سعدي يوسف في اللقاء الصحافي للرئيس الأميركي باراك أوباما ، أمس 28.08.2014 ، في البيت الأبيض ، بدتْ آراء الرجلِ ، حول الشرق الأوسط ( العربي ) ، مفاجأةً ، أو ما يشبه المفاجأة ، وبخاصّة ما اتّصلَ بأولويّات التحالفات والأتباع والتمذهُبات الدينية .
لكن المتتبِّع للسياسة الأميركية في المنطقة لن يجد جديداً ، أي أن الولايات المتحدة تريد أن تعود بالشرق الأوسط العربي ، إلى ذلك العهد السعيد ، أواسط الخمسينيات ، قبل ثورة تموز العراقية ، وتحوّلات عبد الناصر . آنذاك كان "السُّنّة المعتدلون " - اقرأ العملاء - يبسطون سلطتهم ، مطْلَقةً ، في سوريا والعراق والجزيرة ومصر وليبيا وإمارات الساحل المتصالح . الولايات المتحدة تريد أن تعود بالعالَم إلى الوراء ، وقد أحكمت السيطرة عليه . لا تعرف الولايات المتحدة صداقاتٍ ثابتةً . الولايات المتحدة تريد ولاءاتٍ ثابتة . ( العلاقة مع السعودية مثلاً ) . حُكّامُ العراق السُذّجُ بعد 2003 ، ظنّوا أنفسَهم حاكمين إلى يوم الدين ، إلى يوم ظهور المهديّ . * الآن ... بعد ما بدا انقلاباً ؛ سيدخل العراق ، ومعه سوريا بدرجةٍ أقلّ ، في دورة زمنية ، تطول أوتقصُر ، من العنف والمجازر والأوجاع ، إلى أن تأخذ الولاءاتُ الجديدةُ سبيلَها الشائن ، مُحْكِمةً قبضتَها على المنطقة والناس. لندن 29.08.2014
|