الأربعاء, 24 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 209 زائر على الخط
عصابةُ مافْيا دَوْليّة من الجهَلة والمحتالين ... طباعة البريد الإلكترونى

سعدي يوسف

أحياناً  ، أرى عجباً ، آنَ أسمعُ نبأً عن كتابٍ عربيّ حديثٍ ( قصّة أو شِعر ) يترجَمُ إلى اللغة الإنجليزية ، ليُنشَرَ في لندن مثلاً .

مَرَدُّ عجَبي أن هذه العمليّة تتِمُّ في ظروفٍ ليست ثقافيّةً ، ظروفٍ مُعَدّةٍ سلَفاً ، من جانب مافْيا دوليّةٍ تتولّى العمليّةَ البائسة ، بدءاً من لجان التحكيم ، وانتهاءً بالمترجِمين .

أمّا الغرضُ الأساسُ من غرفة النصّابين والنصّابات هذه ، فهو المالُ وسوءُ المآل .

المالُ يقدَّم من مشيخات الخليج وشيخاته ، ومن دوائرَ متّصلةٍ بوزارة الخارجية في بلد المتروبول ، ويذهب إلى جــــــــيوبٍ  "إداريّة " تتضخّم باستمرار ، وإلى مترجِمين محتالين ، ونفقاتِ اجتماعاتٍ وفنادقَ ومطاعم .

حتى إذا بلغت عمليّةُ النصْبِ منتهاها  ، طُبِعَ من الكتاب البائس خمسمائة نسخة ( ترفضُ مطابعُ لندن أن تَطبع أقلّ من الخمسمائة )  ، لتستقرّ النسَخُ في مستودعٍ أو سقيفة حديقةٍ منزليّة ، بعد أن يتسلّمَ المؤلفُ عشرين نسخة من كتابه المرموق !

يصِحُّ هذا على " جائزة بوكَرْ العالميّة للرواية العربية "

كما يصِحُّ على ظواهرَ مافيويّةٍ مماثلة .

*

لم أستهدِفْ في مقالتي هذه ، تفصيلاً عن عصابات المافيا الثقافية الناشطة في تدمير الثقافة العربية ، والمتجذرة في المتروبول ، إذ الحديثُ سيطول ويطول ، (فضيحة رَبعي المدهون هذا العامَ ) لكني  استهدفتُ تنبيه القاريْ إلى حقيقةٍ سائدةٍ في أوربا ، تتعلّقُ بالنظرة إلى الكتابات القادمة من خارجِ قارة الرومان والأنجلو سكسون والوندال  والفايكنج ، أي من خارج المركزيّة الأوربية المتسيِّدة المستبدّة.

*

في العام 2001 تسلّم ف.س. نايبول .S. Naipaul V.

جائزةَ نوبل في الأدب من ملك السويد ، في حفلٍ مَهيبٍ ، ارتدى فيه المؤلف السترةَ السوداء الطويلة ... إلخ.

في ذلك العام ، شرعتُ أطوف في لندن ومكتباتها ، بحثاً عن أعمالٍ لنايبول غير التي كنتُ قرأتُها من قبلُ .

( هل أذكرُ أنني كنت نقلتُ إلى العربية كتابَين من نايبول ؟ )

الغريب أنني لم أجد حتى واحداً من كتب الرجلِ معروضاً في واجهة مكتبة !

يُعتبَر ف. س. نايبول أفضلَ ناثرٍ باللغة الإنجليزية .

إذاً ، ما سِرُّ الإهمال الذي يتعرّضُ له ؟

نايبول ، ليس أبيضَ . نايبول ولِدَ في ترينيداد ، في عائلةٍ هنديّة !

*

ديريك والكوت ، الشاعر العظيم من الكاريبي ، الذي كتبَ أشعارَه الباذخة بلغةٍ إنجليزيّةٍ مستحدَثةٍ ، لا وجودَ له في بانوراما الثقافة ببلاد الإنجليز .

ما السببُ في الإهمال ، إذاً ؟

ديريك والكوت ( كنت اشتركتُ معه في توقيع كتُبٍ ونحن في بْراغ ) ، ليس أبيضَ .

امرأته بيضاء ، لكنه أسودُ !

*

سُعَداءُ  ، أولئك ، الذين يظنّون أن عصابة المافيا المتخصِّصة بتدمير الثقافة العربية ، سوف تفتح لهم أبوابَ أوربا ، مُشْرَعةً ...

*

مرةً ، كنت أتحدّث مع ناشرٍ فرنسيّ ، عن نجيب محفوظ ، ونقل أعماله إلى اللغة الفرنسيّة .

قال الناشر الفرنسيّ بالحرف الواحد : نجيب محفوظ ممِلٌّ . ينبغي تلخيص رواياته !

*

أمّا " الخبز الحافي " للمغربيّ محمد شكري ، فلم تنتشِر في أوربا لأن كاتبَها  مغربيٌّ  من طنجة ، يسْمى محمد شكري .

سببُ الإنتشار أن واحداً من جيل البِيت ، بول بولْز،   هو مترجِمُ العمل !

 

تورنتو   30.05.2016

 
hafeed.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث