سعدي يوسف منذ فريد الأطرش ، والمرسى وحلق الواد ، ظلّت شواطيء تونس تُلهِم الناسَ والأغاني. حتى إذا جئنا مطرودين من بيروت ، وجدنا أنفُسَنا في حمّام الشطّ : شاطيء تونسيّ أيضاً . أبو جهاد قُتِل في سِيدي بوسعيد : شاطيءٌ تونسيّ . وسيف الدين رِزقي ، قُتِلَ على الرمل ، في رويال مرحبا ، بسوسةَ . شاطيء تونسيّ .
لكن سيف الدين رِزقي قتلَ أناساً أبرياء على الشاطيْ . قيلَ إن الفتى كان يضحك وهو يختار قتلاه . ( القَتول الضخّاك ) في وصف محمد بن عبد الله . لم يقتل تونسيّاً ، بالرغم من أن خدم الأوتيل التوانسة اصطفّوا حاجزاً بشريّاً ، لدرء المجزرة . * أكان طالبُ العِلْمِ في القيروان ، حيث قال عُقبة بن نافع في القرن الأول الهجري وهو يقِيم معسكرَه : هنا قيروانُنا ، المِقِيل ... أقولُ : أكان طالبُ العِلم ، سيف الدين رِزقي ، يطأ للمرة الأولى في حياته ، شاطئاً تونسيّاً ؟ ألا شيْ يجمع بينه وبين سناء محيدلي وهي تطأ للمرة الأولى شاطئاً فلسطينيّاً ؟ شاطئاً محتلاًّ ... * بعد أن طردَنا شارون من بيروت ، جئنا إلى تونس . أقمتُ سنين في تونس ، هي من أجمل سِنِيّ حياتي . لقد كانت خمساً . فيها عرفتُ البلادَ وأهلَها ، شُعراء ، وفنّانين ، وسياسيّين بينهم محمد حرمل الرفيق الكريم . * مرةً كنتُ رفقةَ أستاذٍ كريمٍ للأدب ونقده في الجامعة التونسية . كنا في سيّارته الأودي . مررنا بمنتجَعٍ سياحيّ شبيه برويال مرحبا ( شاطيء المجزرة ) . قال لي الصديق التونسيّ : أتعلمٌ ؟ نحن ، التوانسة ، ممنوعون من دخول الفندق. قلتُ للإدارة : أدفعُ ضِعف ما يدفعه الأوربي ! (مرتّبي جيّدٌ ، وكنت عملتُ ىسنين في بلدان الخليج ) لكنهم رفضوا ! هؤلاء الأوربيون يحتلّون شواطئنا . لم يعُدْ لدينا بحرٌ . أبقَوا لنا الشواطيءَ الملوّثةَ بالمجاري ... * في عدد اليوم من " الغارديان " كتب أحدهم مخاطباً ديفيد كاميرون ، رئيس الوزراء البريطاني : كفى كلاماً ... لنتركْ تونس للتونسيّين ! * من المؤلم أن تتمّ الإشارة إلى الواقع المرير ، بوقائعَ أشدّ مرارةً . لندن 29.06.2015
|