ملك العراق الأميركي ، بريمر الثالث ( هاشميّـونا لم يتجاوزوا في العدّ الرقم 2 ) ، نثَــرَ كنانته ، لا ليختار الأصلبَ مكسِــراً ( كما فعل الحجّــاجُ ) ، وإنما ليختار الأوهى عوداً ، والأهونَ مكسِــراً ، من أولئك الذين لم يجرؤ واحدٌ منهم على الخروج من غرفته المحصّــنة إلى الشارع ولو أمتاراً إلاّ تحت حراسةٍ أميركيةٍ ، ولم يتنقل أحدهم إلاّ بمركبةٍ أميركيةٍ مصفّحةٍ أو غير مصفّــحة ، ولم يستعمل أحدهم إلاّ جهاز الهاتف الأميركي
النقّــال ، أسوةً بالمارينز ، سادتهم ، وأولياء نعمتهم ، وحماتهم من غضب الشعب العراقي. مجلس الحكم قال بريمر الثالث . الحكومة قال عدنان الباججي المعيّــن في هذا المنصب التافه منذ عشر سنين ( كما يشاع ) . مجلس المحكومين أقول أنا . تُرى ، من يعِـيْـنُ ذا الثمانين في محنته؟ من يقول له إن " نادي العلوية " هو مكانه اللائق؟ سوف يجلس في النادي ، وهو ينهل ، متمهلاً ، كأس الويسكي ، ويمسح عن جبهته عرقاً خفيفاً ، ولسوف يرى النهر ، قبالته ، هادئاً أو دافقاً ، شأنه منذ قرون … يحمل الشجر والسمك والبشر ، ماضياً بهم إلى النسيان العظيم . لماذا يريد عدنان الباججي أن يُـذْكَــر ؟ أعني : لماذا يريد أن يُذكَـرَ مقروناً إلى هذا المستنقع السياسي؟ يقول الشاعر القديم : إن الثمانين ، وبُـلِّـغْـتَـها قد أحوجتْ سمعي إلى ترجمانْ ألم يسمع شيخُنا هديرَ الشارع؟ يقال إن الجلبي كان الطائرَ الطُّـعْـمَ . أهذه ، إذاً ، اللعبةُ ؟ مجلسٌ يقدم النصحَ والمشورةَ … لمن؟ كأن بريمر الثالث محتاجٌ إلى نصيحةٍ ، كأنه لايعرف القتل والقتال … أنت ومجلسك من صنع الإحتلال . والمقدمةُ الغلطُ تنبني عليها نتائجُ أشدُّ غلطاً . أنت ومجلسك لن تتقدما خطوةً في الديمقراطية لأنّ بريمر الثالث لا يعترف بحقّ الشعب العراقي في الإنتخاب ، أمّـا الهيئات المجردة من الصلاحية التي فُرِضتْ هنا وهناك ، وسُــمِّيَ أعضاؤها تسميةً ، فهي العنوان البارز للممارسة " الديمقراطية" البريمريّـة . اترُكْ ، ايها الشيخ ، هذه المهزلة المريرة . اتركْــها للضباع ! لندن 9 / 7 / 2003
|
اخر تحديث الثلاثاء, 16 مارس/آذار 2010 11:40 |