سعدي يوسف الحروبُ ، حتى التافهة منها ، " ما يجري في الرمادي " ، لها سايكولوجيّتُها ، السايكولوجيّة الجمْعيّة ، الكلاسيكية ، في أيّ حربٍ ، حتى لو جرت هذه الحربُ بين مدينتَين ، أو بين حيَّينِ من مدينة . تَصّاعَدُ الطنّاناتُ : النشامى . الأبطال. شهداء الحقّ ...
من المؤسفِ أن ينقادَ كُتّابٌ أعرفُهم في العراق ، إلى هذه الغوغائيّة . هؤلاء الكُتّابُ ليسوا أغراراً ، أو مغرَّراً بهم . بعضهم تجاوزَ السبعينَ في حياةٍ غيرِ مُجْديةٍ . عن أيّ حربٍ يتحدّثون ، ويتصارخون ؟ أن يقتلَ عراقيٌّ ، عراقيّاً ! ليتهم همسوا همسةَ استنكارٍ لِما فعلَه الغزاةُ الأميركيون بالعراقيّين . الهيروشيمات الثلاث ، في العراقِ ، مرّتْ عليهم مَرَّ السحابةِ . جاسم الحلفي يهتفُ : يا نشامى ! وهو يعني الجنودَ العراقيّين ، الذين يَقتلون عراقيّين في الرمادي ، ويُقتَلون بكل مَسْكنتِهم هناك . إن كان الواحدُ منّا يشعر ببقيّةٍ من مسؤوليةٍ فعليه أن يقول بالصوت العالي : أوقفوا حربَ الإخوةِ ! ليتوقّف العراقيّون عن قتل العراقيّين ! وإلاّ فما معنى دعارة " ساحة التحرير" ؟ ما معنى أن يُستغفَلَ الناسُ ، ليقتلَ بعضُهم بعضاً ؟ إنْ أنت أقمتَ ولايةَ فقيهٍ فللآخر أن يقيم دولة خِلافة ... الحلُّ ؟ لا ولاية فقيه لا دولة خلافة ... لندن 28.12.2015
|