سعدي يوسف كان عبد الوهاب البياتي يردد ونحن في " قصر البلّور " من باب توما بدمشق ، أيّام العزّ : قالوا خراسانُ أقصى ما يرادُ بنا أو القفول ... فقد جئنا خراسانا !
* كان عبد الوهاب يائساً ، ورّطه حسن العلوي في لعبة قوى ومخابرات ، حتى جاء به إلى دمشق بعد أن كان يعيش على طريقته في عمّان ، مشْرِفاً بتوجيه من السلطة العراقية آنذاك ، على أهل الأدب من البعثيّين الشباب الذين ضاق بهم عديّ صدّام حسين ذرعاً ، بسبب من ضِيقِ ذات اليد ، بعد وطأة الحصار . وكان البياتي يتقاضى مرتّبه ( معاشه ) من وزارة الثقافة الأردنيّة . * توفي البياتي في دمشق ، مقهوراً ، وحيداً . السوريون قاطعوه تماماً ، إذ اعتبروه عميلاً للسلطة ، والعراقيون قاطعوه لأنهم اعتبروه من أتباع النظام العراقي . فقط مشعان الجبوري كان يرسل إليه ، كل يوم ، صينيّة طعامٍ ملأى ! * أتذكّرُ أننا شيّعْنا البياتي إلى مثواه في مقبرةٍ جديدة ، على منحدرٍ بالشيخ محيي الدين . ( كان أوصى بأن يدفن في ضريح محيي الدين بن العربي ، فقيل له : ليس في الضريح تُربةٌ ) . ألقيتُ كلمة وداع في الدفن . علي عقلة عرسان ( اتحاد الكتّاب ) ألقى كلمة وداع أيضاً . * قالوا خراسانُ أقصى ما يُراد بنا... وفي العراق الآن ، أمرٌ عجبٌ ! الإستراتيجُية الأميركيةُ المعلَنة ، الآن ، تقضي بإنهاء العراق العربيّ . تقضي بأن يكون العراق ، مثل بلدان الخليج ، عربيةً بالإسم ... لا عربية على اللسان . لا عوائدَ عروبةٍ ... * هكذا نجد الآن تطبيقات السياسة الأميركية : وزارة الثقافة :بأيدٍ ليست عربيةً . المرجعيّة الطائفيّة :بأيدٍ ليست عربيةً . الميديا : يتولاّها فخري زنكنة ، الكردي ، الحاقد على العرب والثقافة العربية . الميليشيا : إيرانيةُ التدريب والهوى . * أهي ثارات التاريخ ؟ إيوان كسرى ..., والقادسيّةُ الأولى ؟ * لكن العروبة أرسخُ من فكرةٍ . العروبةُ بشرٌ . العروبةُ بشرٌ عراقيّون سيدافعون عن عروبتهم . * قالوا خراسانُ أقصى ما يُرادُ بنا ... لندن 11.09.2014
|
اخر تحديث الخميس, 11 شتنبر/أيلول 2014 17:00 |