حول " الزنْوَجة " في صيف برشلونة |
|
|
سعدي يوسف ربما كان ذلك أواسطَ السبعينيّات من القرن الماضي : أعني 1975 ! كنتُ في مهرجان ستروغا ، للشِعر ، في مقدونيا التي كانت ضمن يوغوسلافيا . سقياً لتلك الأيام !
وفي مثل الفُجاءةِ ، حضر الشاعر السنغاليّ العظيم ، ليوبولد سيدار سنغور ، وكان آنَها رئيساً للجمهورية . سنغور يلمع سواداً وقرينته الفرنسية تلمعُ بياضاً أبَنَوسٌ وعاجٌ ! ألقى قصائدَ من على جسر دْرِينا ، مثلَنا ... * حتى اليوم أتذكّرُ قصيدته الشهيرة : Femme nue Femme noire … وأتذكرُ أنني حاولتُ نقلَها إلى عربيّتِنا : يا امرأةً عاريةً يا امرأةً سوداء ... * الديوان الكامل لسنغور ظلّ معي ، سنينَ ، حتى اختفى في واحدةٍ من نقلاتي التي لا تُحْصى . أمّا إيميه سيزير ، شاعر " العودة إلى البلاد " : Retour aux pays natal فقد لازمَني ، هو الآخر ، سنين أيضاً ، بالرغم من صعوبة نصِّهِ الذي يستخدمُ بكثافةٍ ، الدارجةَ ، وتعابير الصيّادين . * ما أدهشَني أن الشاعرَينِ المؤسِّسَينِ للزنْوَجة ، كانا ، في الوقتِ نفسِه ، يؤسِّسان لحركتَي استقلال . كم نفتقدُ، في أيّامِنا السودِ هذه ، المثالَ ناصعَ البياضِ ، لحركة الزنوَجة ! * كاد اهتمامي بالزنوَجة يقتصر على الشِعر وأهلِه . لكنني التقيتُ بعثمان سمبين ، الروائي والسينمائي ، السنغاليّ مثل سنغور ، فترجمتُ روايتَه " الحوالة " التي أُنتِجتْ فيلماً ، في ما بَعدُ . * الصيف في برشلونة ، ساخنٌ ، بل ساخنٌ رطْبٌ ... والفتَياتُ يكتسبنَ لون البرونز على الشاطيء . مرحباً بالزنوَجة ! برشلونة 12.07.2016
|
اخر تحديث الأحد, 12 يوليوز/تموز 2015 15:10 |