( تورنتو )
Back to Queen’s Street
(1)
أنا منذُ أعوامٍ أعودُ إلى الزوايا تلكَ ،
أستقصي زوايا " شارع الملِكةْ " ...
لي رِحلتانِ ، العامَ :
تورنتو الشتاءِ
نَعَم !
وتورنتو المصيفِ ...
كأنني البارونُ ، أغنى أغنياءِ العالَمِ !
القمصانُ مُتْرَفةٌ
ونِصْفُ حقيبتي سِيجارُ هافانا ...
(2)
ولَسوفَ أسألُ :
كيف يبدو المعْبَدُ البوذيُّ ؟
هل ما زالت التبِتُ البعيدةُ ، مثلَ ما كانت ،
وهل تعلَّمَ أهلُها أن يلبسوا ما يلبسُ الكنَدِيُّ ؟
هل قد أهملوا السُّبَحَ الطويلةَ ؟
هل تعلّمت البناتُ ، بناتُ بوذا ، الجازَ ؟
زرتُ المعْبدَ البوذيّ .
طوّفْتُ في تلك الشوارعِ حيثُ يسْكنُ سادةُ التبِتِ ؛
الضحى رَطْبٌ
ورائحةُ الماريجوانا لها الأرَجُ اللذيذُ :
إذاً ، ما زالت التبِتُ البعيدةُ مثلَ ما كانت ...
سلاماً ، سيّدي بوذا
سلاماً !
(3)
للمرّةِ الأولى
وقبلَ سنينَ ، عند رصيفِ مقهى
صيفَ تورنتو ...
رأيتُ هناك طيفاً جاءَ من " هَرَرٍ " !
تحدّثَ . كان يلثغُ. إنها العربيّةُ !
الطّيفُ الذي قد جاء من " هَرَرٍ " يُحَدِّثُ عن ممالكَ
عن ملوكٍ سَوّروا " هَرَراً " وأعلَوها ...
سأسألُ عنه ...
قد يأتي خفيفاً ، مثلَ طيفٍ
قد يمُرُّ بجانب المقهى القديمِ
وقد يُحَدِّثُني عن السورِ ...
المدينةُ ، تدخلُ في مباهجِ صيفِها
والناسُ ينتظرون في صفٍّ طويلٍ عند حانوتِ الخمورِ
وليس من أثرٍ لِطَيفٍ جاءَ من " هَرَرٍ "...
.........
.........
.........
سأسألُ عنه رامبو !
(4)
في حانة غروسمان للجاز
Grossman’s Tavern of Jazz
في حانة غروسمان للجازِ
الحياةُ بسيطةٌ ؛
حتى كأنّ الجازَ بَعضٌ من حياةٍ ...
أنت ترقصُ
أو تَعُبُّ البيرةَ السوداءَ
أو تلهو مع البليارد...
هل درّبتَ صوتَكَ ؟
فلتكُنْ ، في لحظةٍ ، ملِكَ الغناءِ!
الجازُ مفتوحٌ
كأبوابِ السماءِ ...
كأنّ تورنتو سماءُ الكونِ ، سابعةٌ ، وأكثرُ !
فلتكُنْ ملِكَ الغناءِ !
ألستَ في بوّابةِ غروسمانَ للجاز ...
(5)
شحّاذُ " دُنْ آفِنْيو" ، حيث أُقِيمُ
يأتي في الصباحِ
وينتهي من سعيِهِ عصراً ...
دوامٌ كاملٌ !
شحّاذُ " دُنْ آفِنْيو "يبسِطُ كفّهُ مُتَحَدِّياً ،
أبداً ...
ويمضي صامتاً ،
حتى كأنّ له نصيباً من جيوبِ الناسِ ،
من جيبي ...
ولكني أهابُ ذراعَه ، ممدودةً كالسيفِ :
إنْ لم تُعطِني
أعطَيتُ وجهَكَ لَكْمةً !
إني هنا :
شحّاذُ " دُنْ آفِنْيو" أُطْلِقُ صرختي ، خرساءَ ، في أعماقِ تورنتو...
تورنتو 30.04.2017
|