الأربعاء, 24 أبريل/نيسان 2024
الرئيسية
سيرة ذاتية
الاعمال الشعرية الكاملة
قصص قصيره
ديوانُ الأنهار الثلاثة
جِـــــــرارٌ بِلونِ الذهب
الحياة في خريطةٍ
عَيشة بِنْت الباشا
قصائـدُ هَـيْـرْفِـيــلْـد التلّ
طـيَـرانُ الـحِـدْأَةِ
الخطوة السابعة
الشــيوعــيّ الأخير فقط ...
أنا بَرلــيـنيّ ؟ : بــانورامـــا
الديوانُ الإيطاليّ
في البراري حيثُ البرق
قصائد مختارة
ديــوانُ صلاة الوثني
ديــوانُ الخطوة الخامسة
ديــوانُ شرفة المنزل الفقير
ديــوانُ حفيد امرىء القيس
ديــوانُ الشــيوعــيّ الأخير
ديــوانُ أغنيةُ صيّــادِ السّمَك
ديوان قصــائدُ نـيـويـورك
قصائد الحديقة العامة
صــورة أنــدريــا
ديــوانُ طَــنْــجـــة
ديوان غرفة شيراز
ديوانُ السُّونَيت
أوراقي في الـمَـهَـبّ
ديوان البنْد
ديوان خريف مكتمل
مقالات في الادب والفن
مقالات في السياسة
أراء ومتابعات
البحث الموسع
English
French
Spain
المتواجدون الان
يوجد حالياً 348 زائر على الخط
سبعة دروسٌ في فن الشِعر من و.ه. أودِنْ W.H.Auden 1907-1973 طباعة البريد الإلكترونى

     Image   Dichtung und Wahrheit
الحقيقة والخيال
(قـصيدةٌ غير مكتوبة )
ترجمة سعدي يوسف
1
متوقِّعاً وصولَكِ غداً ، وجدتُني أفكِّرُ أنا أحبُّكِ : ثم تأتي الفكرةُ :- عليَّ أن أريد كتابةَ قصيدةٍ تُعَبِّرُ تماماً عمّا أعنيهِ حين أفكِّرُ بهذه الكلماتِ .

2
 أوّلُ ما أطلبُهُ  ، حين أقرأُ قصيدةً كتبَها سواي ، أن تكون جيّدةً ( اسمُ كاتبِها ذو أهميّةٍ ثانويّةٍ ) ؛ أمّا القصيدةُ التي أكتبُها فإن مطْلبي الأول منها أن تكون أصيلةً ، يمْكِنُ التعرُّفُ عليها ، مثل خطِّ يدي ، إذ أنها كُتِبَتْ ، على عِلّاتِها ، من قِبَلي .
( في ما يتّصِلُ بقصائدِ الشاعرِ نفسِه ، فإن ما يفضّلُهُ الشاعرُ ، وما يفضِّلُهُ قُرّاؤهُ ، متشابكٌ ، ونادراً ما يكون متوافقاً. )
3
لكن  على هذه القصيدةِ التي أريدُ أن أكتبَها الآن  ، أن تكونَ ، ليس فقط جيدةً وأصيلةً ، بل عليها أن ترضيني ، وعليها  أيضاً أن تكون صادقةً .
قرأتُ قصيدةً لشاعرٍ ذرفَ دمعةَ فراقٍ لمحبوبته : القصيدة جيدة ( أثّرَتْ فِيَّ شأن أي قصيدةٍ جيّدةٍ ) وأصيلة ( تعرّفتُ فيها على خطّ يدِ الشاعر ) . في ما بَعدُ ، ومن قراءتي سِيرةً ،  عرفتُ ، أن الشاعرَ ، وقتَ كتابتِها ، كان يبغضُ حتى الموتِ ، تلك الفتاةَ
لكنه تظاهرَ بالعويلِ ، كي يتجنّبَ إيذاءَ المشاعرِ ، والمشهدَ .
هل أثّرتْ هذه المعلومةُ ، سلباً ، في إعجابي  بقصيدتِهِ ؟  أبداً . أنا لم أعرفْه شخصيّاً ، وحياتُه الخاصة لاتهمُّني .
هل كان هذا سيؤثِّرُ في إعجابي ، لو كنتُ أنا ، كتبتُ القصيدةَ ؟ آمُلُ في ذلك .
4
لن يكفي أنّ عليّ الاعتقادَ بأن ما كتبتُهُ كان صادقاً :
لكي أرضى ، على الصدقِ في هذه القصيدةِ أن  يكون واضحاً بذاتِهِ .
على القصيدةِ أن تكون مكتوبةً ، بطريقةٍ تجعلُ القاريءَ  لا يقرأ  أنا أحِبُّكِ  ، كما يقرأ أنا أحِبُّكِ .
5
لو كنتُ مؤلِّفاً موسيقيّاً ، فأظنُّني قادراً على تأليف قطعةٍ موسيقيّةٍ تُعَبِّرُ للمستمعِ عمّا أعنيه آنَ أفكِّرُ بكلمة حُبّ ، لكنْ سيكون مستحيلاً عليّ أن أؤلِّفَها بطريقةٍ يعرفُ المستمعُ ، بها ،  أن هذا الحُبّ كان لكِ  أنتِ . ( لا للّه ، أو أُمّي ، أو النظام العَشريّ ) . لغةُ الموسيقى لازمةٌ ، غير متعدِّيةٍ ، كما كانت . هذه اللزوميّة ، بالضبط ، هي التي تجعلُ ، سؤال المستمعِ بلامعنى ، لو سألَ :- "  هل يعني هذا المؤلفُ ، حقّاً ، ما يقولُ ، أم أنه يتظاهر بذلك فقط ؟ "
6
لو كنتُ رسّاماً ، فأظنني قادراً على رسم بورتريت يُعَبِّرُ للمُشاهدِ عمّا أعنيه ، عندما أفكِّرُ بكلمةِ  أنتِ ( جميلة ، محبوبة ، إلخ .) ، لكنْ سيكون مستحيلاً علَيَّ أن أن أرسمَ البورتريت بطريقةٍ يعرفُ فيها أني أنـــا أحببتُكِ أنتِ .
لُغةُ الرسمِ تفتقدٌ ، كما كانت ، الصوتَ الفعّالَ ، هذه الموضوعيّة ، بالذات ، هي التي تجعلُ ، بلا معنى ، سؤالَ المُشاهِدِ:-
"  أهذا حقاً بورتريت نون ( وليس لصبيٍّ ، أو قاضٍ ، أو لقاطرةٍ مموّهةٍ ) ؟"
7
محاولة " الرمزيّين "  جعلَ الشِعرِ ، لازماً ،  كالموسيقى ، لن تمضي أبعدَ من الفعل الإنعكاسيّ النرجسيّ - " أنا أحبُّ نفسي ".
محاولةُ جعلِ الشِعرِ موضوعيّاً ، كالرسم ، لن تمضي أبعدَ  من المقارنة المفردة " أ  مثل ب " ،" جيم مثل د" ، " ر مثل ز" ،
لن تتعدّى قصيدة صًوَريّة ( إيماجِسْتْ ) ، بضعَ كلماتٍ طولاً .

 
Saadi-sketch.jpg
فيلم " الأخضر بن يوسف "
لمشاهدة فيلم الأخضر بن يوسف اضغط هنا
المواضيع الاكثر قراءه
البحث