سعدي يوسف
ليس يسيراً على المرءِ أن يفارقَه رفيقُ صِبا . أنت تشعرُ أنك فارقتَ بِضعةً من كينونتِكَ ، من كيانكَ ، وأنك لستَ كما كنتَ . هكذا كان أمري حين أبلغَني مازن ، أواخر رمضان ، رحيلَ أبيه : عبد الجبار اليحيا .
* كنا في مقتبَل فتوّتِنا . عبد الجبار اليحيا ... هذا هو اسمه في المملكة . عبد الجبار الشيخ ... هذا هو اسمه في البصرة . * آلُ الشيخ ، في الزبير ، وفي البصرة ، أسرةٌ كريمةٌ ، أنجبتْ سياسيّين ، وفنانين ، وفقهاء ، وكان لها دورٌ مرموقٌ ، في الزبير والبصرة ، بل في العراق في بدايات استقلاله وتشَكُّلِه . هذه الأسرة الكريمةُ ، نجديّةٌ . لكنّ متشدّدي الدرعيّة دفعوها شرقاً ، إلى العراق ... حيث ألقت الأسرة عصاها في الزبير ، غير بعيدٍ عن نجدٍ وعرارِ نجدٍ . * وهكذا أيضاً كان لي أن ألتقي بأبناء الشيخ ، آنَ كنّا في حمى أسرةٍ نجديةٍ بالـمُطَيحة من البصرة ، هم آلُ الخرجيّ ، ومنهم فنّانان هما ناصر سعد الخرجي ، وعلي الخرجي فنّان الكاريكاتير الشهير في المملكة . عبد الجبار ، وشقيقه الأصغر عبد الله كانا فنانَين مطبوعَين منذ صباهما : تمثال فينوس المبكّر من طينٍ لازبٍ ! * لقد طوّحت بنا الدنيا ، عبد الجبار وأنا ... لكننا كنا نلتقي . كان يسألُ عن متاهاتي ويأتي : الكويت دمشق قبرص ... * كان يُطْلعُني على آخر أعماله الفنية ، ومَعارضِه ، ويسألُني الرأي. * عليّ القول إن عبد الجبار اليحيا كان مناضلاً شيوعيّاً شجاعاً . لندن 26.08.2014
|
اخر تحديث الثلاثاء, 26 غشت/آب 2014 13:39 |