نوعاً خفيفاً من التخطيط غير المتشدِّد . قد يَحْدثُ هذا بين اليقظة والمنام . قد يَحدُثُ في سرحةٍ أوتأمُّلٍ .

لكنْ من الضروريّ أن يمسكَ المرءُ باللحظة الهاربة .

ليكنْ في جيبك ، على الدوام  قلمٌ وورقة أو أكثر . دفتر ملحوظات صغير.

كان ماياكوفسكي يفعل هذا ، كي يحتفظ بالفكرة العابرة .

بول فاليري كان حريصاً على التقاط البرق الأوّل  للقصيدة ، إذ كان يرى أن ذلك هِبةٌ من  الآلهة.

*

هذا الضحى مترَعٌ بشمسٍ نادرة .

أنا أكتبُ .

لستُ أنتظرُ معجزةً .

هذا الضحى المترعُ بشمسٍ نادرةٍ هو معجزةٌ بذاته !

 

لندن في 28.11.2017

 
akeer.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث