الجمعة, 19 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 261 زائر على الخط
مائدة هوغو شافيز الفقيرة طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف

كان ذلك في العام 2008 في الغالب.

كنت في العاصمة الفنزويلية كا راكاس ، مدعوّاً إلى المهرجان الشِعريّ الأول هناك.

من سفارة " الجمهورية الثورية البوليفارية لفنزويلا " بالعاصمة البريطانية حصلتُ ، بسرعة أسطورية ، على تأشيرة الدخول من دبلوماسيّ فنزويليّ في منتهى الأناقة واللطف .

(أميركا اللاتينية معروفة بانتقاء دبلوماسيّيها) .

*

معلوماتي القليلة عن فنزويلا تلقّيتُها من عبدو زوغير ، الكاتب السوريّ من أسقبولي ( أرباض طرطوس )  ،

والذي يحمل الجنسية الفنزويلية ، ويقيم بين كاراكاس وطرطوس .

مهاجرو فنزويلا السوريون جاؤوا من السويداء والساحل ، وبين أهل السويداء والساحل منافسةٌ دائمة حتى في فنزويلا !

*

كان مهرجان الشِعر الأول جيداً في الحضور والتنظيم ، لكني عرفتُ أن المنظمة الأدبية الفنزويلية قاطعت المهرجان لأنها تميل إلى جبهة المعارضة التي تتهم شافيز بالدكتاتورية .

*

التقيتُ بشافيز مرّتين :

المرة الأولى كانت في اجتماعٍ عامٍّ للمثقفين الفنزويليين والضيوف .

المرة الثانية كانت في القصر الجمهوريّ بعد اختتام المهرجان الشِعريّ.

القصر الجمهوري مبنىً عريقٌ  ، غير مبالغ في الفخامة ،على الطراز الموريسكو هسبانيول الذي تتّصفُ به مباتي فترة الكونكيسادوريس

(أي الفاتحين الإسبان الأوائل. )

كانت الدعوة إلى عشاء مبكرٍ.

جلسنا في بهوٍ مفتوحٍ من أبهاء القصر ، بهوٍ ذي أعمدة يطلُّ على فضاءٍ مفتوح .

كان ثمّتَ عشرُ موائد  ، كما أتذكّر .

كنتُ ، وعباس بيضون ، وسيدة عربية من أصلٍ سوريّ ، حول واحدةٍ منها.

قائمة الطعام كانت بسيطةً جداً ، تكاد تماثلُ قائمة عشاءٍ في مطعم طلبةٍ  ، جنوبيّ فرنسا .

وقد احتفظتُ بالقائمة ، حتى الآن ، وحرصتُ على أن أُريها لأصدقائي ، قصد المقارنة ...

*

كان شافيز يُجالسُ المدعوّين .

جاء إلى مائدتنا .

كان في منتهى اللطف والمرح ، محتفياً ، باسماً .

قُدِّمْنا إليه .

قال لي : مرحباً بك . أنت في بلدك . أنا أعرف المأساة التي حلّتْ بالعراق بعد الاحتلال . اعتبرْ كلامي هذا دعوةً لك للإقامة في كاراكاس .

ليس عليك سوى إشعار سفارة فنزويلا برغبتك.

أنت تعرف أن فنزويلا والعراق أسّسا الأوبك ( في زمن عبد الكريم قاسم).

سوف يستعيد العراق حريته بنضال أبنائه ، ونحن معكم في هذا النضال.

*

لقد كانت إقامتي في فنزويلا أطولَ من سواي ( ربما بتعليمات من الرجل ) ، فطوّفتُ في البلاد ،

من منابع الأمازون حتى جبال الأنديز ، حيث آلهة الهنود القدامى على القمم البيض .

سيمون بوليفار ، ذو النحافة ، في كل ساحة ومنعطفٍ من فنزويلا الشاسعة .

الناس يحتفون بذكراه محرراً من استعمار.

أمّا هوغو شافيز  فلسوف يظل الناس يحتفون بذكراه محرراً من الذلّ والفقر.

*

لقد فقدنا ، نحن العرب ، نصيراً لنا !

طنجة  07.03.2013

 
Saadi-sketch.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث