سعدي يوسف
قد كنت عقدتُ أكثرَ من مرّةٍ ، مقارَنةً ، بين بغداد المحتلّة ، وسايغون قبل التحرير .
وأشرْتُ في ما أشرتُ ، إلى أن المحتلّين الأميركان ، موّلوا ، وسلّحوا ، هناك ، ميليشياتٍ عدّةً ، تحت أسماء لها طابعٌ دينيّ ، أو مذهبيّ .
هذه الميليشيات ، عديدُها كان بمئات الآلاف ( شأن " الحشد " الراهن في العراق المستعمَر ) ، لكنها تبخرتْ ، في لحظةٍ . أي في لحظة انتصار الشعب الفيتنامي .
" الحشد " في العراق ، مسلّحٌ أميركيّاً ، مدرَّبٌ أميركيّاً ، وحداتٌ من مرتزقة بائسين ، جاؤوا يبحثون عن لقمة ، فزُجّوا في نقمةٍ .
" الحشد " وحداتٌ أميركيةٌ ، تحت قيادة أميركية.
الأمر منطقيّ .
الولايات المتحدة لن تسمح ، في المستعمرة العراقية ، لتشكيلاتٍ مسلّحة ، أن تقوم ، إلاّ إذا كانت تحت إمرتِها .
الأمر منطقيّ.
لكني أعجَبُ لقومٍ كنت أظنهم عقلاء ، يُضْفون على مرتزقة الاحتلال " الحشد " ، هالةَ قداسةٍ ، كأن هؤلاء المرتزقة ، ملائكةُ الرحمن ، أو فُرسانُ ذلك الذي برأس رضوى .
لندن 30.12.2016
|