السبت, 20 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 330 زائر على الخط
الــماندولــيــن طباعة البريد الإلكترونى

لا يمكن الكلام عن الماندولين  ، إلاّ بلغة الماندولــين . أعني أن اللغةَ المعروفة ( أي التي نعرفُــها )
ليست أداةً للكلام عن الــماندولــين . والسبب بسيطٌ ( جداً ؟ ) … السبب أن ألـ ـ مـا ـ
نْــ ـ دو ـ لِــيْـ ـ نْ  ، هي موســيقى . خشــبٌ يُــنْــبِــتُ مــوسـيقى .
لا تَـقُـلْ لي رأسـاً إننــي مرتبكٌ أو مُتَـلـبِّــكٌ …  No , no, please ! . أنا بكامل هدوئي.
                         كنتُ في عدنٍ …
                         كنتُ خلّـفتُ أرواحَ نجدٍ  إلى  يَــمَــنٍ
                         كنتُ في عدنٍ
                         دَندَنَ العودُ : دانَــى ودانَــى …

                         ومِـن حَـضرموتَ الأغاني 
                         وقد كنتُ في عدنٍ !
غريبٌ أمْــرُكَ معي ! أقولُ لكَ إن قصّــتي مع الـماندولين حَـقٌّ . بمعنى أنها ليست كما تفهمُ أنتَ الشِعرَ .
أي أنني أتحدّثُ عن ماندولين حقيقيّــة ، من لوحٍ ودمٍ . ماندولين نائمة بارتخاءٍ في صــندوقٍ مبطّـنٍ بمخملٍ أزرق. أتستزيدني؟ حســناً ! أقولُ لكَ إنني ابتعتُها من شـابٍّ كان تدرَّبَ عليها ، في ألـمانيا الديمقراطيّـة ، ثمّ هجرَها  ، هنا ، إلى العود ( لا مشكلَ في الأمرِ . فـمن حقِّــه أن يعزف على الآلةِ التي تُــطعمه خبزاً ) .
                         أَمّـا أنا  فـطعامي أنتَ تعرفُــهُ :
                         قلبُ الشِـفَـلِّـحِ
                        والـحَـلْـفاءِ
                         أو  ، تَـرَفـاً ، رحيقُ ما أنبَتَ الـبُـرديُّ والقصبُ …
                         كأننا ، الشعراءَ ، النَّـــوءُ والسُّـحُـبُ !
الهـامُّ ( مَـن يدري ؟ )  ، أن الشابّ قبِــلَ ، بعد ترددٍ هيِّــنٍ  ، أن يدرِّسَــني الماندولينَ التي ابتعتُـها منه  . الأجرُ على قَــدْرِ المشَــقّــة ( لم يقُلْ هو ذلك … ) . كان يأتي في الضحى العدنيّ الرطبِ مبتسماً
دائماً . يفتح الصندوقَ ، ويُخرجُ الماندولين من نعاسها  في المخمل الأزرق . ويقول لي : نبدأ …
نتدرّب على :
                                 آه ، يا زين ، آه يا زين …
                                  آه ، يا زين العابدين
                                  يا وردْ !
                                  يا ورد مفتّح بين البساتين ..
يعلِّــمني كيف أُمسِكُ بمثلّث البلاستيك الدقيق  الذي يصل بيني وبين أوتار الماندولين  ، مثل ما يصلُ الراهبُ بين الـمرءِ والله . أمضي معه ( طبعاً هي قصّــةُ أســابيعَ  ، وإلاّ كيف ؟ ) …
أبلُــغُ : يا ورد …
 يا أُمَّ الله المقدّســة !
وبعدَها كيف أمضي ؟
يا ورد / مْـفَـتْ / تَـحْ / بين / ال / بسا/ تين …
                  لكننــي سـأفِـرُّ من عدنٍ إلى البحر المهدَّدِ بالرصاصِ
                 سأتركُ البيتَ المعرَّضَ للقذائفِ ، حيثُ أوراقي تَـطايَـرُ
                 في هواءِ السُّــمِّ والبارودِ …
                  خلَّـفتُ الحقائبَ كلَّها  ؛ وهــي الخفيفةُ . وارتقيتُ
                 الســُّورَ مرتبكاً :

تركتُ الــمـــانـــدولــيــــــن !

لندن 27/10/2004

 
jarar.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث