سعدي يوسف كان ذلك في دمشقَ ، أواخرَ الثمانينيّاتِ ، أو أوائلَ التسعينيّات . عرفنا أن منقذ الشرَيدة أسيرُ حربٍ عند الإيرانييّن ، وأنه ليس في أسوأ حالٍ . أي أن القائمين على معسكر الأسرى خفّفوا عليه ظروفَ الأسْرِ ، لقاءَ خدماتٍ يقدمُها : إصلاح أبواب . نجارة أبواب جديدة لبيوت الضبّاطِ ... إلخ .
إذاً ،كانت ظروفُ أسرِهِ أفضلَ قليلاً من سواه ، لكن الحبس هو الحبس ، على أي حالٍ . لكننا عقدنا العزمَ على إنقاذ منقِذ : اتّصلْنا بالصليب الأحمر الدولي ، وبالهلال الأحمر الذي عن طريقه رجونا من السلطات الإيرانية إخلاءَ سبيله ، وتسليمه إلى الهلال الأحمر السوريّ ، في دمشق . * وصل منقذ إلى دمشق ، واستقبلتُه كما يليق . كنتُ التقيتُه مرةً ، في بغداد . لكن آل الشريدة هم من سَراةِ أبي الخصيب . عرفتُ أباه ، عبد الوهاب الشريدة ، وكان شقيقه الأكبر هشام زميلي في الدراسة ، حتى إنتهاء مرحلة الثانوية ، بثانوية البصرة . * منقذ ، بالِغُ التهذيب . بل يكاد يكون خجولاً ... * بعد لقاءاتِنا الأولى في دمشق ، شرع منقذ يختار حياته ، كما يشاء . حاناتُ دمشق بدأتْ تغلِقُ أبوابَها بوجهه . حياته هناك شرعتْ تضيق . * لم أعلمْ برحيله ، في الولايات المتحدة ، إلاّ بعد مجيئي إلى كندا . لقد خسِرنا فنّاناً مرموقاً كان وراء أعمالِ نحتٍ مرموقةٍ كانت باسم سِواه . لندن 16.09.2015
|