قصيدة : أودِنْ ترجمة : سعدي يوسف كان طليقاً ، في الأقلّ ، آنَ وصلَ ، لأداءِ مَهمّتِه في هذه البلادِ التي لم تقعْ عيناه عليها البلادِ التي كُلِّفَ تقسيمَها بين شعبَينِ متعاديَينِ ذوَي قُوْتٍ مختلفٍ ، وآلهةٍ خصيمةٍ . في لندن ، قالوا له :
" الوقتُ قصيرٌ . ولم يَعُدْ ، ثمّتَ ، مجالٌ للمصالحةِ أو النقاشِ المنطقيّ. الحلُّ الوحيدُ ، الآن ، هو في الإنفصالِ . ويعتقدُ نائبُ الملِكِ ، كما سترى في رسالتِهِ ، أنّ من الخيرِ ألاّ تُرى برفقتِهِ كثيراً. هكذا أعددْنا لكَ ترتيباتٍ أخرى . سنعطيكَ أربعةَ قُضاةٍ تستشيرُهم ، اثنان من المسلمين ، وإثنان من الهندوسِ لكنّ القرارِ الأخيرَ يظلُّ قرارَكَ أنتَ ". * هو مقيمٌ ، الآن ، في منزلٍ ناءٍ يحرسه رجالُ الشرطةِ ، ليلَ نهارَ خشيةَ الإغتيالِ ، وهو يعملُ ، بهمّةٍ ، ليقرِّرَ مصيرَ الملايين . الخرائطُ التي بين يديه قديمةُ العهدِ ونتائجُ الإحصاءِ غيرُ دقيقةٍ ، لكنْ ليس لديه متّسَعُ وقتٍ لتدقيقِها أو لتفتيش المناطقِ المتنازَعِ عليها . كان الجوُّ حارّاً حدّ المخافةِ وهو مصابٌ بالدوزنتاريا . لكنّ المسألةَ انتهتْ بعد سبعةِ أسابيعَ . الحدودُ قُرِّرَتْ ، والقارةُ قُسِّمَتْ ، إنْ خيراً ، وإنْ شرّاً . * في اليوم التالي أبحرَ ، عائداً ، إلى إنجلترا ، حيثُ نسِيَ ، القضيّةَ ، سريعاً كما ينبغي لمحامٍ جيّدٍ . وقد أخبرَ " النادي " أنه لن يعود إلى هناك خوفاً من إطلاقِ النارِ عليه ! تمّت الترجمة في لندن بتاريخ 22.06.2015
|
اخر تحديث الإثنين, 22 يونيو/حزيران 2015 10:57 |